تستمر الاحتجاجات في إيران في أسبوعها الرابع، لتقترب من شهر كامل منذ أن بدأت على إثر وفاة الفتاة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من "شرطة الأخلاق" بدعوى "عدم ارتدائها ملابس محتشمة".
وجاء في آخر التطورات، انضمام القطاع العمالي إلى الاحتجاجات لا سيما عمال النفط، وسط نفي رسمي إيراني، وتوجيه اتهامات لابنة رفسنجاني بسبب دعمها المظاهرات، في حين قام محتجون بحرق صور رموز للنظام.
حرق صور رموز للنظام
عبر محتجون إيرانيون عن غضبهم جراء تجاهل السلطات الإيرانية التعاطي مع مطالبهم، وقاموا بإحراق صور للمرشد الإيراني علي خامنئي، ورموز أخرى من بينها قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني.
ففي الأحواز، قام متظاهرون بحرق صور لخامنئي، وهتفوا ضده.
أما في العاصمة طهران، فحرق المحتجون صور حسين همداني الذي قتل في سوريا، وسليماني الذي قتل في العراق، في شارع باهنر.
اقرأ أيضا: ناشيونال إنترست: إلى أي مدى ستذهب احتجاجات إيران؟
الاحتجاجات تصل "قم"
وخرجت مظاهرات ليلية نادرة في مدينة قم التي تعد قلعة المرجعات الدينية في إيران، احتجاجا على "انتهاكات النظام الإيراني".
توجيه اتهامات لابنة رفسنجاني
في سياق آخر، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية، أن سلطات التحقيق في البلاد، وجهت تهمة "الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية إلى فائزة"، ابنة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، بعد توقيفها على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني.
وأفادت وسائل إعلام محلية، في 27 أيلول/ سبتمبر، عن توقيف فائزة هاشمي (59 عاما) بشبهة "التحريض" على الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني بيوم واحد.
اقرأ أيضا: احتجاجات متواصلة في إيران.. والسلطات تعتقل ابنة رفسنجاني
وقال المتحدث باسم السلطة القضائية، مسعود ستايشي، خلال مؤتمر صحفي: "تم توجيه الاتهام (لفائزة) بالتواطؤ والإخلال بالنظام العام والدعاية ضد الجمهورية الإسلامية".
وسبق للنائبة السابقة والناشطة في مجال حقوق المرأة، أن دخلت في مواجهات مع السلطات، وتم توقيفها أكثر من مرة في الأعوام الماضية.
ففي تموز/ يوليو، وجهت إليها تهمة "الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية والتجديف في تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي"، وفق ما أفاد به القضاء في حينه، وذلك في أعقاب تصريحات قالت فيها إن مطالبة إيران برفع اسم الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات "الإرهابية" خلال مباحثات إحياء الاتفاق النووي، "يضرّ" بـ"المصالح الوطنية" لطهران.
اتهامات لنحو مئة معتقل
كذلك وجه القضاء الإيراني اتهامات إلى أكثر من مئة شخص ممن وصفهم بـ"مثيري الشغب" على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني، وفق ما أفاد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية، الأربعاء.
ونقل الموقع عن المدعي العام في طهران علي صالحي، قوله، إنه تم توجيه الاتهام لـ60 شخصا تم "توقيفهم خلال أعمال الشغب الأخيرة"، وعن نظيره في هرمزكان (جنوبا) مجتبى قهرماني، إنه تم توجيه الاتهام لـ65 شخصا في المحافظة الجنوبية، من دون تحديد تفاصيل اللائحة الاتهامية.
وأشار قهرماني، وفق ما نقل عنه موقع السلطة القضائية، الى أنه "نظرا الى أن مثيري الشغب (المتهّمين) أدوا دورا مركزيا في تشكيل التجمعات غير القانونية، إحراق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وأثاروا الذعر في أوساط الناس، قام الادعاء بالتحقيق سريعا في ملفاتهم".
من جهته، أكد صالحي أنه "من الآن فصاعدا، سيتم التعامل بطريقة حازمة مع الذين يعتدون على حياة الناس وممتلكاتهم، على رجال الشرطة والعسكريين والمنشآت المدنية، أو يشجعون ويحضون الناس على الشغب".
وأفادت وسائل إعلام محلية في 25 أيلول/سبتمبر عن توقيف 88 شخصا في هرمزكان، وزهاء 1200 آخرين بينهم 60 امرأة في مناطق بشمال البلاد. وتؤكد السلطات الإيرانية أنه يتم الإفراج عمن يثبت عدم ضلوعه في "الشغب".
القطاع العمالي
ويشارك القطاع العمالي لا سيما العاملون في النفط، في الاحتاجاجات منذ يومين، رغم تأكيد النظام الإيراني أن لا صحة لذلك.
إلا أن مقاطع الفيديو للاحتجاجات أظهرت عمالا يحتجون في أكثر من مدينة ويرددون هتافات ضد النظام ورموزه.
اقرأ أيضا: إضراب بالقطاع الصناعي بإيران تأييدا للاحتجاجات.. ونفي رسمي
ومنذ 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، تشهد إيران احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، إثر وفاة أميني (22 عاما) بعد توقيفها من "شرطة الأخلاق"، وقام الأمن بالتصدي لهذه المظاهرات بالقوة والقمع ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص بحسب أرقام غير رسمية، في حين توقف الرقم عند 41 قتيلا بحسب الرواية الرسمية قبل أسبوعين.
هتافات في برلمان إيران بالولاء لخامنئي.. وانتقاد لشرطة الأخلاق
ارتفاع حصيلة احتجاجات إيران.. والحرس الثوري يتوعد
بايدن يشيد بـ"شجاعة الإيرانيات".. ورئيسي يرفع صورة سليماني