قالت صحيفة
واشنطن
بوست؛ إن التقدم العسكري الروسي، تباطأ خلال الأسابيع الماضية، بفضل حزمة
المساعدات العسكرية التي قدمها الغرب لكييف، وفي ظل صعوبة قتال الروس على أكثر من
جبهة.
لم تحقق
روسيا مكاسب كبيرة
منذ الانسحاب الأوكراني في 2 تموز/يوليو من مدينة ليسيتشانسك شرق أوكرانيا، تحت
وطأة نيران المدفعية الروسية.
وبعد الانسحاب
الأوكراني، سيطرت موسكو على إقليم لوغانسك، وهو ما يعد "النجاح الاستراتيجي
الوحيد لروسيا منذ انسحابها من الأراضي المحيطة بكييف في أبريل (نيسان)".
وبعد الاستيلاء على
ليسيتشانسك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن "توقف عملياتي مؤقت"، لإتاحة
الفرصة للقوات الروسية "للراحة وتطوير قدراتها القتالية"، وفقا لتعبير
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وقتها.
لكن محلل الجغرافيا
المكانية في معهد دراسة الحرب، جورج باروس، يشير إلى أن "التوقف المؤقت لم
يوقف المحاولات الروسية لاختراق الخطوط الأوكرانية".
وقال؛ إن "النهاية
الرسمية للتوقف، التي أعلنها وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، في 16 يوليو (تموز)، لم
تسفر عن زيادة ملحوظة في حدة الاعتداءات الروسية".
ويشكك باروس والعديد
من المسؤولين والمحللين الغربيين في قدرة روسيا على تحقيق المزيد من المكاسب
الإقليمية في مواجهة "القوات الأوكرانية المجهزة بأسلحة حديثة".
وأجبرت القوات
الأوكرانية نظيرتها الروسية على التخلي عن آمالها في الاستيلاء على العاصمة كييف،
وقد تواجه قوات موسكو المعادلة نفسها في منطقة دونباس، التي تعد الهدف الوحيد المعلن
للغزو الروسي ومحور الطموحات الهجومية الحالية وفقا للصحيفة.
وعن ذلك يقول باروس: "روسيا قد تنجح في الاستيلاء على واحدة أو اثنتين من بلدات دونباس في خط
نيرانها المباشر، مثل سيفرسك وباخموت القريبة، لكن من الصعب رؤية جيشها الحالي
يضغط أكثر من ذلك بكثير".
ويعاني الجيش الروسي
من الانهاك، ما يجعله "غير قادر على شن أكثر من هجومين إضافيين في أوكرانيا
باتجاه سيفرسك وباخموت في منطقة دونيتسك"، حسب تقرير لـ"معهد دراسات
الحرب" (ISW) ومقره
الولايات المتحدة.
ووفقا للتقرير، فقد
خصصت القوات الروسية موارد كافية لشن هجمات برية شبه يومية والاستيلاء على الأراضي
على هذين المحورين، لكنها لم تتمكن من تحقيق مكاسب إقليمية مماثلة في أماكن أخرى
في أوكرانيا.
لكن مسؤولا غربيا تحدث
لـ"واشنطن بوست" شريطة عدم الكشف عن هويته، يقول؛ إن روسيا عدلت أهدافها
وتكتيكاتها بعد تعثرها حول كييف، وقد تتكيف معها مرة أخرى.
وأشار إلى أن روسيا
لديها أيضا قدرات لم تستخدمها بعد، التي يمكن أن تأخذ الحرب في اتجاه مختلف ومثير
للقلق، وذلك في إشارة مخزونات روسيا الكيميائية والنووية.
ولدى الجيش الأوكراني
فرصة لاستعادة زمام المبادرة، مستفيدا من النطاق الإضافي والدقة التي توفرها
المدفعية الأكثر تقدما التي قدمها الحلفاء الغربيون في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما
صواريخ هيمارس بحسب الصحيفة.
وفي الآونة الأخيرة،
استخدمت القوات الأوكرانية صواريخ "هيمارس"، في هجومها المضاد لاستعادة
مدينة خيرسون الجنوبية ذات الأهمية الاستراتيجية، التي احتلتها روسيا في الأيام
الأولى من الغزو".
وقالت وزارة الدفاع
البريطانية، الخميس؛ إن الهجوم المضاد الأوكراني "يكتسب زخما"، وذلك
تعليقا على هجوم أوكراني ثالث باستخدام نظام هيمارس على جسر أنتونوفسكي فوق نهر
دنيبر بمنطقة خيرسون، الثلاثاء.
ويوفر الجسر طريق
الإمداد الرئيسي بين الجيش الروسي التاسع والأربعين المتمركز على الضفة الغربية
للنهر وبقية القوات الروسية، ويترك الهجوم القوات هناك "معرضة بشدة
للخطر"، حسب تغريدة لـ"وزارة الدفاع البريطانية".
وعن ذلك يقول أوبراين: "لقد غير الأوكرانيون طبيعة الصراع بقدرتهم على الهجوم خلف الخطوط
الروسية"، متوقعا عودة المبادرة للقوات الأوكرانية وإمكانيتهم دفع القوات
الروسية للخلف خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وباستخدام هيمارس، أجبرت أوكرانيا الروس على نقل مستودعات الذخيرة بعيدا عن جبهة القتال، ما تسبب في
مشكلات لوجيتسية للقوات الروسية.
نقلت وسائل الإعلام
الأوكرانية، الخميس، عن المستشار الرئاسي الأوكراني، أوليكسي أريستوفيتش، قوله؛ إن
عملية استعادة خيرسون "بدأت بالفعل".
وأشار أريستوفيتش إلى
أن قوات كييف كانت تخطط لعزل القوات الروسية هناك، وتركها أمام ثلاثة خيارات، هي
"التراجع، إذا أمكن، أو الاستسلام أو تدميرها".