بدأت وسائل إعلام إماراتية خلال الأيام الماضية حملة جديدة وغير مباشرة لاستهداف سلطنة عُمان، وهو ما يعيد الجدل حول ما إذا كان لأبوظبي سياسة جديدة تجاه مسقط، أو أنها تحاول إضعاف الدور العُماني الذي يتنامى مؤخراً، خاصة في اليمن، فيما كان اللافت في أحدث التقارير التي نشرتها مؤسسات مقربة من الإمارات أنها تتحدث عن "تحالف بين السلطنة ودولة قطر".
وأعادت هذه الحملة الإعلامية الجديدة إلى الأذهان الجدل الذي دار في أعقاب اعتقال السلطات في مسقط خلية تجسس إماراتية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2018، وهو الجدل الذي تجدد عندما أكد وزير الخارجية العُماني آنذاك يوسف بن علوي الأنباء عن خلية التجسس، وأحيل الموقوفون إلى المحاكمة بعد أن تبين ارتباطهم بأبوظبي، فيما اكتفى الوزير ابن علوي بالتعليق على ذلك بالقول إن "هذه أمور تحصل بين الجيران"، في محاولة منه لتهدئة المخاوف من نوايا الإمارات تجاه جارتها سلطنة عُمان.
ويبدو أن المناورات العسكرية الأخيرة التي أجرتها سلطنة عُمان بالتعاون مع الولايات المتحدة في محافظة ظفار تسببت بقلق لدى أبوظبي التي بات واضحاً بأنها تسعى للهيمنة على اليمن وإقصاء أي دور لعُمان والسعودية هناك، وهو ما يبدو أنه تسبب بالقلق الإماراتي ودفع أبوظبي للإيعاز بحملة ضد عُمان عبر وسائل إعلام مقربة من الإمارات أو تتبنى سياساتها.
ونشرت جريدة مقربة من أبوظبي تقريراً عن المناورات العسكرية التي أجرتها سلطنة عُمان في محافظة ظفار، وكان اللافت في هذا التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21" أن الصحيفة تحاول الإيحاء بوجود "تحالف بين سلطنة عُمان وقطر وجماعة الإخوان في اليمن".
إقرأ أيضا: محكمة عمانية تدين 5 ضباط إماراتيين وعماني بقضية تجسس
وتزعم الصحيفة نقلاً عما أسمته "مصادر سياسية" دون أن تكشف هوية هذه المصادر، تزعم أن المناورات العُمانية تعود إلى خوف مسقط من تكبد خسارة ميدانية في محافظتي حضرموت والمهرة "اللتين تعتبرهما مسقط عمقا إستراتيجيّا حيويّا لها"، على حد تعبير المصدر المجهول.
وكتبت جريدة "العرب" الصادرة في لندن في تقرير على صدر صفحتها الأولى يوم الجمعة الماضي 26 آب/ أغسطس 2022 تقول إن "تنظيم سلطنة عمان لمناورة عسكرية في محافظة ظفار، يعد انعكاساً لحالة القلق التي تعتري مسقط حيال التفاعلات المتسارعة في المشهد اليمني، عقب خسارة الإخوان وبعض الموالين لمسقط والدوحة عسكريا في محافظتي شبوة وأبين".
وزعمت الصحيفة وجود تحالف سري بين مسقط والدوحة، وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها وسيلة إعلامية عن مثل هذا التحالف، حيث قالت: "سلطنة عمان، وعبر تحالف غير معلن مع الدوحة ازدادت وتيرته منذ عام 2017، خسرت استثماراتها السياسية والعسكرية التي أنفقتها لبناء تيار جديد موال لها يضم جماعة الإخوان ولفيفا من القيادات السياسية والعسكرية التي تتلقى دعما منها، بهدف مواجهة نفوذ التحالف العربي والمجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية المحررة".
وقال مصدر سياسي يمني لــ"عربي21" إن "المثير في التقرير هو أنه يكشف عن غضب إماراتي من عُمان وسياساتها في المنطقة، ويدفع للتساؤل عما إذا كان لدى أبوظبي نوايا تتعلق باستهداف عُمان، خاصة وأن التقرير أصرّ على مزاعم بوجود تحالف مع قطر التي تعرضت للحصار عدة سنوات من قبل الإمارات والسعودية، وكذلك أصر على ربط السلطنة بجماعة الإخوان التي تعتبرها أبوظبي منظمة إرهابية".
ولفت المصدر اليمني إلى أن "خلية التجسس الإماراتية التي تم اكتشافها منذ سنوات في سلطنة عُمان، والحملة الأخيرة على السلطنة، تدل على أن الإمارات ربما تحاول إضعاف الدور السياسي لسلطنة عُمان في المنطقة عموماً واليمن خصوصاً"، مشيراً إلى أن عُمان لا تبدو مطمئنة لما تقوم به الإمارات ومجلسها الانتقالي في اليمن، فضلاً عن أنها غير راضية أصلاً عن الحرب على اليمن منذ يومها الأول على اعتبار أن الفوضى هناك تهدد السلطنة، بينما لا تكترث الإمارات لذلك بسبب ظروف الجغرافيا وعدم وجود حدود بين البلدين".
وبحسب المصدر، الذي طلب من "عربي21" عدم نشر اسمه، فإنَّ بعض التقارير الصحافية والتعليقات الالكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل المقربين من دولة الإمارات أصبحت تحمل عداء متصاعداً تجاه سلطنة عُمان.
يشار إلى أن سلطنة عمان أعلنت الأربعاء الماضي انتهاء مناورة عسكرية جنوبي البلاد مع الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم "وادي النار 2022".
وقالت وكالة الأنباء العمانية الرسمية: "اختتمت في محافظة ظفار فعاليات التمرين العسكري المشترك العُماني الأمريكي وادي النار 2022 بين الجيش السلطاني العُماني ممثلًا بكتيبة الحدود الغربية ووحدات من المشاة بالجيش الأمريكي".
الزبيدي يستثني وزراء يمنيين من اجتماعاته.. تأسيس لواقع جديد؟
ديون مصر تتخطى "الحد الآمن".. هل تنقذها السعودية والإمارات؟
ما دلالات زيارة رئيس المجلس الرئاسي اليمني إلى أبوظبي؟