سفير الاحتلال بألمانيا يحرض على عباس.. لن يزور برلين قريبا

حرض سفير الاحتلال الإسرائيلي الجديد لدى ألمانيا على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، زاعما أنه "تسبب بصدمة كبيرة في ألمانيا". 

والاثنين، قدم سفير "إسرائيل" الجديد في برلين، رون بروشاور، أوراق اعتماده للرئيس الألماني فرانك شتاينماير، وبدأ مهام منصبه بشكل رسمي، بحسب ما أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية في خبرها الرئيس اليوم الذي أعده أرئيل كهانا. 

وذكرت الصحيفة أنه فور الاحتفال في القصر الرئاسي، أجرى بروشاور "احتفالا مثيرا" في ميدان "بابل" في برلين، وقال: "أقف هنا كابن فخور لعائلة بروشاور، وابن فخور للشعب اليهودي، وكسفير إسرائيل في برلين، من هنا في ميدان بابل، أعلن أن شعب إسرائيل حي". 

وردا على سؤال للصحيفة "هل في هذه العلاقات الوثيقة إعادة تأهيل لألمانيا، وتنقية لاسمها، مقارنة ببولندا على سبيل المثال؟"، أجاب السفير: "تعامل الألمان مع ماضيهم على جميع المستويات، وانتقدوا أنفسهم، وفتحوا كل الأمور الإشكالية بطريقة منفتحة، في الكتب المدرسية وفي الأنظمة الحكومية، وتعاملت ألمانيا مع ماضيها بشكل باعث على الاحترام، وفي الوقت نفسه، تسمح باستمرار بناء العلاقات بين بين الدول". 

وأضاف: "الماضي سيكون دوما جزءا من العلاقات، هذا امر لن يتغير، ولكن يجب التركيز على بناء المستقبل، تبادل الوفود بين الشباب؛ وهو أداة رئيسية لتقوية الروابط، وأعتزم تطويرها بشكل كبير، كما أن خطتي هي تعزيز العلاقات بين إسرائيل و16 ولاية فيدرالية في ألمانيا". 

وعن تعويض عائلات الرياضيين الإسرائيليين الذين قتلوا في ميونخ، قال: "الرئيس شتاينماير يعمل على حل هذه المسألة، ونأمل أن ينجح، ألمانيا فتحت الأرشيف، وحان الوقت لإيجاد حل للمسألة". 

وحول رأيه في تداعيات ومضاعفات "حادثة الـ 50 كارثة" التي تحدث عنها رئيس السلطة محمود عباس قبل أسبوع في برلين، زعم سفير الاحتلال أن "تصريحات أبو مازن تسببت هنا بصدمة حقيقية، وردود الفعل جاءت من كل الأطراف". 

وفي هجوم حاد على رئيس السلطة، ذكر بروشاور أن "خطاب عباس الحاد تضمن كلمات مقرفة ومخزية، لم يدرج استخدامها بشكل عام في ألمانيا"، مؤكدا أن "عباس لن يدعى لزيارة ألمانيا قريبا". 

وصرح عباس في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين، الثلاثاء، بأن "إسرائيل ارتكبت منذ عام 1947 حتى اليوم 50 مجزرة في 50 موقعا فلسطينيا"، وأضاف: "50 مجزرة.. 50 هولوكوست". 

اقرأ أيضا: شرطة برلين تفتح تحقيقا ضد عباس إثر تصريحاته عن المحرقة

ولم يتطرق عباس في إجابته إلى الهجوم على البعثة الأولمبية الإسرائيلية، الذي يسمى "عملية ميونخ"، وهي عملية احتجاز رهائن إسرائيليين حدثت أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ في ألمانيا عام 1972 نفذتها منظمة أيلول الأسود، وكان مطلبهم الإفراج عن 236 أسيرا في سجون الاحتلال معظمهم من العرب.

وفي السياق، أبلغ المستشار الألماني أولاف شولتس رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، الخميس، أن أي محاولة للتهوين من شأن المحرقة أو إنكارها أمر غير مقبول، وذلك بعد انتقادات له بالتباطؤ في الرد على تصريحات لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في برلين.

وكتب شولتس على تويتر بعد اتصال هاتفي مع لابيد: "موقفنا واضح: ندين أي محاولة لإنكار المحرقة أو التهوين من شأنها".

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان إن شولتس أكد في بداية مكالمتهما الهاتفية أنه يرفض ويندد بالتصريحات، وقال إنه من المهم توضيح ذلك بشكل شخصي، وكذلك علنا.