منذ أن أعلن عن وفاة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، حتى بادر الذباب الإلكتروني الإماراتي أو التابع للعسكر في مصر، وخدام المشروع الصهيوعربي، بالطعن في القرضاوي، دون حياء يسترون به مخازيهم، بعد أن لفظتهم الأمة العربية والإسلامية، وكشفت مساوئ توجههم، ولم يعد هناك ما يحفظون به ماء وجوههم.
ومشكلة خدام وأقزام هذا المشروع، أنهم ينسون أو يتناسون، أنهم ليسوا أصحاب رأي، ولا حاملي فكر، حتى يحترم الناس أقوالهم، بل هم أشبه بما عرف في السينما المصرية بنموذج (خالتي فرنسا)، تلك المرأة التي تستأجر لترمى على خصم شريف، فتحاول النيل منه، في حيلة لا تمت للأخلاق بصلة ممن استأجرها، ولا الدور الذي تقوم به، أو ما يطلق عليه باللغة العامية: الشرشحة.
وينسى هؤلاء أنهم رهن إشارة السيد، للتحرك والهجوم، ولو أنه غير رأيه غدا لقاموا بالمدح فيه، كما رأينا نموذج الخصومة والتصالح مع قطر. أذكر منذ سنوات كنت على قناة بي بي سي، سنة 3013 بعد الانقلاب العسكري في مصر، مع أحد المسؤولين السابقين الأمنيين من الإمارات، وكان ينتقد القرضاوي وقتها، فقلت له: لست صاحب رأي، حتى نناقش رأيك، بل أنت تابع، ولو أن أسيادك غدا تصالحوا معه، فلن يكون دورك سوى فرش السجادة الحمراء، وتقف لتؤدي له التحية والسلام، وتقبل خشمه، وتصفه بشيخ الإسلام.
فهؤلاء الأقزام ينسون أنفسهم في لحظات القيام بدورهم المشبوه، وغير المحترم، في الطعن في رمز تشهد وستظل تشهد له الدنيا بأسرها بمكانته وقيمته العلمية والدينية، ولهم في موقف الإمارات نفسها منه من قبل عبرة، فموقفها اليوم متناقض تماما مع موقف الأمس.
بالأمس، كان وزير الإعلام الشيخ عبد الله بن زايد، ووزير الخارجية الآن، يتواصل مع القرضاوي، ويرجو منه أن يقبل بالقيام ببرنامج في تلفزيون أبو ظبي، بعنوان: المنبر، وبعد إلحاح قبل الشيخ، وكانوا يحجزون له جناحا كبيرا في أكبر فنادق الإمارات، ليخطب الجمعة في قطر، ثم يركب الطائرة للإمارات، ليبيت فيها، ثم يقدم برنامجه السبت ليلا على الهواء مباشرة، لعدة سنوات.
ثم بعد ذلك دعوه أكثر من مرة لحضور جائزة دبي الإسلامية، كضيف في تكريم علماء في الحفل، ثم وقع اختيارهم عليه ليكون شخصية العام سنة 2000م، وكرمه آنذاك الشيخ محمد بن راشد، في حفل مهيب، ومادته موجودة على اليوتيوب، ووقف يخبره بحب المرحوم الشيخ زايد له، وحب مسؤولي الإمارات، وأنها بلده.
ثم كان دعم الإمارات لكيان كان يرأسه القرضاوي، وهو المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، لعدة سنوات، كانت ميزانية المجلس بدعم كامل من جمعية آل مكتوم الإماراتية، جزاهم الله خيرا عن ذلك، ولم تكن تتدخل في عمل المجلس، تقديرا واحتراما للقرضاوي، ولم يكن دورهم سوى التمويل.
ثم بعد حصول القرضاوي على جائزة دبي، تبرع بها لطلبة العلم، وعرض مشروعا على المسؤولين الإماراتيين، وهو رعاية الموهوبين، فقد لاحظ أن هناك موهوبين في الأمة من الشباب، ولا يجدون من يرعاهم، فطلب من الإمارات إنشاء وقفية ومقر للمؤسسة، وعرض عليهم خطتها، ورحبوا بها، وخصصوا أرضا ومكانا.
حاولت الإمارات البحث عن رموز تنافس القرضاوي، أو تزيحه عن مكانه ومكانته، تارة بفتح مجالس ومؤسسات تنافس مؤسساته، وتحاول سحب البساط من تحت قدميها، لكنها حتى الآن لم تحقق أي نجاح يذكر، بل ما من رمز ضموه إلا وانطفأ بعد أن كان متألقا متوهجا، وهو ما لوحظ بشكل بين.
وعندما سعى القرضاوي لتأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأراد أن يكون مقره في بلد عربي وإسلامي، كان من أوائل الدول التي عرض عليها المشروع دولة الإمارات، بادئا بإمارة أبو ظبي، ثم إمارة الشارقة، وكانوا يفكرون جديا في تبني المشروع ورعايته، حتى ظننا وقتها أن حكام الإمارات لفرط حبهم للشيخ، لم يبق إلا أن يمنحوه الجنسية الإماراتية.
ولكن فجأة كشأن السياسة العربية، قلبوا ظهر المجن، وغيروا معاملتهم، ففوجئ القرضاوي عند سفره بمنعه من دخول الإمارات، دون سبب واضح، ولا إخبار له من قبل، لينضم إلى عدد من الدعاة الذين تم منعهم من الدخول.
وقد حاولت الإمارات البحث عن رموز تنافس القرضاوي، أو تزيحه عن مكانه ومكانته، تارة بفتح مجالس ومؤسسات تنافس مؤسساته، وتحاول سحب البساط من تحت قدميها، لكنها حتى الآن لم تحقق أي نجاح يذكر، بل ما من رمز ضموه إلا وانطفأ بعد أن كان متألقا متوهجا، وهو ما لوحظ بشكل بين.
وتارة عن طريق ذباب إلكتروني، وأقزام، يحاولون بسفاهتهم الإساءة للقرضاوي والنيل منه، بل إن كثيرين ممن كتبوا يسيئون سواء من أقزام الإمارات أو العسكر في مصر، لو كتبت شهادتي وكيف كنت أراهم يبحثون عن واسطة تقربهم من القرضاوي، ويتمنون لقاء يجمعهم به، منهم من طلب مقدمة لكتاب، ومنهم من ألح في لقائه عندما كنا نؤسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سنة 2004م، وقد كان هاربا في لندن بعد تورطه في قضية شركات التوظيف في مصر، وهكذا.
هذه النماذج التي تستأجر للمواقف المشينة، يظنون أنه بإمكانهم تحقيق أي درجة من النصر على حساب جبل أشم، وشمس منيرة كالقرضاوي، ستظل مؤلفاته ومواقفه ومؤسساته ناطقة بأنه نموذج فريد عز وجوده في زماننا، وسيظل الشرشحجية الذين ملأوا الميديا ببذاءتهم، أشبه بما قاله الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
Essamt74@hotmail.com
بين الصفقة والصفعة تاهت العدالة!
في أفق الحدث الأوكراني.. النفط يهوي وأوروبا تغلي