تسعى سلطات الاحتلال لفرض البرنامج التعليمي الإسرائيلي بصورة تدريجية، مع تضييق الخناق على المدارس الخاصة..
تنفذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي مخططات تهدف إلى خنق الحياة التعليمية والثقافية الفلسطينية في العاصمة المحتلة، في محاولة لتهويد التعليم، والعبث بعقول ووعي الأجيال الفلسطينية، في انتهاك فاضح للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر على الاحتلال تشويه الحياة التعليمية والثقافية لمن هم تحت الاحتلال.
ومنذ شهر آب/ أغسطس 1967، أي بعد شهرين من سقوط مدينة القدس اتخذت حكومة الاحتلال الاسرائيلي عدداً من القرارات المتعلقة بقطاع التعليم في مدينة القدس والضفة الغربية المحتلة، حيث قررت الإلغاء النهائي للبرامج التعليمية الأردنية التي كانت مطبقة سابقاً في مدارس المدينة واستخلافها بالبرامج التعليمية المطبقة في المدارس العربية في الأراضي المحتلة سنة 1948م.
إلا أن هذا الإجراء التعسفي لم يطبق على باقي مدن الضفة الغربية المحتلة، وإنما تم الإبقاء فيها على البرامج والمناهج والكتب التعليمية الأردنية بعد فرض تعديلات على عدد من الكتب الخاصة بالتربية الإسلامية والتاريخ والجغرافيا، وقد كان في ذلك إشارة واضحة إلى تفرقة سلطات الاحتلال المتعمدة ضد مدينة القدس عن باقي مدن الضفة الغربية.
وسعت هذه السلطات لفرض البرنامج التعليمي الإسرائيلي بصورة تدريجية، مع تضييق الخناق على المدارس الخاصة (الأهلية) وذلك بإصدارها "قانون الإشراف على المدارس رقم 5729 لعام 1969م، والذي شمل الإشراف الكامل على جميع المدارس بما فيها المدارس الخاصة بالطوائف الدينية إضافة إلى المدارس الأهلية الخاصة.
كما أنها فرضت على هذه المدارس وعلى الجهاز التعليمي فيها الحصول على تراخيص إسرائيلية تجيز لها الاستمرارية في ممارسة نشاطاتها، وكذلك الإشراف على برامج التعليم ومصادر تمويل هذه المدارس. عامدة في هذا السياق إلى تشوّيه الحقائق التي تضمنتها المناهج المقرة من قبلها، من ذلك الإساءة لديننا الحنيف وللأنبياء والرسل والحضارة العربية الإسلامية، وتزييف الحقائق التاريخية وطمس مادة العقيدة الإسلامية وتشويهها فرأت أن الإسلام هو "مجرد تربية روحية" وأن تاريخ الإسلام هو تاريخ فتن وكوارث وحاولت إقناع التلاميذ بالأفكار الإسرائيلية.
وعملت سلطات الاحتلال على تغييب السور المتحدثة عن بني إسرائيل والفساد في الأرض أو السور والآيات التي تحث على القتال والجهاد والاستعاضة عنها بتدريس التوراة و"الأساطير اليهودية"، وفق تقرير لمركز المعلومات الفلسطيني.
وفي مادة الأدب العربي تم تغييب دراسة الشعر العربي في الجزء المتحدث عن البطولات العربية وعن فلسطين واعتماد مواد خاصة في ما يسمى الأدب الإسرائيلي كقصص وروايات إسرائيلية عن المحرقة وغيرها.
أما في مادة التاريخ فتم تقسيم المنهاج المعتمد بتخصيص نصف المنهاج للتاريخ العربي كما يكتبه ويراه المؤرخون الإسرائيليون، والنصف الآخر خصص للتاريخ العبري واليهودي.