مع انتشار الطوائف اليهودية في العديد من دول العالم، لكنهما يتركزون بصفة أساسية، فضلا عن دولة الاحتلال، في الولايات المتحدة، لاسيما الطوائف الدينية الذين يسمون "الحسيديم"، حيث تشهد مدارسهم حالة مزرية، وتنتج أجيالًا من الخريجين بأدنى حد من المؤهلات للاندماج في العالم الحديث، وهي عيوب لا تخلو منها ذات الطائفة في مدينتي بني براك والقدس المحتلة.
مع العلم أن هذه الطائفة تعتمد على الكثير من التمويل العام، وقامت ببناء شبكة كبيرة من المدارس المصممة لتعليم التلاميذ اليهود الصلوات والتقاليد، ومنع وصولهم "للعالم العلماني"، ويوفرون القليل جدًا من اللغة الإنجليزية والرياضيات، وبعض والتاريخ، لكنهم يدربونهم الطلاب بصرامة، وأحيانًا بوحشية، في ساعات الدراسات الدينية، التي تُدرس بلغة "الإيديش"، والنتيجة حرمانهم من التعليم الأساسي، مما أسقطهم في الفقر والاعتماد على الآخرين.
موقع "زمن إسرائيل" كشف في تحقيق ترجمت مقتطفات منه "عربي21" ما اعتبرها "هزّة في الطوائف الدينية اليهودية بشكل عام، لأنه كشف عن إخفاقات خطيرة يواجهها التعليم الحسيدي، لأنه ينتج آلاف الخريجين غير القادرين على شق طريقهم في العالم خارج مجتمعهم، مما يجعل معدلات الفقر في أحيائها هي الأعلى بين اليهود، رغم أن هذه المدارس تكسب ميزانيات عامة ضخمة من تبرعات رجال الأعمال اليهود، بقيمة مليار دولار في السنوات الأربع الماضية".
وأضاف الموقع العبري أن "الطائفة الحسيدية اليهودية تعتبر من أفقر المجتمعات في الولايات المتحدة، ناقلا عن صحيفة نيويورك تايمز أنها أجرت مقابلات مع أكثر من 275 من أتباع الحسيدية، لتتبع طبيعة نظامها التعليمي الذي يضم 50 ألف طالب وطالبة، ممن يعانون من أدنى مستوى تعليمي، ومطالبين بالدراسات الدينية، مع مدرسين بالكاد يتحدثون الإنجليزية بأنفسهم، ويقومون بضرب طلابهم وصفعهم وركلهم بشكل روتيني، والجو في المدارس يسودها الرعب، مما يجعل وضعها كئيبا".
وأشار أنه "بالانتقال الى إسرائيل، يشكل الحسيديون حوالي ثلث المجتمع الأرثوذكسي المتطرف، بجانب ثلث الليتوانيين وثلث السفارديين، أما في الولايات المتحدة فتشكل الحسيدية 80٪ من الأرثوذكس المتشددين، والغريب أنهم يعملون في الولايات المتحدة، لكنهم في إسرائيل لا يعملون، ولذلك فإنهم من أكثر المجتمعات اليهودية فقرا، مع أن لديهم أصول بمئات ملايين الدولارات، أما في إسرائيل فإن الأحزاب اليمينية تتنافس فيما بينها لكسب أصواتها في الانتخابات القادمة، ورغم أن مدارسها لا تعتمد المناهج الحكومية، لكن أحزاب اليمين يعدها اليوم بتقديم ميزانيات لمؤسساتها التعليمية".
تعتبر الطائفة الحسيدية في عمومها مناهضة للصهيونية، حتى أن اتهم زعيم طائفة "ساتمار" الحسيدية الحاخام آرون تيتلباوم أكد أمام حشد من أتباعه أنه "لا علاقة لنا بالصهيونية، ولا علاقة لنا بحروبهم، ولا علاقة لنا بدولة إسرائيل"، على اعتبار أن هذه الطائفة ترى أنه لا يجب أن تكون هناك دولة يهودية قبل ظهور المسيح المنتظر، ولذلك فهم يعارضون التجنيد في الخدمة العسكرية لطلاب المعاهد الدينية.
اقرأ أيضا: استطلاع: ثلث الألمان يشبّهون الاحتلال الإسرائيلي بالنازيين