قالت شبكة سي أن أن الأمريكية، إن الهند تظهر
تناقضا بين تصريحاتها الرسمية، وأفعالها، تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأوضحت أنه في الشهر الماضي، رحبت الدول
الغربية بتصريحات رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الذي قال للرئيس الروسي،
فلادمير بوتين، إن الآن "ليس وقت الحرب".
ولكن بدلا من قطع العلاقات الاقتصادية مع
الكرملين، قوضت الهند العقوبات الغربية من خلال زيادة مشترياتها من النفط والفحم
والأسمدة الروسية، مما منح بوتين شريانا ماليا حيويا.
ويجسد هذا التناقض الواضح بحسب الشبكة،
"موقف الهند الفريد" من الحرب: إبعاد نفسها شفهيا عن روسيا مع الاستمرار
في الحفاظ على العلاقات المحورية مع موسكو.
وقالت أستاذة الأبحاث ومديرة مبادرة القوى
الصاعدة بكلية إليوت للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، ديبا أولابالي، إنه ينبغي
النظر إلى "لغة مودي الأقوى مع بوتين" في سياق ارتفاع أسعار الغذاء والوقود
والأسمدة و"المصاعب التي كانت تخلق للبلدان الأخرى" جراء الحرب.
وأضافت أن "هناك مستوى معينا من نفاد الصبر
بالنسبة للهند مع اشتداد الحرب".
اقرأ أيضا: روسيا: ملتزمون بـ"بيان الحرب النووية".. و200 ألف مجند جديد
وامتنعت نيودلهي مرارا عن التصويت لإدانة روسيا
في الأمم المتحدة بعد غزو قواتها لأوكرانيا المستمر منذ 24 شباط/فبراير.
وفي آب/أغسطس، شاركت الهند في مناورات
"فوستوك" العسكرية الروسية واسعة النطاق إلى جانب الصين وبيلاروس
ومنغوليا وطاجيكستان، حيث عرضت موسكو ترسانتها الضخمة.
وفي الأسبوع الماضي، امتنعت الهند عن التصويت
على مشروع قرار آخر للأمم المتحدة يدين روسيا بسبب استفتاءاتها في أربع مناطق في
أوكرانيا، والتي استخدمتها موسكو كذريعة لضم الأراضي الأوكرانية بشكل غير قانوني،
مما زاد بشكل كبير من المخاطر في الحرب.
وقالت المندوبة الدائمة لنيودلهي لدى الأمم
المتحدة، روشيرا كامبوج، إن الهند "منزعجة بشدة" من التطورات في
أوكرانيا، لكنها لم تصل إلى حد توجيه اللوم وحثت على "وقف فوري لإطلاق النار
وحل النزاع".
وتتمتع نيودلهي بعلاقات قوية مع موسكو تعود إلى
الحرب الباردة، ولا تزال الهند تعتمد اعتمادا كبيرا على الكرملين في التجهيزات
العسكرية - وهو رابط حيوي نظرا للتوترات المستمرة في الهند على حدودها المشتركة في
الهيمالايا مع الصين.
لكن الهند تشعر بالقلق من أن عزلة بوتين
المتزايدة، يمكن أن تقرب موسكو من بكين، وهذا يتطلب من الهند أن تخطو بحذر، وفقا
لمحللين.
وظهر تباين نيودلهي في موقفها من العدوان
الروسي على أوكرانيا عندما شاركت إلى جانب الصين في مناورات فوستوك العسكرية
الروسية - وهي خطوة هاجمها شركاؤها الغربيون.
وقالت أولابالي: "إنهم يقاومون الصين من
ناحية، ثم يخوضون تدريبات عسكرية مع الصين وروسيا، مما يمنح روسيا قدرا معينا من
الشرعية".
من جانبه، قال الزميل البارز بمركز نيودلهي
للبحوث السياسية، سوشانت سينغ، "لا تزال الصين تشكل التهديد الكبير على حدود
الهند، ولن ترغب الهند في أن يصبح التحالف الروسي الصيني قويًا للغاية. هذا ليس في
مصلحة الهند".
في حين أن علاقات نيودلهي مع الغرب تتقارب أكثر
من أي وقت مضى منذ انتخاب مودي في عام 2014، فإن الهند التي تعد أكبر ديمقراطية في
العالم حيث يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، لا تفكر على غرار الولايات المتحدة.
لسنوات بعد استقلالها، تم رسم سياسات العلاقات
الدولية للهند من خلال عدم الانحياز وموقف حقبة الحرب الباردة الذي تجنب الانحياز
إلى الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفيتي.
NYT: "أمريكا ترجح أن أوكرانيا وراء اغتيال ابنة "عقل بوتين"
واشنطن بوست: بوتين يائس وعلى الغرب مواصلة الضغط
بوليتيكو: أوروبا تخطط لعقوبات جديدة بعد تهديد بوتين بالنووي