قالت الكاتبة
البريطانية إيما غراهام هاريسون، إن حركة
طالبان في موقف مربك، لأنها غير
متأكدة من كيفية الرد على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن
الظواهري.
وقالت الكاتبة في مقال
بصحيفة الغارديان، إن "كبار قادة طالبان الذين يدرسون كيفية الرد على اغتيال
الولايات المتحدة، لزعيم القاعدة في كابول، عالقون بين آمالهم في الاعتراف الدولي
والضغط من قبل صفوفهم".
وترى أن مقتل أيمن
الظواهري في أفغانستان "كان بمثابة انقلاب لمكافحة الإرهاب لواشنطن وفشل أمني
واستخباراتي لطالبان. كما أنه تسبب في أزمة داخلية ودولية كبيرة للجماعة".
وأضافت: "وبما أن
طالبان لا تزال تسعى للحصول على اعتراف دبلوماسي بحكومتها، والتي تأمل في الحد من
أزمة اقتصادية من خلال السماح برفع العقوبات والإفراج عن الأموال المجمدة، فلن
يعزز الرد العدواني على مقتل الظواهري هذه القضية، وفق هاريسون.
وتابعت هاريسون: "لكن
القاعدة وقيادتها يحظيان بالتبجيل من قبل الكثيرين في صفوف الحركة، والذين من
المرجح أيضا أن يروا هجوما بطائرة بدون طيار في قلب العاصمة اعتداء على
سيادتهم".
وتقول بيتي دام،
المحللة ومؤلفة السيرة الذاتية للزعيم المؤسس لحركة طالبان الملا عمر:
"بالنسبة لطالبان الذين يريدون إقامة علاقة جيدة مع الغرب، أعتقد أن هذا وضع
سياسي صعب للغاية".
وأضافت: "إنهم
بحاجة إلى مواساة مقاتليهم، من خلال التعامل بقسوة مع الولايات المتحدة، وفي نفس
الوقت، يريدون أن يكونوا سياسيين حتى لا يخسروا الولايات المتحدة".
وقالت الكاتبة إن
طالبان "وعدت الولايات المتحدة في قطر، بأنها لن تقدم ملاذا للجماعات المسلحة،
التي قد تهدد أمريكا وحلفاءها.. ولمدة ما يقرب من عام بعد الاستيلاء على أفغانستان
أصروا على أنهم ملتزمون بهذا الوعد".
وقبل يومين فقط من
الغارة، قال وزير داخلية طالبان، سراج الدين حقاني، لإحدى وسائل الإعلام الهندية
إن القاعدة ماتت بالفعل وليس لها وجود في أفغانستان، وفق الكاتبة.
وأشارت هاريسون إلى
أنه "في ذلك الوقت، كان الظواهري لا يزال على قيد الحياة، في منزل يعتقد أنه
مستأجر من قبل أحد مساعدي حقاني، في جيب يسيطر عليه فصيل الوزير نفسه من
طالبان".
وقالت: "لقد كان
سرا بين العديد من الدوائر في كابول أن المنطقة، على مرمى حجر من الجيب الدبلوماسي
ومباني الوزارة، كانت مليئة بالعرب، وهي إشارة إلى مقاتلين أجانب من القاعدة، على
الرغم من أن وجود زعيمهم كان من المحتمل أن يكون سرا".
وأضافت الكاتبة أن
"طالبان بعد أن هزمت أمريكا في ساحة المعركة، اعتقدت على ما يبدو أنها تستطيع
إخفاء أحد أكثر الرجال المطلوبين في العالم عن جواسيس الولايات المتحدة".
وتردف بأنه "ربما يكون
قد احتجز هناك بموجب شكل من أشكال الإقامة الجبرية، استدعت طالبان سابقا أسامة بن
لادن إلى قندهار، عاصمتهم في ذلك الوقت، في منتصف التسعينيات، في محاولة لكبح
أنشطته أو تحسين الرقابة".
وتحدثت الكاتبة عن قلق
لدى حقاني الذي وضعت مكافأة بملايين الدولارات على رأسه لدوره في الهجمات، بشأن
أمنه الشخصي لدرجة أنه يغير منزله بانتظام حتى في كابول. "لذلك فإن من غير الواضح
سبب اعتقاده أن زعيم القاعدة كان أكثر أمانا في البقاء في مكان واحد".