طالب رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، فتحي باشاغا، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة بتسليم السلطة سلميا؛ "منعا للاقتتال والحروب، وتحقيقا لمبدأ التداول السلمي للسلطة".
وأكد باشاغا في بيان أسماه "بلاغ لإبراء الذمة" أن "حكومة الدبيبة انتهت دستوريا وقانونيا، وأنه يناشد فيه روح المواطن الصالح، الحريص على تجنب البلاد الشقاق والاقتتال، أن يجنح للسلم، ويقوم بتسليم السلطة سلميا ليتحقق السلام والرفاة"، وفق تعبيره.
وأضافت الرسالة الموجهة للدبيبة: "هذه بلاغ إبراء للذمة، وإقامة للحجة، ودعوة وطنية صادقة؛ احتراما لمصلحة الوطن، وتجسيدا لمعاني الشرعية والديمقراطية، وترسيخا لأسس الدولة المدنية التي ضحى لأجل قيامها رجال يستحقون الوفاء لهم".
وخاطبه متابعا: "لو كان لديك حرص على حياة الليبيين، فركز جهدك لدخول الانتخابات، ودع عنك أوهام الانقلابات العسكرية، فقد ولى زمانها".
وختم باشاغا رسالته للدبيبة بقوله: "أقول لكم إنكم مسؤولون، وستسألون عما تفعلون، ولا أرجو أن ينطبق عليكم قول الله تعالى: "قفوهم إنهم مسؤولون"، بحسب كلامه.
وكان وزير الداخلية بحكومة باشاغا قد طالب القوات الشرطية في طرابلس والغرب الليبي بعدم الانخراط في أي قوات تتبع حكومة الدبيبة للمشاركة في أي قتال، وأن مهمتهم فقط تأمين منشآت الدولة؛ حتى يتسنى للحكومة استلام مهماها في العاصمة طرابلس"، وفق بيان متلفز.
من جهته، قال الضابط الليبي عقيد سعيد الفارسي، لـ"عربي21": "رسالة باشاغا للدبيبة هي تحضير ومحاولة كسب مؤيدين وتصدير صورة، بأنه لا يريد الحرب، وجاء لتنفيذ شرعية البرلمان".
ولكنه عبر عن خضيته بأن تجر الأمور إلى الحرب، باعتباره "السبيل الوحيد أمام باشاغا، لا سيما أنه يتعرض لضغط حفتر والدول الداعمة له، مثل روسيا ومصر"، وفق تقديره.
وأضاف: "أما بخصوص قوة باشاغا، فهي خليط من كتائب الزنتان وكانيات ترهونة، وقوة من جيش حفتر تحت غطاء اللواء أسامة جويلي، أما قوة الدفاع عن طرابلس والمظافعة عن الدبيبة أيضا فهي مكونة من قوات من مدينة مصراتة والزاوية وغريان وكتائب طرابلس"، وفق معلوماته العسكرية.
في سياق آخر، عقد رئيس الأركان العامة الليبية، محمد الحداد، اجتماعا عسكريا مع قيادات عسكرية في غرب البلاد، أكدوا خلالهم استعداد قواتهم لصد أي هجوم يستهدف العاصمة".
وتشهد العاصمة الليبية "طرابلس" تحشيدات عسكرية منذ أسبوع من قبل قوات مؤيدة للطرفين "باشاغا والدبيبة"، وسط تهديدات أمريكية وأممية بعدم عودة الاقتتال والصراع المسلح مرة أخرى للعاصمة، ومطالبة الخارجية الأمريكية الجميع بإلقاء السلاح فورا، والتفكير في تنظيم العملية الانتخابية للوصول إلى حكومة موحدة.
وفي 16 أيار/ مايو الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة بين القوات المؤيدة للرجلين في العاصمة طرابلس، بعد دخول باشاغا للمدينة آنذاك قبل الانسحاب منها.
حفتر يحاصر أتباع القذافي بمدينة سرت الليبية.. ما الأسباب؟
دعوات أممية وأمريكية لوقف التصعيد بليبيا.. وتحذيرات
اشتباكات بين مجموعات مسلحة في طرابلس الليبية (شاهد)