يدرك المستثمرون المتمرسون أن المحفظة
الاستثمارية المتنوعة بشكل جيد يمكن أن توفر إستراتيجية ضد
التضخم على المدى
الطويل.
وجاء في مقال نشرته مجلة "
فوربس"
الأمريكية، وترجمته "عربي 21"، أنه لا يمكن أبدا ضمان عوائد أعلى من
الأسواق، لكن النهج طويل الأجل يجب أن يمنح استثماراتك الوقت الكافي للتكيف مع
ارتفاعات وانخفاضات السوق، وتحقيق نمو إيجابي في النهاية، مع فرصة للتغلب على التضخم
في هذه العملية.
وأورد المقال 10 نصائح للاستثمار على المدى
الطويل لتضعها في اعتبارك؛ بهدف مساعدتك على نمو أموالك لتحقيق أهدافك المالية:
أنشئ صندوقًا للأيام العصيبة
لا جدوى من استثمار أموالك في سوق الأسهم إذا
كنت تكافح يومًا بعد يوم لسداد فواتير منزلك، وينطبق نفس التحذير إذا كنت مثقلًا
بالديون المستحقة، أو إذا لم يكن لديك أموال احتياطية لمواجهة حالات الطوارئ
الصغيرة في الحياة. بعد القيام بذلك، من الممكن التركيز على المزيد من الاستثمارات
الجريئة؛ حيث يؤدي تحقيق ذلك إلى منح رأس المال المستثمر فرصة بالغة الأهمية للنمو
بمرور الوقت واستيعاب تقلبات السوق أثناء تقدمه.
اعرف أفقك الزمني:
يعد وجود أفق زمني في بداية رحلتك الاستثمارية
-بعبارة أخرى، تحديد المدة التي مررت بها تقريبًا قبل أن ترغب في تحقيق هدفك-
أمرًا أساسيًا للاستثمار طويل الأجل. ولا يوجد تعريف مطلق، ولكن خمس سنوات تعتبر
الحد الأدنى عند وضع إستراتيجية استثمار طويلة الأجل. من الناحية المثالية، ستمنح
نفسك وقتًا أطول، لنقل: ما بين 10 و25 عامًا.
توفر هذه الأطر الزمنية لمحفظتك فرصة أكبر
لتحمل مخاطر إضافية؛ على أمل الاستفادة من المكاسب المحتملة للعوائد الأكبر التي قد
تجنيها.
اختر إستراتيجية والتزم بها
أظهرت الأبحاث أن أولئك الذين يستثمرون مع وضع
هدف لحياتهم في الاعتبار ينتهي بهم الأمر بنتائج أكثر نجاحًا، فبمجرد تحديد أفقك
الزمني وهدفك المالي، اختر إستراتيجية استثمار والتزم بها.
وكلما كان الإطار الزمني الخاص بك أقصر، من
المرجح أن يكون تخصيص الأصول أكثر تحفظًا (يشير تخصيص الأصول إلى مكونات الاستثمار
الأساسية التي تشكل محفظتك مثل النقد والسندات والأسهم والحصص).
قبل الخوض في أي شكل من أشكال الاستثمار
المرتبط بسوق الأوراق المالية، اسأل نفسك:
- هل يجب أن أحصل على استشارة مالية؟
- هل أنا مرتاح لمستوى المخاطرة الذي سأخوضه؟ وهل يمكنني تحمل خسارة
المال؟
- هل أفهم الاستثمار المعني؟ وإذا لزم الأمر، هل يمكنني الحصول على
أموالي بسرعة؟
- هل استثماراتي خاضعة للتنظيم؟
- هل أنا محمي إذا توقف أحد مزودي الاستثمار أو مستشاري عن العمل؟
صمم أسلوبًا واختر وسيلة استثمارك
يجدر بك من البداية تحديد ما إذا كنت تريد استثمار
مبالغ كبيرة أو مبالغ صغيرة عادية؛ حيث يمكن أن تكون نقطة البداية الجيدة هي تغذية
الأموال بمبالغ صغيرة في الاستثمار الذي اخترته، إما شهريًّا أو ربع سنوي، بغض
النظر عن السعر في ذلك الوقت.
يساعد هذا النهج على تقليل المخاطر إلى الحد
الأدنى؛ من خلال ضمان استمرارك في الاستثمار خلال كل من ارتفاعات وانخفاضات السوق
(عندما تكون أسعار الأسهم أرخص).
كما أنه يوفر للمستثمرين عديمي الخبرة الوقت
لفهم الأسواق، ويساعدهم على التكيف مع الارتفاعات والانخفاضات التي تصاحب الاستثمار، ومساعدتهم على عدم الذعر في حالة انخفاض السوق.
امتلك مزيجا واسعا من الأصول
لست بحاجة إلى أن تكون خبيرًا ماليًا لفهم أن
سوق الأسهم يمكن أن يشهد تقلبات كبيرة وهبوطًا على مدى أطر زمنية قصيرة نسبيًا،
لذلك يقول الخبراء إنه مهما كانت أهدافك المالية، فإن الحفاظ على الجزء الأكبر من
المحفظة الاستثمارية مستثمرةً في سوق الأوراق المالية أمر منطقي طالما لديك الوقت،
فلطالما قدم الاستثمار في الأوراق المالية والأسهم أفضل العوائد، مقارنة بفئات
الأصول الأخرى مثل النقد أو السندات.
إلا أنه يجدر أن يكون في الحسبان أن المستثمرين
في الأوراق المالية والأسهم يمكن أن ينتهي بهم الأمر بأقل مما بدأوا، خاصة في الأطر
الزمنية القصيرة، لذلك يمكن للأصول الأخرى توفير التوازن لمحفظتك من خلال الأداء
بشكل مختلف، وتخفيف وطأة بعض التحركات
الأكثر دراماتيكية التي تشهدها الأسواق.
وسّع آفاقك
يساعد ضمان تغطية محفظتك لمزيج من المناطق
الجغرافية على اغتنام أكبر عدد ممكن من الفرص؛ حيث غالبًا ما تختلف العائدات من
الأسواق في المواقع المختلفة؛ لذلك ضع في اعتبارك أنه لا يوجد بلد بمفرده موطن
لجميع أفضل الشركات، لذا فإن استثمار أموالك عبر المواقع الرئيسية في العالم يساعد
في تغطية جميع القواعد الرابحة.
لا تبالغ في التعقيد
يمكن أن يبدو عالم المال، وسوق الأوراق المالية
على وجه الخصوص، معقدًا للغاية بالنسبة للمبتدئين. ولكن إذا كان لديك بعض أساسيات الاستثمار، يمكن أن تبدأ تجربة
الاستثمار الخاصة بك باستهداف الحصول على منتجات بسيطة وواسعة ومنخفضة التكلفة.
كما تتمثل إحدى طرق إبقاء الأمور بسيطة في
الاستثمار عبر متتبع مؤشر منخفض التكلفة أو الصناديق المتداولة في البورصة، حيث
تعد هذه استثمارات "سلبية"، وتهدف إلى تكرار أداء السوق.
كما توفر الصناديق متعددة الأصول بديلًا للحصول
على محفظة متنوعة تدار باحتراف، وتغطي الكثير من الأصول المختلفة -بما في ذلك
الأسهم والسندات- من خلال استثمار واحد.
الاستثمارات الأساسية والتابعة.
سواء كنت جديدًا في مجال الاستثمار أو خبيرًا
في سوق الأوراق المالية، فإن أحد الخيارات المتاحة لك هو الاستفادة من إستراتيجية
الاستثمار "الأساسي والتابع"؛ حيث تتضمن هذه الطريقة وجود مجموعة أساسية سائدة من الأصول لتكون بمثابة حجر
الأساس، مصحوبة باستثمارات تابعة تكون أكثر تخصصًا وذات صلة باحتياجاتك
الاستثمارية.
تأثير الرسوم
أحد الأشياء التي يمكن للمستثمرين القيام بها
لجعل الأمور لصالحهم هو التركيز على دفع أقل قدر ممكن مقابل كل صفقة يقومون بها، والحفاظ على الرسوم الإدارية الأخرى عند الحد الأدنى، ورغم ما يمكن أن يشتمل عليه
تقييم الرسوم والتكاليف من تعقيد، إلا أنه من الجيد أن يكون لدى المستثمرين الجدد بعض الفهم لنوع المستثمر الذي
سيكونونه.
وتتضمن الأسئلة التي يجب معالجتها: المقدار
الذي تخطط للاستثمار فيه، وعدد المرات التي من المحتمل أن تتداول فيها، والأسواق
التي ستشكل الجزء الأكبر من مشترياتك، وهل تخطط لشراء أموال أو أسهم أو مزيج من
الاثنين معًا.
فكلما كانت ترتيباتك أكثر تعقيدًا، احتجت
إلى مزيد من التدقيق في التكاليف المحتملة؛ حيث يمكن أن تؤدي مقارنة رسوم مقدم
الخدمة بآخر قبل التسجيل إلى توفير مئات الجنيهات سنويًا في الرسوم الإدارية وحدها.
راجع إستراتيجيتك
من الضروري إجراء مراجعة بشكل دوري على
إستراتيجيتك الاستثمارية الشاملة، وإجراء تعديلات إذا لزم الأمر، حتى ولو كنت
راضيًا عنها. إلا أنه لا يجب عليك التحقق من استثماراتك طوال الوقت لأنك تريد تجنب
التصرف بتهور؛ فلن تكون التقلبات قصيرة المدى مهمة إذا كنت ملتزمًا على المدى
الطويل.
واختتمت المجلة المقال بالقول إنه استهداف إجراء
مراجعة سنوية يُعد أمرًا مثاليًا؛ حيث يجب مراعاة التأكد من أن مخصصاتك لا تزال
على الهدف، إذ قد ينتهي بك الأمر إلى
المخاطرة بأموالك بشكل أكثر، أو أقل مما كنت تقصده في الأصل، لذلك فإن إعادة
التوازن عنصر مهم في أي إستراتيجية استثمار.