مع تزايد الهجمات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية بزعم إحباط شحنات أسلحة إيرانية متجهة الى لبنان، كشفت أوساط إسرائيلية أن ممر التهريب بين إيران ولبنان يعمل بشكل مستمر، رغم الضربات الأخيرة.
ويكشف الهجوم المنسوب لإسرائيل قبل أيام في منطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية، عن محاولة إيرانية مزعومة لاستمرار نقل الأسلحة والذخائر المتطورة عبر ما يسمى "الممر البري" من إيران عبر العراق وسوريا وصولا إلى لبنان، ولعل تغيير المسارات باستمرار، يظهر من وجهة النظر الإسرائيلية عزم الإيرانيين على ترسيخ وجودهم في سوريا من جهة، ومن جهة أخرى تسليح لبنان بالسلاح الذي يكسر المعادلة أمام إسرائيل.
نوعام أمير المراسل العسكري لصحيفة ميكور ريشون، زعم أن "مواصلة سلاح الجو الإسرائيلي لاستراتيجية المعركة بين الحروب" التي تنفذ نشاطات عملياتية غامضة في الغالب بهدف إحباط نقل كميات من السلاح الإيراني في طريقها إلى لبنان، تكشف أن إيران لا تكفّ يدها عن هذه المحاولات، بل تتصاعد وتنخفض، تبعاً للظروف الميدانية، وقدرتها على البحث عن شقوق في ممرات التهريب، التي بدأت بشكل أساسي من خلال المعابر البرية، وبعد تعرضها لضربات شديدة انتقلت إلى الممرات البحرية.
اقرأ أيضا: الاحتلال ينشر تقريرا سريا عن استعدادات لضرب إيران
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الإيرانيين نقلوا عمليات التهريب إلى مطارات مدنية، لكن الطائرات بدون طيار الإسرائيلية ألحقت بها أضرارا جسيمة، بما في ذلك استهداف الممرات الجوية ولكن في ذات الوقت فإن إسرائيل تدرك أنه لا يمكن النجاح بنسبة 100%".
وأوضح نقلا عن مركز "ألما" للدراسات العسكرية أن "هناك بعض المرات التي تفشل فيها إسرائيل، ربما بسبب نقص المعلومات، أو تغلب الإيرانيين على الصعوبات التي تحد من الإجراءات المضادة، ما يستدعي من إسرائيل أن تفكر بأنها لم توقف كل شيء، لأن حزب الله سينجح في استخدام ما يرسله الإيرانيون، ما يجعل من حجم التهريب تهديدًا وجوديًا لإسرائيل".
وتكشف معطيات أن هذه الممرات تعمل بشكل مستمر، أحياناً بكثافة عالية أو منخفضة، ولعل مشروع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله مثال رئيسي على ذلك، حيث لم يترك الإيرانيون ممرا إلا واستخدموه بشكل مستمر، مع توفر غطاء مدني ودرع بشري، مع التركيز على حقيقة أنه من الصعب على إسرائيل الحصول على معلومات استخبارية كافية.
وتزعم الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن هناك نجاحا باستهداف شحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى لبنان عبر سوريا والعراق بنسبة 70%، بجانب الوجود العسكري الأمريكي في منطقة التنف جنوب شرق سوريا الذي يحدّ بشدة من نشاط الإيرانيين في الممر البري، ويفرض قيودا على عملياتهم، ومع ذلك فإن إيران ليست بصدد الاستغناء عن رغبتها في نقل المزيد من أسلحتها إلى سوريا ولبنان، وبالتالي فلن تطفئ دولة الاحتلال أضواءها الحُمر في أروقة المخابرات، ما يعني استمرار هذه الحرب لسنوات عديدة.
ما أبرز التحديات الأمنية التي تواجه حكومة نتنياهو الجديدة؟
وزير مقرب من نتنياهو يرجح مهاجمته إيران في ولايته الجديدة
7 تحديات أمنية ملحة أمام رئيس وزراء الاحتلال المقبل