يواجه مشروع "نيوم" الذي أعلنه ابن سلمان، التعثر والفشل وفق تحقيق لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية استند إلى مقابلات مع عاملين حاليين وسابقين في المشروع..
في صحراء المملكة! مشروع
مدينة "نيوم" الذكية والمتطورة والذي أعلن عنه ولي العهد السعودي
في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 محمد بن سلمان ورصد له ميزانية مبدئية بـ 500 مليار
دولار يواجه التعثر والفشل وفق تحقيق لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية استند إلى مقابلات مع عاملين حاليين وسابقين في
مشروع "نيوم" وعشرات الوثائق الداخلية.
التحقيق أشار إلى أن الانتكاسات
والعراقيل تجعل المشروع قد لا يتحقق أبدا نظرا لرغبات ابن سلمان الخيالية التي
يصعب تطبيقها كما يصعب مصارحة ولي العهد بذلك خوفا من بطشه.
التحقيق تطرق أيضا إلى
الفساد المالي والإنفاق غير المحسوب على المشروع بمنح بعض كبار الموظفين الأجانب
رواتب تتراوح بين 700 ألف و900 ألف دولار، ورغم ذلك فإن عددا كبيرا ممن عملوا في
المشروع فضلوا الاستقالة من مناصبهم بسبب ما وصفوه بغياب أي ارتباط
للمشروع بالواقع.
وزاد من المعوقات جريمة اغتيال الصحفي جمال
خاشقجي ما أثّر على الاستثمارات الأجنبية في المشروع وانسحاب شخصيات كبرى من مجلس
نيوم الاستشاري وأبرزهم المهندس المعماري البريطاني نورمان فوستر ووزير الطاقة الأمريكي
السابق إرنيست مونيز.
وخلصت "بلومبيرغ" الى أنه
وطبقاً لما يقوله أكثر من 25 من العاملين الحاليين والسابقين في المشروع تم إجراء
مقابلات معهم، وبناء كذلك على 2700 صفحة من الوثائق الداخلية فإنه "لم يزل هذا
المشروع يمنى بالعديد من الانتكاسات، كثير منها ناجم عن صعوبة تنفيذ أفكار محمد بن
سلمان الفخمة والمتغيرة باستمرار، وكذلك من صعوبة مواجهة الأمير، الذي لا يتردد في سجن العديد من أفراد عائلته عندما يخبرونه بأنه لا يمكن تحقيق رغباته".
ونقلت الوكالة عن أحد المدراء السابقين
في المشروع قوله: "لو أردتُ أن أصف المحصلة النهائية لجميع ما قمت به من
أعمال خلال تلك الحقبة لقلت إنها مقترحات وعروض كان ينتهي بها المطاف في سلة
المهملات في الأسبوع التالي. وفي كل حياتي، كانت تلك أقل الفترات إنتاجاً من حيث
القيام بعمل حقيقي وأكثرها إنتاجاً من حيث كمية ما جنيته من مال".
وتقول الوكالة: "مشوار نيوم
المضطرب حتى الآن يشير إلى أن حلم محمد بن سلمان الحضري قد لا يتحقق أبداً على أرض
الواقع. ونفس الشيء ينطبق على خططه الأوسع للتحول الاقتصادي".