اتهمت إيران أعداء الجمهورية بالعمل على صناعة "داعش" جديد في البلاد من خلال دعم الاحتجاجات وتحويلها إلى أعمال شغب وجريمة.
وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد
باقر قاليباف، إن وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية، والموساد الإسرائيلي،
والمجموعات التابعة لهما لا يبحثون عن تحقيق مطالب المحتجين، بل يريدون عمل تنظيم
داعش جديد في الداخل الإيراني.
وأضاف قاليباف بحسب وكالة الأنباء الرسمية "إرنا": "عناصر داعش
الجديد، مثل داعش في سوريا والعراق، يعذبون ويقتلون الأبرياء دون أي سبب، ومثلهم يفتخرون بنشر الفيديو عن جرائمهم".
اقرأ أيضا: طهران تعلن نجاح إطلاق صاروخ قادر على حمل أقمار صناعية
ولفت إلى أن "أعداء إيران لم يتمكنوا من التسلل للبلاد لكنهم أعادوا إنتاج داعش من الداخل، ومن المؤسف أن بعض الشخصيات الثقافية والفنية والرياضية والسياسية تدعمهم".
السبت، واصل الإيرانيون تظاهرهم في العديد من المدن، وأضرب عدد من التجار، فيما استمر الطلاب في الاحتجاج في جامعات مختلفة.
وبحسب موقع "إيران إنترناشونال" المعارض، فقد تظاهر الطلاب في جامعات "علم وصنعت، وشريف، وأمير كبير، وطهران، وعلامة، وكيلان، وكرمانشاه، وآزاد سنندج، وآزاد مشهد، وطهران شمال، وعلوم وتحقيقات".
وأغلق أصحاب المحلات التجارية في مدينة
سقز بمحافظة كردستان متاجرهم، تضامنا مع المتظاهرين في بلوشستان.
واستمر طلاب جامعة طهران، ويزد، وبهشتي،
وعلامه، في إضرابهم عن الدراسة مطالبين بإطلاق سراح زملائهم المتعقلين، وإنهاء الحالة
الأمنية في الجامعات.
احتجاجات كردستان الإيرانية
اندلعت احتجاجات جديدة في إيران الأحد في جامعاتٍ وفي شمال غربي البلاد ذي الغالبية الكردية، في استمرارٍ للحركة المناهضة للنظام التي بدأت قبل نحو شهرين.
وعلى عكس التظاهرات التي شهدتها البلاد في العام 2019، فقد انتشرت الاحتجاجات الحالية في جميع أنحاء البلاد، عبر الطبقات الاجتماعية والجامعات والشوارع وحتى المدارس، كما لم تُظهر أيّ بوادر للتراجع في ظلّ ارتفاع عدد القتلى إلى 200، وفقاً لإحدى المنظمات الحقوقية.
وقالت منظمة حقوقية أخرى هي "هنكاو" التي تتخذ من النرويج مقرّاً، إنّ القوات الأمنية فتحت النيران الأحد على محتجّين في بلدة مريوان في محافظة كردستان، ما أدى إلى إصابة 35 شخصاً. ولم يكن من الممكن التحقّق فوراً من الحصيلة.
واندلعت هذه الاحتجاجات على أثر وفاة الطالبة الكردية نسرين قادري في طهران. وقادري التي تتحدّر من مريوان توفيت السبت بعدما ضربتها الشرطة على رأسها، حسبما أفادت "هنكاو".
لم تعلّق السلطات الإيرانية بعد على سبب الوفاة. غير أنّ "هنكاو" أشارت إلى أنّ الشابة دُفنت عند الفجر من دون مراسم جنازة، بناء على إصرار السلطات التي تخشى أن يشعل الحدث موجة احتجاجات جديدة.
وأضافت "هنكاو" أنّ السلطات أرسلت تعزيزات إلى المنطقة وتردّدت أصوات إطلاق النار في أنحاء المدينة مع حلول الليل.
وكانت المناطق التي يقطنها الأكراد بمثابة مركزٍ للاحتجاجات التي تفجرت إثر وفاة مهسا أميني، الشابة الكردية من بلدة سقز في محافظة كردستان، في مركز احتجاز للشرطة.
كذلك، باتت الجامعات مراكز احتجاج رئيسية. وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من النرويج مقرّاً، إنّ طلّاباً في جامعة شريف في طهران نظّموا اعتصامات الأحد دعماً لزملائهم المعتقلين.
وشهدت الاحتجاجات تكتيكات كثيرة ومختلفة، حيث أشار المراقبون إلى نزعة جديدة نسبياً تتمثّل في إزالة الشباب للعمائم من على رؤوس رجال الدين في الشوارع.
وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران السبت إنّ 186 شخصاً على الأقل قُتلوا في حملة قمع الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني، بزيادة عشرة أشخاص منذ الأربعاء.
وأضافت المنظمة أنّ 118 شخصاً آخرين لقوا حتفهم في احتجاجات منفصلة منذ 30 أيلول/سبتمبر في سيستان بلوشستان، وهي مقاطعة تقطنها غالبية سنية في جنوب شرق البلاد، الأمر الذي يشكّل تحدّياً آخر للنظام.
كذلك، أشارت منظمة حقوق الإنسان في إيران إلى أنّ القوات الأمنية قتلت 16 شخصاً على الأقل بالرصاص الحي، عندما اندلعت احتجاجات بعد صلاة الجمعة في بلدة خاش في سيستان بلوشستان.
اجتماع أممي بشأن احتجاجات إيران.. وبيان استخباري حول الأحداث
إيران تتهم ألمانيا بالتدخل في شؤونها.. وقلق أمريكي
استمرار التظاهرات في إيران مع دعوات لأسبوع "بداية النهاية"