متخصصة في مجال البحث المتعلق بالتراث عامة، والثوب الفلسطيني خاصة.
صنعت وداد قعوار، المولودة في عام 1931 لأسرة مسيحية في مدينة طولكرم الفلسطينية عام 1931، سيرتها الذاتية بكد وتعب وصبر وحب، فهي مؤرخة، ومصممة أزياء، ومختصة تراث، وكاتبة. تلقب بـ"أم التراث الفلسطيني"، وأحيانا "أم اللباس الفلسطيني".
تلقت تعليمها الثانوي في مدارس بيت لحم ورام الله. وحصلت عام 1955 على شهادة البكالوريوس في التاريخ وعلم الاجتماع من كلية الآداب في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم التحقت بعد ذلك بدراسة الماجستير في ذات الجامعة.
قعوار تستعرض أحد الأثواب
تعد قعوار أحد المراجع الرئيسية للتراث الفلسطيني والأردني في ما يتعلق بالملابس والأقمشة والحلي والحرف اليدوية، وقد شكلت شخصيتها عبر التنقل بين فلسطين والأردن ولبنان لسنوات طويلة، فجمعت على مدى 60 عاما ما يقارب الـ3000 زي وحلية من التراث لكل من: فلسطين، والأردن، وسوريا، والعراق، والسعودية، والإمارات، واليمن، وغيرها من الدول.
أنشأت وداد قعوار متحفا للتراث والثوب الفلسطيني والعربي في العاصمة الأردنية عمان، وعرف المتحف باسم "بيت وداد قعوار".
ألفت وداد قعوار كتبا عديدة، منها: "غرزة الفلاحي التقليدية"، "التطريز الفلسطيني"، "خيوط الهوية"، "من الخيطان الذهبية إلى الجدران الأسمنتية"، "ألفا سنة من الألوان"، "أثواب لونتها الشمس"، "أربعة معارض في ألمانيا"، "الغزل والحياكة في البادية"، "من أجلك يا قدس"، "من التراث العربي"، "كي لا ننسى"، "ذاكرة الحرير"، "كنز الغرزات"، "كنوز الثقافة الأردنية"، "الأزياء الوطنية الأردنية"، "كلام الأزياء"، "النسيج في الأردن"، "الثوب العالمي والأزياء في وسط وجنوب غرب آسيا"، "أزياء وعادات الزفاف"، "الروعة والغموض"، "الحياكة في الأردن"، "المحافظة على التراث الفلسطيني".
الملكة رانيا العبدالله وحارسة التراث وداد قعوار
ونتيجة لجهدها وإنجازها التراثي المميز فقد حصلت قعوار على عدة جوائز وأوسمة، من أبرزها:
وسام مهرجان جرش، وسام السياحة الأردني، وسام الملك الحسين، جائزة الأمير كلاوس العالمية، جائزة التراث من حكومة الشارقة، وسام الرئيس محمود عباس من درجة الإنجاز.. وذلك تقديرا لدورها الرائد في الحفاظ على التراث الفلسطيني وفن التطريز الفلسطيني، وتعليمه للأجيال القادمة، والكتابة عنه، وتعميمه، وجمع الأثواب الفلسطينية وعرضها في دول العالم.
تقول قعوار، إنها كرست حياتها من أجل هذا العنصر من التراث، وإنها كانت تهدف إلى إظهار الحضارة الفلسطينية إلى العالم من خلال جماليات الثوب الفلسطيني، لكنها اكتشفت أن "الثوب هو تاريخ مطرز على ملابس النساء، وحكاية جغرافيات لا يمكن أن نتجاهلها، كي لا نفقد معناها".
وأضافت: "وراء كل ثوب حكاية شخصية لامرأة ما، تبدأ في القرية حيث جمال وتماسك مجتمعها، وتنتهي بالهجرة وصعوبة الحياة في المخيم". واعتبرت أن "التطريز شكل من أشكال المقاومة كثوب الانتفاضة في مدينة الخليل" أو "شغل الروح للروح".
وكانت قعوار جمعت في متحفها بالعاصمة الأردنية عمان، كمية كبيرة من الأثواب الفلسطينية المطرزة على مدار سنوات، وجمعت أكثر من 2500 قطعة تراثية وألفي ثوب من القرى والمدن الفلسطينية والأردنية والتراث البدوي، وآلاف القطع الحريرية لتكون مرجعا للمختصين في التراث الإنساني العالمي.
مقتنيات وداد قعوار التراثية
وتعتبر وداد قعوار مرجعا رئيسيا للتراث الفلسطيني والأردني والعربي في الملابس والأقمشة والحلي والحرف اليدوية.
تعيش قعوار في معرضها مع الذكريات الجميلة والأصيلة للمرأة في فلسطين والأردن، بأثوابها التقليدية المنسوجة بأبهى الألوان وأفخر الأقمشة التي تظهر في الأعراس، والأدوات المستخدمة في الحمام كالصابون والأقمشة، والبسط والقش، معتبرة أن هذه التراثيات تمثل هوية وطنية على الأجيال أن تحافظ عليها.
مراجع
ـ الباحثة الأردنية وداد قعوار تتسلم جائزة "الأمير كلاوس"، صحيفة "الغد" الأردنية، 5/2/2013.
ـ مركز المعلومات الفلسطيني، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطيني (وفا)، 29/9/2018.
ـ عشر مبدعات عربيات في مجالات الفن والتصميم والتراث، موقع تصميم، 16/2/2017.
ـ توفيق عابد، "خيوط الهوية".. جمال يؤرخ للصمود، الجزيرة نت، 10/12/2010.
ـ ملك التل، وداد قعوار ذاكرة الغرزات في التراث المشرقي، صحيفة الرأي الأردنية، 14/11/2016.
"متحف القرارة" يضم مئات القطع الأثرية وشاهد على تاريخ فلسطين
محاولات إسرائيلية بائسة لاغتيال الهوية الفلسطينية
قصة فلسطيني أصبح من أشهر مؤرخي الرياضيات بالعصر الحديث