كشفت وثائق رسمية، نشرها موقع وكالة بلومبيرغ الأمريكية، عن طبيعة العلاقة بين رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب وسلفه باراك أوباما، والمخاوف التي أعرب عنها الأخير قبل تولي خلفه رئاسة البلاد.
وحسب وثائق حصل عليها موقع بلومبيرغ، قال باراك أوباما للصحفيين، في آخر أيام عهدته الرئاسية، إنه لم يكن قلقًا بشأن فترة ولاية واحدة دونالد ترامب، لكنه كان قلقًا بشأن "فترة مستمرة" لدورتين.
وذكر الموقع أن أوباما التقى الصحفيين قبل ثلاثة أيام من تنصيب ترامب في 17 كانون الثاني/ يناير 2017، لإجراء محادثة غير رسمية.
وأشار موقع بلومبيرغ إلى أن البيت الأبيض لم ينشر فحوى الاجتماع مطلقًا، وذلك بموجب قواعد أساسية اتفق عليها مع الصحفيين، لكن وزارة العدل استجابت لطلب قانون حرية المعلومات بالإفصاح عن ما دار في الاجتماع المذكور.
قال أوباما للصحفيين في الاجتماع: "أعتقد أن أربع سنوات على ما يرام.. ثماني سنوات ستكون مشكلة. سأكون قلقًا بشأن الفترة المستمرة التي انهارت فيها بعض هذه المعايير وبدأت في التآكل".
ولفت الموقع الأمريكي إلى أن ترامب قد يسعى للترشح لولاية ثانية في انتخابات الرئاسة لعام 2024.
وأثارت فترة رئاسة ترامب تغييرًا شاملاً في شكل الحزب الجمهوري، حيث برز طاقم جديد من مرشحي الحزب الجمهوري الذين يلتزمون بأفكاره السياسية الشعبوية عبر خطاب فظ لم يسمع به من قبل في الحملات الأمريكية، بحسب بلومبيرغ .
اقرأ أيضا: ترامب خاطب "متنوعين عرقيا" بالكونغرس على أنهم من الخدم
ويعقد الرؤساء أحيانًا مناقشات غير رسمية مع الصحفيين، لكنه من النادر أن يتم نشر نص المحادثات علنًا.
وغطت محادثة أوباما، التي استمرت 90 دقيقة مع المراسلين، موضوعات مثل تخفيف عقوبة سجن تشيلسي مانينغ لتسريبها وثائق سرية، قائلا إنها لا تستحق عقوبة بالسجن لمدة 35 عامًا.
وأشار أيضًا إلى أن تسريبات إدوارد سنودن حول مراقبة الولايات المتحدة للمواطنين "حددت بعض المشاكل التي لها علاقة بالتكنولوجيا".
لكن تعليقات أوباما حول الحزب الجمهوري وترامب هي التي بدت لافتة، بحسب بلومبيرغ.
وامتنع مكتب أوباما بعد الرئاسة عن التعليق، فيما لم يرد متحدث باسم ترامب على الفور على طلبات التعليق.
قال أوباما إنه لا يعتقد أن ترامب كان مهتمًا بشكل خاص ببدء أي حروب بخلاف "قصف الإرهابيين" ، وهو خيار استشهد به ترامب عدة مرات في حملته الانتخابية ورئاسته لعام 2016.
وحسب نص الوثائق، أوضح أوباما: "أعتقد أن وجهة نظره الأساسية، ورؤيته التكوينية للسياسة الخارجية، تتشكل من خلال تفاعلاته مع المطورين الماليزيين والأمراء السعوديين، وأعتقد أن وجهة نظره هي: سأذهب حول العالم لعقد الصفقات، وربما أقاضي الناس".
أما بالنسبة للحزب الجمهوري، فقد قال أوباما إنه يعتقد أن "الحزب الجمهوري الآن غير متماسك أيديولوجيًا تمامًا"، مضيفا: "أنت لا تعرف ما الذي يمثلونه".
وأوضح الرئيس الأسبق: "ما يربطهم ببعضهم البعض هو معارضة لي، ومعارضة مخلوق خيالي يُدعى الليبرالي الذي ينظر إليهم بازدراء، ويغذي كل هذا الاستياء الإقليمي".
وتابع: "ومن الواضح أن هناك بعض العناصر العرقية التي يتم طرحها".
قال أوباما إن قلقه الأول بشأن إدارة ترامب القادمة هو التسييس المحتمل لتطبيق القانون.
ونصح المراسلين في ذلك الوقت بإيلاء اهتمام وثيق لوزارة العدل، بحسب الوثائق المنشورة.
واتهم جيفري بيرمان، المدعي العام الأمريكي السابق للمنطقة الجنوبية لنيويورك، وزارة العدل في عهد ترامب بالتدخل في الملاحقات القضائية، والضغط على مكتبه لبدء تحقيقات ذات دوافع سياسية مع خصوم ترامب.
ورغم كل انتقادات ترامب القاسية لأوباما، قال الرئيس الرابع والأربعون إن شخصية ترامب العامة مختلفة جذريًا عن تفاعلاته الخاصة.
قال أوباما: "إنه مهذب للغاية معي، ولم يتوقف عن ذلك.. أعتقد أنه حيثما يرى ثغرة يلاحقها ويستغلها".
لماذا تماطل واشنطن وبرلين في تسليح كييف بدبابات متطورة؟
كتاب جديد: ترامب عرض على الملك الأردني حكم الضفة الغربية
FP: على أمريكا التوقف عن خداع النفس فيما يتعلق بخطر القاعدة