نشرت صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحية، طالبت فيها الدول المشاركة في قمة المناخ المنعقدة الشهر الجاري في مصر، بعدم حرف النظر عن طغيان رئيس النظام عبد الفتاح السيسي.
وقالت إنه "عندما ينظر المشاركون في مؤتمر المناخ الـ27 الذي تعقده الأمم المتحدة بشرم الشيخ إلى البحر الأحمر المتلألئ يوم الأحد، فسيجدون بالتأكيد أنهم أمام منظر ملهم لإنقاذ الكرة الأرضية. ولكن عليهم النظر في الاتجاه الآخر نحو القاهرة، عاصمة الدولة البوليسية الشرسة بقيادة عبد الفتاح السيسي".
وأضافت أنه "يجب على المشاركين في قمة المناخ، ألا يعموا أنظارهم أو أن يصمتوا بشأن احتقار البلد المضيف للكرامة الإنسانية الأساسية".
وأشارت إلى أن على المشاركين أيضا "التوقف لحظة لتذكر الناشط علاء عبد الفتاح، المصري الحاصل على الجنسية البريطانية. وهو وراء القبضان معظم السنوات الثماني الماضية بتهمة نشر الأخبار الزائفة".
اقرأ أيضا: MEE: أزمة المناخ ومقاومة ديكتاتورية السيسي أمران مترابطان
وعلاء عبد الفتاح يخوض إضرابا عن الطعام، وبالكاد يتمسك بالحياة، وأعلن قبل فترة أنه سيتوقف عن شرب الماء، بشكل زاد من مخاوف عائلته وأصدقائه بأنه سيموت.
وتابعت الصحيفة: "على القاصدين المؤتمر مساءلة أنفسهم عن السبب الذي تقبع فيه معظم الكفاءات القادرة على مساعدة مصر في مواجهة التغيرات المناخية وراء القضبان".
وذكرت من بينهم سيف فطين، المتخرج من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا والمهندس البيئي والذي كان يعمل على حلول لقضايا معقدة في مجال الطاقة المستدامة. وهو في سجن جزئي منذ عام 2019 ولم توجه إليه التهم، مثل آلاف مثله في مصر.
وهناك أحمد عماشة، الطبيب البيطري والمتخصص في العدالة البيئية واختفى في حزيران/ يونيو 2020، مدة ستة أشهر ولا يزال معتقلا. إلى جانب صفوان وسيف ثابت، الأب والابن مديري شركة جهينة للصناعات الغذائية، والتي أنشئت كموديل لمزرعة استهلاكية، وأكدت على الاستدامة، وهما معتقلان في مرحلة ما قبل المحاكمة لسنوات بسبب رفضهما التخلي عن الشركة للمؤسسات التجارية التي تملكها الدولة.
وعندما بدأت مجموعة من المصريين بالتخطيط للتظاهر في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر تم اعتقالهم واتهموا بـ "الانضمام إلى وتمويل جماعة إرهابية وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونشر أخبار كاذبة والتحريض لارتكاب جرائم إرهاربية"، بحسب ما جاء في بيانات الجبهة المصرية لحقوق الإنسان.
وقالت الصحيفة إن نظام عبد الفتاح السيسي "منتهك نظامي لحقوق الإنسان".
اقرأ أيضا: ناشطة سويدية تقاطع مؤتمر المناخ بمصر بسبب الانتهاكات
وأضافت: "يقوم السيسي بالإفراج أحيانا عن أعداد صغيرة من المعتقلين السياسيين لإسكات نقاده. إلا أن طبيعته الحقيقية انكشفت في الأيام الأخيرة عندما اتصل بقناة تلفزيونية بعدما تجرأ زعيم لحزب سياسي على انتقاده، وقال: كنت أدير الجهاز الأمني في عهد مبارك وكمدير للمخابرات العسكرية.. أنا مطلع على كل شيء وأعرف تاريخ كل شخص".
وتابعت الصحيفة: "باختيار الأمم المتحدة مدينة مضيفة، فإنه يجب عليها ألا تتجاهل الزوايا غير المتطورة حول الكرة الأرضية، والتي تواجه مخاطر الأمن الغذائي والأمراض والفقر، لكن كل شخص معني بإنقاذ الكرة الأرضية عليه الاهتمام أيضا بمسألة الحرية وواجب الوقوف امام الديكتاتوريين".
وختمت بالقول: "لا يمكن تجاهل مأزق السجناء السياسيين في مصر ولطخة الاستبداد التي تنتشر في كل أنحاء العالم في الوقت الذي يجتمع فيه المشاركون على شاطئ شرم الشيخ المتلألئ، وتباحثوا في أفضل طريقة لضمان مستقبل الكرة الأرضية".
MEE: أزمة المناخ ومقاومة ديكتاتورية السيسي أمران مترابطان
موقع فرنسي: استقالات في مخابرات مصر بسبب السيسي
الغارديان: مصر تمنع فعاليات المجتمع المدني بأول أيام "Cop27"