السيل الشمالي، نورد ستريم، شريانان أساسيان للدفء في أوروبا. ماذا تعرف عنهما ودورهما في الاقتصاد الدولي والأوروبي؟
بدأ تشغيل نورد ستريم 1 الذي يبلغ طوله أكثر من 1200 كلم، لنقل الغاز الروسي عبر بحر البلطيق إلى أوروبا، حيث يعتبر شريان الغاز إلى ألمانيا إذ يعبر المياه الإقليمية الفنلندية والسويدية والدنماركية والألمانية فيما تقدر طاقته السنوية بنحو 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
أما نورد ستريم 2 فقد بدأ تشغيله في تشرين الأول/ أكتوبر 2012 ليضاعف السعة السنوية للغاز إلى
110 مليارات متر مكعب، حيث كان من المزمع افتتاح خطين إضافيين هما نورد ستريم 3 و4، بالتزامن مع توجيه خط أنابيب إضافي إلى المملكة المتحدة، إلا أن فرض عقوبات على روسيا عقب ضمها شبه جزيرة القرم، حال من دون ذلك كله.
تحقيقات
وقال خبير الطاقة والبيئة الدولي، جيف كولجن إن استهداف خطي الغاز يأتي في إطار زعزعة أسواق النفط العالمية ورفع أسعار الغاز الطبيعي مع قرب حلول فصل الشتاء.
بينما خلص التحقيق الأولي الدانماركي-السويدي إلى أن التسريبات الناجمة عن انفجارات تحت الماء
تعادل مئات الكيلوغرامات من المتفجرات من دون أن يتوصل بعد للمنفذين.
لكن، المعلومات المتاحة تشير إلى أن الانفجارات ناجمة عن عمل متعمد مع نفي كل من موسكو وواشنطن مسؤوليتها عنها واتهام كل منهما للآخر.
وصحيح أن الأنبوبين متوقفان عن العمل إلا أنهما يحتويان على الغاز قبل أن يتعرضا إلى 4 تسربات، ويعد تسرب الميثان في الماء، حادثة غير مسبوقة.
ولا توجد طريقة للتعامل معها لأن تأثير الميثان على المناخ أكبر بـ 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون، فهو أمر مقلق للغاية، وفقا لمنظمة Clean Air Task Force.
أضرار هائلة
تسبب قطع الغاز الروسي بنقص الإمدادات في عدة دول مثل بلغاريا والدنمارك وفنلندا وهولندا وبولندا إضافة إلى إيطاليا وألمانيا وفرنسا، حيث تجهز روسيا 40% من احتياجات الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي.
وقد أسفر قطع الغاز عن ارتفاع كبير في أسعاره، ما أدى إلى ارتفاع فواتير الطاقة في أوروبا إلى 10 أضعاف قياسا بأسعارها قبل 5 سنوات، ما دفع لعودة أوروبا لوضع خطط بديلة لتوليد الطاقة
مع ترشيد الاستهلاك والبحث عن بدائل للغاز الروسي.
فهل ستصمد أوروبا خلال الشتاء برأيكم؟