نشرت وكالة "بلومبيرغ" مقالا تحليليا للكاتب بوبي غوش سلط من خلاله الضوء على وصول المظاهرات إلى المدارس، احتجاجا على وفاة الفتاة مهسا أميني منذ أسابيع.
وقال الكاتب إن طالبات المدارس أصبحن "خصما جديدا" للمرشد الإيراني علي خامنئي، بعد أن دخلن على خط الاحتجاجات الشعبية، في خطوة غير متوقعة.
واعتبر أن النظام الإيراني أصبح يواجه جمهورا جديدا يتمثل في فتيات المدارس اللواتي يمثلن شكلا جديدا من أشكال التحدي للسلطة، في الوقت الذي تواصل فيه النساء الهيمنة على المظاهرات.
وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لطالبات يواجهن المدرسين والمسؤولين في الفصول الدراسية، على الرغم من جهود الحكومة لفرض تعتيم على ما ينشر على الإنترنت.
وفي بعض المقاطع، يمكن سماع الفتيات وهن يهتفن "الموت للديكتاتور"، ويسحقن صور خامنئي وحتى صور آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، بأرجلهن.
وفي مقاطع مصورة أخرى نشرت على الإنترنت ظهرت طالبات -كما يبدو- وهن يخرجن من صفوفهن ليلتحقن بتظاهرات خاطفة لتفادي اعتقالهن.
وأظهر مقطع نشرته قناة 1500 تصوير (1500-tasvir) على منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من الفتيات وهن يطلقن هتافات صاخبة منددة بالباسيج، أمام رجل يقف على منصة في مدينة شيراز جنوب البلاد.
وقال الكتاب إنه "كالمعتاد، يلقي خامنئي باللوم في الاحتجاجات على الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه بالمقابل لن يتمكن من التوضيح كيف نجح هؤلاء في الوصول إلى الفصول الدراسية لتلويث عقول الأطفال، متجاوزين المدرسين المعينين من قبل الدولة".
وأضاف: "حتى الآن لم يعمد المرشد الإيراني إلى إرسال عناصره القمعيين لمواجهة طالبات المدارس بالنظر لخطورة التقاط ما يجري عبر كاميرات الهواتف المحمولة وعرضها للعالم".
وأكد أن العالم وقادته يراقبون ما يجري في إيران، وبالفعل فرضوا عقوبات على شرطة الأخلاق ومسؤولي النظام وسيقومون بفرض عقوبات أكبر قريبا، مشيرا إلى أن أي خطوة يقدم عليها النظام الإيراني ضد طالبات المدارس سوف تستدعي عقوبات أشد، مثل طرد الدبلوماسيين ومنع إيران من حضور المحافل الدولية.
لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للمرشد الأعلى الإيراني هو أن حملة القمع ضد طالبات المدارس قد تؤدي بالنهاية إلى نزول ذويهن إلى الشوارع، وفقا للكاتب الذي اختتم بالقول إن "الأطفال مشكلة لا يستطيع خامنئي حلها بسهولة".
اقرأ أيضا: الشرطة تنتشر عند الجامعات مع تزايد الاحتجاجات في إيران
وبينما تواصلت التظاهرات للأسبوع الرابع، فقد وسعت إيران حملتها الأمنية فاعتقلت مؤيدين بارزين للحركة الاحتجاجية وفرضت قيودا على الإنترنت تحد من الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وقتل 92 شخصا على الأقل في إيران منذ 16 سبتمبر حسبما أعلنت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" (IHR) التي تتخذ من أوسلو مقرا لها.
مخاوف من القمع بعد تعليق خامنئي.. ورئيسي يرحب بتوجيهاته
احتجاجات متواصلة في إيران.. والسلطات تعتقل ابنة رفسنجاني
الاحتجاجات في إيران تتواصل وتصاعد التوتر مع الغرب