قالت
صحيفة "واشنطن بوست" إن خسائر القوات الروسية في ساحة المعركة بالقرب من
فولدار في منطقة دونيتسك، دفعت وزارة الدفاع إلى إصدار بيان رسمي نادر، بهدف
التقليل من عدد القتلى المرتفع بين الجنود الروس.
ونفى
بيان الدفاع الروسية تكبد اللواء 155 للحرس البحري المنفصل، خسائر فادحة في
الأرواح والعتاد، مشيرة إلى أن الوحدة تقدمت مسافة 5 كيلومترات في مواقع دفاعية
أوكرانية،
وأضافت:
"بفضل المبادرات القديرة لقادة الوحدة، لم تتجاوز خسائر مشاة البحرية خلال
الفترة المحددة واحدا بالمئة من القوة القتالية، مع إصابة سبعة بالمئة من القوة،
وعاد عدد كبير منهم بالفعل إلى الخدمة".
وكانت
وكالة "رويترز" قد نشرت نص رسالة بعثها "اللواء 155" لوزارة
الدفاع الروسية، جاء فيه أن اللواء يشكو من إقحامه في هجوم "غامض" على
القوات الأوكرانية جنوب غربي دونيتسك، مشيرا إلى أنه خسر نحو 300 جندي ما بين قتيل
وجريح ومفقود في غضون أربعة أيام، نتيجة لهجوم خطط له "الجنرالات العظماء
بعناية".
وأثارت
الأنباء المتداولة عن حجم الخسائر غضب الشارع في روسيا، بينما برر قادة عسكريون
مقربون من الكرملين ما حصل في "بافليفكا"، معتبرين أن الأمر مبالغ فيه.
ونقلت
"واشنطن بوست" عن قائد كتيبة فوستوك الموالية لروسيا، ألكسندر
خوداكوفسكي، قوله إن الطقس تحول إلى الأسوأ في بافليفكا، مع هطول الأمطار التي
تسببت في تعكير الطرق وجعل تعزيز القوات في المنطقة أكثر صعوبة.
وأضاف: "مخاوفي بشأن بافليفكا مبررة"، مؤكدا أنه شعر أن التقدم في المنطقة الذي
بدأه القادة الروس كان "سابقا لأوانه".
وانتقدت
الرسالة على وجه التحديد قائد المنطقة العسكرية الشرقية في روسيا، رستم مرادوف،
والذي تم تعيينه في تشرين الأول / أكتوبر الماضي، والذي كان قائدا لمجموعة
"فوستوك" المسؤولة عن العمليات في المناطق الشرقية من دونيتسك ولوغانسك.
اقرأ أيضا: أوكرانيا تتلقى أنظمة دفاع جوي.. وتأكيد تواصل أمريكا مع روسيا
ورأى
حاكم إقليم بريموريه الواقع في أقصى الشرق، على بعد آلاف الأميال عن أوكرانيا، حيث
يتمركز "اللواء 155" صاحب الرسالة، أن هناك مبالغة في عدد الخسائر
الحقيقية، مضيفا: "تواصلنا مع القادة، أجل، توجد خسائر، ويدور قتال محتدم،
لكنه بعيد كل البعد عما ورد في هذه المناشدة"، حسب "رويترز".
واعتبرت
"واشنطن بوست" أن الإنكار يشير إلى أن الخسائر الواردة في التقارير لمست
وترا حساسا في الشهر التاسع من الحرب الأوكرانية، خاصة في المناطق التي أعلنت موسكو
ضمها مؤخرا في خطوة نددت بها كييف والغرب ومعظم دول الأمم المتحدة بوصفها غير
قانونية.
ولفتت
إلى أن انتقادات الحرب الروسية على أوكرانيا أو حتى تسميتها حربا وليس "عملية
عسكرية خاصة"، يعد أمرا غير قانوني يعرض صاحبه للمساءلة.
ورأت
أن التسلسل القيادي الروسي في "حالة فوضى مستمرة طوال الحرب"، حيث قامت
موسكو مرارا وتكرارا بتغيير القادة العامين واستبدلت كبار الجنرالات في جميع
مناطقها العسكرية.
وبينت
أنه في الآونة الأخيرة، ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن العقيد، ألكسندر لابين، لم
يعد يدير المنطقة العسكرية المركزية بعد أن تعرض لهجوم متكرر من قبل الزعيم
الشيشاني رمضان قديروف ويفغيني بريغوزين، حليف بوتين وممول مجموعة مرتزقة فاغنر،
بسبب "الأخطاء الاستراتيجية وفقر أداء قواته".
ويحاول
كبار ضباط موسكو الآن درء فضيحة عامة أخرى بعد أن اشتكى سكان فورونيج، وهي مدينة
تقع في منطقة روسية استراتيجية بالقرب من الحدود الأوكرانية، من إرسال رجال مجندين
مؤخرا من المنطقة إلى سفاتوف، وهي بلدة في لوغانسك.
وأكد
المسؤولون الروس مرارا وتكرارا أن المجندين الجدد، الذين تم استدعاؤهم وسط جهود
تعبئة غير شعبية بدأها بوتين لتجديد جيشه بعد عدة انتكاسات، سيكلفون أساسا
بالسيطرة على المناطق المحتلة بالفعل، وليس العمل كـ"قوة رئيسية
متقدمة"، بحسب "واشنطن بوست".
ووفق
"واسنطن بوست"، إذا خسرت روسيا سفاتوف، فمن المحتمل أن تتمكن القوات
الأوكرانية من التقدم أكثر في لوغانسك، واستعادة الكثير من الأراضي التي ادعى
بوتين ضمها واستيعابها في روسيا.
وتستعد
كل من القوات الروسية والأوكرانية لشتاء قارس سيعقد فعليا كل جانب من جوانب الحرب،
وبالنسبة لأوكرانيا، سيكون من الصعب على نحو متزايد الاستعداد للطقس البارد بعد
أسابيع من الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في البلاد.
الاستخبارات البريطانية: لا نية لدى روسيا لاستخدام النووي
بوتين يهدد بـ"رد قاس" بعد تفجير جسر القرم.. أرقام نزوح صادمة
تواصل هروب شباب روسيا إلى كازاخستان خوفا من التجنيد