وزعم السيسي خلال اليوم الأول للمؤتمر الاقتصادي، الأحد، أنه في حملته الانتخابية عام 2014، لم يقل "أنا لها أنا لها"، وتساءل: "هل قدمت لكم وعودا جميلة.. لا.. قلت لكم إن هناك تحديا كبيرا جدا والتحدي هو أكبر من الدولة كقيادة وحكومة ولكن ليس أكبر من الدولة المصرية كشعب".
لكن ذاكرة العديد من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي
كانت حاضرة بقوة بعد تصريحات السيسي التي أنكر فيها أنه قدم أي وعد للمصريين خلال حملته
الانتخابية للترشح منفردا للرئاسة في مصر، بعد الانقلاب العسكري في صيف 2013، وتأكيده
أنه لا يطمح في الحكم، وأعادوا نشر مقاطع مصورة لبعض وعوده في تلك الفترة.
ووعد السيسي بأن المصريين سوف يشعرون "بتحسن" خلال
عامين فقط من توليه السلطة كحاكم للبلاد، ولكن ما حدث أنه بعد العام الثاني من حكمه
قام بتعويم الجنيه وفقد أكثر من 50% من قوته، وتبخرت نصف مدخرات المصريين وزادت الأسعار
بأكثر من 200%.
وأشاروا إلى وعوده بعدم رفع الدعم قبل أن "يغني الناس
أولا"، وكان السيسي رد على محاوريه في مسألة رفع الدعم بالقول: "لو جيت النهاردة
اتكلمت عن كهرباء بدون دعم مطلق وغاز بدون دعم مطلق الناس مش هتستحمل، ده عايز الأول
أغني الناس..".
بعد تولي السيسي السلطة بنحو 6 شهور، قال للمصريين في أيلول/ سبتمبر 2014: "اصبروا معايا سنتين وحاسبوني".
أبرز وعود السيسي التي لم تتحق، بحسب نشطاء، هو وعده بعدم
ارتفاع الأسعار "مهما حدث للدولار"، والذي أطلقه أمام عدد من ممثلي المجتمع
المصري في نيسان/أبريل 2016، وأكد أنه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة لن يحدث تصعيد
في أسعار السلع الأساسية مهما حدث من ارتفاع لسعر الدولار، مشددا أن الجيش والدولة
مسؤولين معه في المحافظة على الأسعار.
ومع الإعلان عن انتقال حكومته للعاصمة الإدارية الجديدة،
قال في تشرين الأول/ أكتوبر 2018: "هوريكم دولة تانية في 30 يونية 2020"،
وهو الوعد الذي لم يتحقق بعد.
وفي31 تموز/ يوليو 2019، أعاد وعده الأول والشهير:
"بكرة تشوفوا مصر"، لكنه أضاف إليها: "في شكلها الجديد، وستكون مصر
جديدة في كافة المجالات".
تراجع نغمة الوعود
وبدأت نغمة الوعود تتراجع ولكنها استمرت، وقال خلال افتتاحه
مشروع استزراع سمكي في بورسعيد (شمال شرق البلاد)، 23 تشرين الثاني/ يناير 2021:
"هتشوفوا مصر خلال 3 سنين".
وأضاف: "هندخل الريف خلال ثلاث سنوات وهنخرج منه مصر
تانية"، في إشارة إلى مشروع وعد فيه بتطوير 1500 قرية بالريف المصري.
السيسي يتملص من الفشل
وحمل السيسي مسؤولية الأوضاع الصعبة اقتصاديا التي تمر بها
البلاد، بعد 8 سنوات من حكمه، إلى تداعيات أحداث 2011 و2013، التي مكنت للإسلام السياسي
الوصول للحكم.
وتساءل السيسي في كلمته: "هل (ثورتي) 2011 و2013، السبب
في كل هذا (الأزمات والتحديات؟).. الإجابة نعم، لأنها أتاحت الفرصة للإسلام السياسي
الوصول للحكم"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وبنبرة استنكار تابع: "فلما وصل (الإسلام السياسي) للحكم
فشل ولم يعترف بفشله وبدأ (يعتبر) إننا ضد الدين، وبالتالي استعدانا كلنا ويطلب منا
المصالحة".
اقرأ أيضا: السيسي: "الإسلام السياسي" استعدانا ويطلب الآن المصالحة
هل يتحرك الجيش المصري لوقف أطماع ابن زايد بقناة السويس؟
"عربي21" ترصد ملايين الأفدنة التي منحها السيسي للجيش
مصر: ما حقيقة التسهيلات للمغتربين بسيارات معفاة من الجمارك؟