انتقل الصراع الروسي-الأوكراني من ساحات الحرب، إلى "انقسام حاد" داخل الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية بسبب اتهامات للكنيسة الروسية الأم بمساعدة "المحتلين" الروس في غزوهم لأوكرانيا، وفق وسائل إعلام.
وتداولت وسائل التواصل مقطع فيديو، يظهر اعتداء رجل دين من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، بالضرب بواسطة الصليب، كاهنا من الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.
والحادثة وقعت في "فينيتسا"، وهي مدينة في غرب أوكرانيا، بحسب ما ذكرته وكالة "نكستا" التي نشرت المقطع أيضا، يوم الخميس الماضي.
وعلقت الوكالة على الفيديو بأنه "قام أحد مؤيدي بوتين (الكاهن غوندياييف) بضرب زميله بصليب لأن ممثل الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية اتهم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بمساعدة المحتلين".
اقرأ أيضا: اليمين استهدف مسلمي بريطانيا وأثر على سياسة الحكومة تجاههم
عقوبات بريطانية
وفي 16 حزيران/ يونيو الماضي، فرضت بريطانيا عقوبات على البطريرك كيريل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في إطار سلسلة جديدة من الإجراءات ردا على غزو أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن كيريل (75 عاما) الذي شطب الاتحاد الأوروبي اسمه مؤخرا من لائحته السوداء، "يُعاقب لدعمه حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
وقالت الحكومة البريطانية، في بيان على موقعها الإلكتروني، إنها أصدرت موجة أخرى من العقوبات على روسيا شملت “معاقبة البطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، لدعمه البارز للعدوان العسكري الروسي على أوكرانيا”.
وأضافت في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أن "كيريل يُعاقب لدعمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وشملت العقوبات أيضا مفوضة حقوق الطفل الروسية، ماريا لفوفا بيلوفا، بسبب "تورطها في النقل القسري لأطفال أوكرانيين وتبنيهم، إضافة إلى المعاملة الهمجية للأطفال في أوكرانيا"، وفقا لبيان الوزارة.
وحينها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس: "اليوم نحن نستهدف الداعمين والجناة في حرب بوتين، الذين تسببوا في معاناة لا توصف لأوكرانيا، بما في ذلك النقل القسري للأطفال وتبنيهم".
الكنيسة الروسية تستنكر
من جانبها، اعتبرت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أن العقوبات على رئيسها "سخيفة" و"لا معنى لها".
وقال الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، فلاديمير ليغويدا، في بيان على "تليغرام" إن "محاولات ترهيب بطريرك الكنيسة الروسية أو إجباره على التخلي عن آرائه، سخيفة ولا معنى لها وغير مجدية"، بحسب فرانس برس.
وفي 27 حزيران/ يونيو الماضي، وافق الاتحاد الأوروبي على حزمة عقوبات سادسة بحق موسكو تشمل حظرا نفطيا مع استثناءات، لكنهم تراجعوا عن إدراج اسم رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على القائمة السوداء.
واقترحت المفوضية الأوروبية إدراج إسم البطريرك كيريل على القائمة السوداء للأشخاص الخاضعين لعقوبات تجميد أصول ومنع من دخول الاتحاد الأوروبي، لكن المجر عارضت ذلك.
وتطالب الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية بمكانتها بين الكنائس الشرقية المستقلة الأخرى.
وتنقسم الكنيسة الأرثوذكسية في جميع أنحاء العالم إلى 14 كنيسة معترفا بها عالميا ومستقلة أو ذاتية، على عكس الكنيسة الكاثوليكية التي لديها زعيم روحي أعلى واحد هو البابا.
ومعظم الكنائس المستقلة كنائس وطنية، مثل الكنائس الروسية والرومانية والروم الأرثوذكسية.
هل انتهى عصر الدبابات بالحروب بعد تحطمها تحت المسيَّرات؟