الإنترنت المظلم يمكن المستخدمين من تصفح الإنترنت بشكل آمن بعيدا عن رقابة الحكومات.
تُبهرنا شبكة الإنترنت كل يوم بجديدها وثرائها، ونجد أنفسنا نُبحر فيها لساعات طويلة بلا كلل أو ملل، ما بين المواقع الإخبارية والرياضية والتعليمية وخاصة المواقع الترفيهية.
لكن قد تتفاجأ إذا علمت أن ما يستعمله معظمنا لا يتعدى 5 % فقط من الشبكة العنكبوتية، ويُسمى بالإنترنت السطحي، أو الويب السطحي.
فيما يُطلق على باقي الشبكة اسم الويب العميق، وهو جزء مخفي يتضمن بيانات لا يمكن العثور عليها
من خلال البحث بالطرق العادية.
وداخل الويب العميق يوجد جزء خاص وصغير يتمثل في الويب المظلم.
ومع تزايد قدرة الحكومات على مراقبة أنشطة مستخدمي شبكة الإنترنت، وحجب الأنظمة المستبدّة للمواقع المزعجة لها وتقييد حرية التعبير، تأسس "الويب المظلم"، الذي يتضمن مواقع مخفية لا يمكن الوصول إليها إلا باستعمال محركات بحث ومتصفحات خاصة.
وأهمّها وأكثرها شعبية متصفح تور "Tor"، الذي يخفي هوية المستخدم وموقعه الحقيقي، من خلال عمليات توجيه مشفّرة، ليصبح المستخدم قادرا على تصفح كل المواقع بما فيها المحظورة في بلاده.
وباتت أشهر وسائل الإعلام على غرار قناة "بي بي سي" وصحيفتي "الغارديان" و"نيويورك تايمز" ومنصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك"، تمتلك مواقع على الويب المظلم، وهو ما أتاح للصحفيين والنشطاء الحقوقيين العمل بسرية وأمان.
ووصفت منظمة مراسلون بلا حدود الإنترنت المظلم بأنه وسيلة لنشر حريّة التعبير.
ورغم الهدف السامي للويب المظلم، المتمثل في توفير حماية قوية وحرّية كاملة لمستخدمي الإنترنت،
فإنه بات حقلا كبيرا للجرائم، من خلال استغلاله من الخارجين عن القانون، في بيع الأسلحة بطرق غير شرعية وتجارة المخدّرات وجنس الأطفال والأعضاء البشرية، إضافة إلى بيع البيانات الشخصية المسروقة والوثائق المزوّرة.
اقرأ أيضا: الشرطة الأوروبية تسقط شبكة مجرمين على الإنترنت المظلم
ووصل الأمر ببعض المستخدمين إلى استئجار قتلة محترفين، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى تأسيس فرق مختصة في تتبع نشاط الويب المظلم، لتُحقق بعض النجاحات في مكافحة هذه الجرائم، على غرار اعتقال الشرطة الأوروبية "يوروبول" في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، 150 شخصا متورطا في بيع السلع غير المشروعة وضبط 26 مليون يورو و230 كيلوغراما من المخدرات وأسلحة نارية.