كشفت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير لها، عن تفاصيل اجتماعات كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية في الفترة التي سبقت اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي.
واستندت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها الأول ضمن سلسلة مقالات تعتزم الصحيفة نشرها بشأن الحرب على أوكرانيا، على مقابلات مع كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا.
ولفت التقرير إلى اجتماعات عدة عقدها فريق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن أوكرانيا في خريف العام الماضي، والجهود الأمريكية الحثيثة التي بذلتها لإقناع كييف والحلفاء بما لديها من معلومات استخباراتية تشير إلى استعدادا موسكو لشن الحرب.
وبحسب الواشنطن بوست، فإن المعلومات الوادرة مأخوذة من مقابلات مع أكثر من 36 من كبار المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين والأوروبيين وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأكد مسؤولون أمريكيون أن الاستخبارات الأمريكية اخترقت القيادة السياسية الروسية، وجهاز الاستخبارات، والجيش، من المستويات العليا إلى الخطوط الأمامية، حيث حصلت على معلومات دعمت نية الغزو.
واستعرض كبار قادة الاستخبارات والجيش والخارجية تحليلات استخباراتية "سرية للغاية" أمام الرئيس الأمريكي، في أحد الاجتماعات في المكتب البيضاوي، التي عقدت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وحضرها كبار المسؤولين الأمريكيين.
وأشارت صور للأقمار الصناعية التي تم الحصول عليها، والاتصالات التي تم اعتراضها والمصادر البشرية، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان يخطط لعملية غزو واسعة النطاق.
وحضر الاجتماع إلى جانب بايدن، نائبته كامالا هاريس، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، والجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، بالإضافة إلى مديري الاستخبارات الوطنية، ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).
ووفق التقرير، فقد كان جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، قد شعر بالقلق من التواجد العسكري الروسي المتزايد على حدود أوكرانيا فكلف كبار القادة بتجميع نظرة عامة شاملة حول نوايا روسيا.
وخلال تلك الجلسة، أخبر الفريق، بايدن بأن جميع القطع الروسية جاهزة الآن لشن هجوم واسع النطاق.
الصدمة والرعب.. خطة بوتين
وكشف رئيس هيئة الأركان المشتركة مواقع القوات الأوكرانية التي كان الروس يعتزمون غزوها، كما أنه تحدث عن خطة "قد تشكل تهديدا مباشرا للجناح الشرقي لحلف "الناتو"، وقد تدمر البنية الأمنية لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية".
وقال ميلي للرئيس: "نعتقد أنهم يخططون لشن هجوم استراتيجي كبير على أوكرانيا، من اتجاهات متعددة في وقت واحد.. هذه نسختهم من ’الصدمة والرعب‘".
وكانت الخطة الروسية تهدف للاستيلاء على كييف في غضون ثلاثة إلى أربعة أيام، وإزاحة الرئيس، فولوديمير زيلينسكي، من السلطة، وقتله إذا لزم الأمر، وتنصيب حكومة صديقة للكرملين.
وتسيطر قوات القرم على الساحل الجنوبي الشرقي، وتوقعت روسيا أن يحدث هذا السيناريو في غضون أسابيع.
وتحدثت مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينز، لاحقا عن خطط الكرملين السرية لخوض الحرب، رغم مواصلة إنكار ذلك.
وقال أحد المشاركين خلال الاجتماع في وقت لاحق، إن "الأمر لا يبدو أنه يمكن أن تقوم به دولة عقلانية".
وذكر تقرير الواشنطن بوست أن الشيء الوحيد الذي لم يستطع فريق بايدن إبلاغه به في ذلك الاجتماع هو التوقيت المحدد للحرب.
ورغم هذه المخاوف، فقد قالت الإدارة علنا خلال الأشهر المقبلة إنها لا تعتقد أن بوتين قد اتخذ قرارا نهائيا.
بدوره، رأى مدير "سي آي إيه"، ويليام بيرنز، الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في موسكو، وتفاعل بشكل مباشر مع بوتين، أن دقة التخطيط للحرب، إلى جانب اقتناع بوتين بضرورة إعادة أوكرانيا إلى "الوطن الأم"، شجعه على الغزو.
وقال بيرنز بعد أشهر من الاجتماع: "كنت أعتقد أنه كان جادا للغاية".
وقال سوليفان إنه قبل ثلاثة أشهر من الاجتماع الذي عقد في تشرين الأول/ أكتوبر، وتحديدا في تموز/ يوليو، نشر بوتين مقالا عن "الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين"، مضيفا أن "هذا المقال لفت انتباهنا إلى حد كبير".
وأضاف أنه كإجراء احترازي، أذن بايدن في 27 آب/ أغسطس بسحب 60 مليون دولار من الأسلحة الدفاعية وتم إرسالها إلى أوكرانيا.
وبحلول أواخر الصيف، عندما قام الفريق بتجميع المعلومات الاستخباراتية، كان المحللون مقتنعين بشكل متزايد بأن بوتين وجد فرصة لغزو أوكرانيا بهدف "ترسيخ إرثه كواحد من أعظم قادة روسيا".
وقال المسؤولون إن بوتين اعتقد أن إدارة بايدن تأثرت بالانسحاب من أفغانستان وأرادت تجنب حروب جديدة، وأن الولايات المتحدة وأوروبا تكافحان جائحة فيروس كورونا، وأن هناك مشاكل سياسية لدى إيمانويل ماكرون وأنغيلا ميركل، وتباطؤا اقتصاديا في بريطانيا، بحسب الصحيفة.
ورأى أيضا أن أوروبا تعتمد النفط والغاز الطبيعي الروسيين، وهو ما اعتقد أنه يمكن أن يستخدمه لتقسيم التحالف الغربي، وكان واثقا من أن الاقتصاد الروسي يستطيع تجاوز أي عقوبات كما حدث في الماضي.
اقرأ أيضا: أوكرانيا تنشر إحصائية ضخمة لخسائر القوات الروسية
موقف صعب لأمريكا
وخلال اجتماع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كان بايدن مصمما على ضرورة ردع بوتين أو مواجهته، وألا تتصرف الولايات المتحدة بمفردها، لكن حلف "الناتو" لم يكن موحدا بشأن كيفية التعامل مع موسكو، وكانت الولايات المتحدة تواجه تداعيات فوضى الانسحاب من أفغانستان، و"تقويض" التحالف إبان رئاسة دونالد ترامب.
وفي هذا السياق، واجهت واشنطن "مهمة شاقة في استعادة مصداقيتها، والتجاوب مع المعلومات الاستخباراتية وتحديد كيفية قيام أقوى تحالف عسكري في العالم بمساعدة أوكرانيا دون إطلاق الناتو رصاصة واحدة".
وقال سوليفان، بعد اجتماع تشرين الأول/ أكتوبر: "كان على بايدن: أولا، محاولة ردع بوتين بإخبار الروس على أعلى مستويات القيادة: إذا قمتم بذلك، فستكون هناك عواقب. وثانيا: إطلاع الحلفاء على المعلومات واتخاذ موقف موحد بشأن فرض عقوبات وتعزيز دفاعات الناتو ومساعدة أوكرانيا".
وبالفعل تم إرسال بيرنز إلى موسكو، وهاينز إلى مقر "الناتو" في بروكسل.
تحذير بوتين
وفي موسكو، قال بيرنز لبوتين: "الولايات المتحدة تعرف ما أنت بصدد القيام به، وإذا تم غزو أوكرانيا، فسوف تدفع ثمنا باهظا".
وقال بيرنز لاحقا إن بوتين لم ينف المعلومات الاستخباراتية و"كان رافضا للغاية للرئيس زيلينسكي كزعيم سياسي".
وفي موسكو، التقى أيضا بمستشار بوتين، نيكولاي باتروشيف، الذي كان يعتقد أنه هناك لمناقشة الاجتماع التالي بين بوتين وبايدن، وبدا مندهشا من أنه جاء حاملا رسالة تحذير.
ويقول بيرنز إن وجهات نظر بوتين "ازدادت صلابة، ونمت شهيته للمخاطرة، وكان يعتقد أن فرصته (للغزو) ستزول قريبا".
وفي ذلك الوقت، كان مستشارو بايدن واثقين من أن أوكرانيا ستخوض معركة، وكانت لديهم مخاوف من أن تدريب الجيش الأوكراني لم يكن على مستوى التصدي للغزو، وأيضا مخاوف بشأن الرئيس الأوكراني الشاب الذي لم يستطع صنع السلام مع روسيا كما وعد، وبدا أضعف من بوتين.
وكانت حسابات الحرب تميل لصالح موسكو، فيما كان المسؤولون الأمريكيون لا يتوقعون سقوط كييف بالسرعة التي توقعها الروس، لكنهم اعتقدوا أنها ستسقط في النهاية.
تشكيك أوكراني وأوروبي
وبينما كان بيرنز يتحدث مع بوتين، جلس بلينكن مع زيلينسكي في غلاسكو، في أسكتلندا، على هامش قمة دولية حول تغير المناخ، وأحاطه بالمعلومات الاستخباراتية والعاصفة القادمة.
وقال بلينكن عن اللقاء: "لقد كانت محادثة صعبة"، مشيرا إلى أن رد فعل الرئيس الأوكراني كان "مزيجا من التصديق وعدم التصديق".. وأخبره بأن الأوكرانيين "شهدوا العديد من الخدع الروسية في الماضي" وأنه يخشى حدوث انهيار اقتصادي إذا أصيبت بلاده بالذعر.
وظلت حالة التشكيك مستمرة في أوكرانيا على مدى الشهور التالية.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا: "كان علينا أن نحقق توازنا بين التقييم الواقعي للمخاطر وإعداد البلاد للأسوأ.. والحفاظ على إدارة البلاد اقتصاديا وماليا".
وبعد أقل من أسبوعين من اجتماع غلاسكو، زار كوليبا، وأندري يرماك، رئيس أركان زيلينسكي، وزارة الخارجية في واشنطن، واستقبلهم مسؤول أمريكي كبير بفنجان من القهوة وابتسامة قائلا: "يا رفاق، احفروا الخنادق!".
ويتذكر كوليبا: "عندما ابتسمنا له، قال إنه جاد في ما قاله: ’ابدأوا بحفر الخنادق.. سوف يحدث الهجوم عليكم. هجوم واسع النطاق، وعليك الاستعداد‘"، مشيرا إلى أنه رفض إعطاء المزيد من التفاصيل.
في هذا الوقت، حجبت واشنطن المعلومات التكتيكية التي يمكن أن تستخدمها أوكرانيا لشن هجمات على مواقع القوات الروسية في شبه جزيرة القرم، أو ضد الانفصاليين المدعومين من موسكو في الشرق.
لكن مع بدء الحرب، غيرت إدارة بايدن سياستها وبدأت بتبادل المعلومات حول تحركات القوات الروسية في جميع أنحاء أوكرانيا.
وخلال قمة مجموعة العشرين في روما في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، تبادل بايدن معلومات استخباراتية مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وفي منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، أطلعت هاينز مجلس حلف "الناتو" على ما لديها من معلومات، لكن "عددا من الأعضاء طرحوا تساؤلات وكانوا متشككين".
ولم يقتنع المسؤولون الأوروبيون، باستثناء بريطانيا ودول البلطيق، في ذلك الوقت بأن بوتين يريد غزو أوكرانيا، خاصة باريس وبرلين اللتين تذكرتا المعلومات الاستخباراتية بشأن العراق، ومدى تقدير واشنطن لقدرة الحكومة الأفغانية السابقة على الحفاظ على كابل.
وأصر الفرنسيون والألمان على وجود فرصة للدبلوماسية، لكن كان لدى واشنطن ولندن أمل ضئيل، ومع ذلك كانتا مستعدتين لإبقاء الباب مفتوحا.
وقال سوليفان: "كنا نقول: سنتخذ المسار الدبلوماسي ونتعامل معه بجدية.. إذا كنت ستأخذ التخطيط للقوة (العسكرية) والعقوبات بجدية".
وعلى مدى الأشهر القليلة التالية، سعت واشنطن لإظهار الاستعداد للبحث عن حل سلمي، على الرغم من اقتناعها بأن التحركات الدبلوماسية الروسية مجرد "تمثيلية".
وقال سوليفان عن استراتيجية الإدارة: "لقد نجحت بشكل أساسي".
ولاحقا، قال وزير الخارجية الأوكراني عشية الحرب: "لم أصدق أننا سنواجه حربا بهذا الحجم. البلد الوحيد في العالم الذي كان يخبرنا باستمرار بمثل هذا اليقين بأنه ستكون هناك ضربات صاروخية هو الولايات المتحدة".
وفي أوائل كانون الثاني/ يناير، قادت نائبة وزير الخارجية، ويندي شيرمان، وفدا دبلوماسيا إلى جنيف، والتقت بنظيرها الروسي، سيرغي ريابكوف، الذي طلب وقف خطط "الناتو" التوسعية، لكنها رفضت وعرضت بدلا من ذلك إجراء محادثات وإجراءات لبناء الثقة حول نشر القوات ووضع الأسلحة في الجناح الشرقي للحلف على طول الحدود مع روسيا.
وكان العرض مشروطا بوقف تصعيد التهديد العسكري لأوكرانيا، ورد ريابكوف بأن روسيا أصيبت بخيبة أمل من الموقف الأمريكي.
أما المتحدثة السابقة باسم مجلس الأمن الوطني، إميلي هورن، فقد قالت إنه تم الخروج من الاجتماع بانطباع أن موسكو ليست جادة في عروضها الدبلوماسية.
اقرأ أيضا: تعرف إلى "دائرة الشر" المقربة من بوتين
وبينما كانت الولايات المتحدة تسعى في المسار الدبلوماسي، فقد قامت أيضا بتعزيز قوات "الناتو" في بولندا ودول البلطيق ورومانيا والمجر وبلغاريا، وزادت الوجود العسكري في أوروبا من نحو 74 ألفا إلى 100 ألف.
لكن تحركات الإدارة الأمريكية كانت مبنية على تجنب الصدام العسكري مع روسيا.
ولإقناع العالم، قرر البيت الأبيض، في نهاية 2021، الإفصاح عن معلومات استخباراتية حساسة للجمهور، يمكن أن تحبط الخطط أو الدعاية الروسية.
وفي أواخر كانون الثاني/ يناير، اتهمت الحكومة البريطانية روسيا علنا بالتخطيط لتنصيب نظام موال لها في كييف، حيث تم الكشف عن هذه المزاعم استنادا إلى معلومات استخباراتية أمريكية وبريطانية.
وفي أوائل شباط/ فبراير، كشفت إدارة بايدن أن موسكو كانت تفكر في خلق هجوم أوكراني وهمي ضد الأراضي الروسية أو الناطقين بالروسية لتبرير الغزو.
وبشكل عام، نجحت حملة المعلومات العامة الأمريكية، حيث تركز اهتمام العالم على مسألة الحشد العسكري، وبدت فكرة الغزو أكثر قابلية.
وفي 12 كانون الثاني/ يناير، التقى بيرنز في كييف بزيلينسكي وقدم تقييما واضحا للوضع، حيث أبلغه بأن روسيا تعتزم توجيه ضربة خاطفة في كييف.
وسأله زيلينسكي عن ما إذا كان هو أو عائلته في خطر، فنصحه بأن يتخذ تدابير حماية، فيما كانت المعلومات الاستخبارية في ذلك الوقت تشير إلى أن فرق الاغتيال الروسية ربما تكون موجودة بالفعل في كييف.
لكن زيلينسكي رفض نقل حكومته وأصر على عدم التسبب في ذعر، وقد كرر ذلك الموقف عندما التقى بلينكن في 19 كانون الثاني/ يناير في كييف.
وقال بلينكن إنه دعاه إلى استمرار عمل الحكومة "اعتمادا على ما يحدث، بما يعني البقاء في كييف أو الانتقال إلى غرب أوكرانيا أو نقل الحكومة إلى بولندا"، لكن زيلينسكي أخبره بأنه لن يغادر كييف.
وفي مؤتمر صحفي في 19 كانون الثاني/ يناير، قال بايدن إنه يعتقد أن روسيا سوف تغزو أوكرانيا، بعد أن قطع بوتين شوطا طويلا في الحشد.
الغرفة المغلقة..
وفي 21 كانون الثاني/ يناير، اجتمع بلينكن بنظيره الروسي، سيرغي لافروف، في جنيف، حيث أبلغه أنه "إذا كانت لدى بوتين مخاوف أمنية مشروعة، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها على استعداد لمناقشتها، ولكن بمجرد بدء غزو أوكرانيا، ستكون العقوبات الغربية سريعة وبلا رحمة، وستعزل روسيا وتشل اقتصادها".
وطلب بلينكن من الوزير الروسي التحدث معه على انفراد، ودخل الرجلان غرفة اجتماعات صغيرة، وأغلقا الباب، بينما وقف الوفدان الأميركي والروسي في الخارج.
وسأل بلينكن، لافروف: "سيرغي! أخبرني ما الذي تحاول فعله حقا؟، هل هذا كله يتعلق حقا بالمخاوف الأمنية التي أثارتها روسيا مرارا وتكرارا أم إن الأمر يتعلق باعتقاد بوتين بأن أوكرانيا كانت وستظل دائما جزءا لا يتجزأ من روسيا الأم؟"، لكن لافروف لم يرد عليه وخرج من الغرفة.
وكانت تلك هي المرة الأخيرة التي التقي فيها كبار مسؤولي الأمن القومي من روسيا والولايات المتحدة شخصيا قبل الغزو.
وتحدث بايدن مع بوتين عبر الهاتف في 12 شباط/ فبراير، وأبلغه بأنه "بينما تظل الولايات المتحدة على استعداد للانخراط في الدبلوماسية، بالتنسيق الكامل مع حلفائنا وشركائنا، فإننا مستعدون أيضا لسيناريوهات أخرى".
وفي 18 شباط/ فبراير، اتصل بايدن بقادة الحلفاء، وأخبرهم بأن بوتين يستعد لغزو أوكرانيا، وقال في مؤتمر صحفي لاحق: "أنا مقتنع بأنه اتخذ قرار الحرب".
وأشار تقرير الواشنطن بوست إلى تفاصيل مكالمة بين ماكرون وبوتين في 20 شباط/ فبراير، حيث طلب ماكرون من بوتين عقد اجتماع موسع مع بايدن وهو ما يعني حصول تسوية، فرد بوتين: "لأكون صريحا معك تماما، أريد أن أذهب للعب هوكي الجليد، ولكن قبل بدء التمرين، دعني أؤكد لك، سأتصل أولا بمستشاري". وانتهى الاتصال بشكر الرئيس الفرنسي.
وفي ذلك الوقت، اعتقد الرئيس الفرنسي ومستشاروه أنهم حققوا انفراجة، لكن في اليوم التالي، وفي خطاب متلفز، اعترف بوتين رسميا بمقاطعتين أوكرانيتين انفصاليتين في دونباس دولتين مستقلتين.
وفي الوقت الذي بذلت فيه بريطانيا وفرنسا جهودا دبلوماسية في محاولة أخيرة، فقد اجتمع زعماء العالم في ميونيخ لحضور مؤتمر أمني سنوي، وكان بعض المسؤولين الأوروبيين لا يزالون غير مقتنعين بحدوث هجوم وشيك.
وبالنسبة لكوليبا، فقد جاءت نقطة التحول في الأيام التي تلت مؤتمر ميونيخ 18- 20 شباط/ فبراير، عندما ذهب مرة أخرى إلى واشنطن، وعلم حينها أن خمس طائرات نقل روسية في حالة تأهب قصوى، وعلى استعداد لنقل المظليين في أي لحظة، وتوجيههم في اتجاه مطار آخر في كييف.
وفي وقت مبكر من مساء يوم 23 شباط/ فبراير، تلقى البيت الأبيض معلومات استخباراتية تشير إلى أن هناك "احتمالا كبيرا" أن الغزو قد بدأ. وبالفعل تحركت القوات، وأطلق الروس صواريخ على أهداف في أوكرانيا.
وتحدث زيلينسكي مع بايدن وطلب منه الاتصال فورا بأكبر عدد ممكن من قادة العالم للاتصال مباشرة ببوتين وطلب وقف الحرب.
وقال التقرير: "كان زيلينسكي منزعجا"، وطلب من بايدن "تزويدنا بكل المعلومات الاستخباراتية التي يمكنك الحصول عليها الآن".
وقال: "سنقاتل، سندافع. يمكننا الصمود، لكننا نحتاج إلى مساعدتكم".
"الغارديان" تكشف خطط أوكرانيا العسكرية لـ"هزيمة" روسيا
محذرا "الثعبان بوتين".. زيلنسكي: هذه شروط وقف إطلاق النار
FP: دول في الشرق الأوسط غير مستعدة للتخلي عن روسيا