تفشت
حالة من التشاؤم المتزايد لدى الاحتلال الإسرائيلي، عقب فوز اليمين الإسرائيلي
بزعامة رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست الـ25،
وتكليفه رسميا بتشكيل الحكومة المقبلة، التي يرجح البعض أنها ستكون الأكثر يمينية
وتطرفا في تاريخ الاحتلال.
وحصل
معسكر اليمين الإسرائيلي بقيادة زعيم المعارضة نتنياهو، على 64 مقعدا من إجمالي
120 هي عدد أعضاء الكنيست، ويضم هذا المعسكر كلا من؛ "الليكود" حصل على
32 مقعدا، وتحالف "الصهيونية الدينية" الذي يضم حزب "قوة
يهودية" (عوتسما يهوديت) بزعامة المتطرف إيتمار بن غفير، حصد 14 مقعدا،
"شاس" 11 مقعدا، حزب "يهدوت هتوراة" حصل على 7 مقاعد.
وأكد
الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي في مقال بصحيفة "هآرتس"، أن "الكثير
من الإسرائيليين في أعقاب فوز اليمين والمتدينين في الانتخابات، عادوا للتهديد
بتغيير مكان السكن (الهجرة)".
وأضاف:
"الحديث عن الهجرة (العكسية) غير جديد، فبعد كل حرب زائدة أو خسارة في
الانتخابات، يعلو لحن من يريدون مغادرة إسرائيل، ونحو 750 ألف إسرائيلي تركوا
إسرائيل بشكل دائم منذ إقامتها؛ وفي 2020 وخلال حكم نتنياهو، هاجر 10 آلاف
إسرائيلي".
اقرأ أيضا: تحذير إسرائيلي من "خطر" نتنياهو على اتفاقيات التطبيع
وزعم
ليفي، أن "التهديد بترك إسرائيل يأتي فقط من جانب واحد في الخارطة (اليسار
وفق رأيه)، صحيح أن اليمين يفوز في السنوات الأخيرة، ولمؤيديه لا يوجد أي سبب
للهجرة، لكن أيضا بعد هزائمه – إخلاء شبه جزيرة سيناء واتفاقات أوسلو والانفصال عن
غزة – لم يتحدثوا في اليمين عن المغادرة".
ورأى أن "تمسك اليمين بالبلاد توجد له جذور
أيديولوجية، بالضبط مثلما تمسك باليهودية كمحددة لهويته قبل أي شيء آخر، وأيضا
مغادرة "أرض الميعاد" أكثر صعوبة على اليمين، وهذا يضمن لليمين أفضلية
أخرى، مهمة ومصيرية في الصراع".
وقال:
"فوز اليمين المتدين والعلماني على المدى الطويل مضمون ليس فقط بسبب البيانات
الديمغرافية، بل أيضا بسبب صموده، كما أن تهديد اليسار بالهجرة مفهوم ومبرر، ومن
يريد العيش تحت بتسلئيل سموتريتش (رئيس حزب "الصهيونية الدينية") أو
التعلم في ظل ميري ريغف، لا يفوزون في الصراع على صورة الدولة، يستسلمون ويرفعون
أيديهم"، منوها أنه "عندما تطغى الدولة والقومية والدين على الاعتبارات
الشخصية، نحصل على الفاشية".
ونبه
الكاتب، إلى ضرورة العمل على "إلغاء الشعور الكاذب؛ بأن إسرائيل هي
مكان نبيل ورفيع يهاجرون إليه كما علمونا"، موضحا أن "الانجرار نحو
اليمين، هو عملية عميقة لم تبدأ بحزب "يوجد مستقبل" بزعامة يائير لابيد،
ولن تنتهي بحكومة أخرى بدون نتنياهو، فالجمهور أغلبه يميني".
وذكر
أنه "في الوقت الذي لا يتردد فيه اليمين بعرض مواقفه، يشتغل اليسار معظم الوقت في
طمسها والهرب منها"، مؤكدا أن "إسرائيل توجهت منذ فترة نحو اليمين؛ إلى
الدين والقومية المتطرفة والعنصرية، ويجب علينا التعايش مع ذلك والتسليم به".
ونبه
ليفي، أنه "من الصعب تخيل سيناريو فيه إسرائيل تتحول لدولة ليبرالية
وعلمانية، فيها مساواة، إسرائيل لكل جمهورها"، مضيفا: "اختيار مغادرة
إسرائيل أو البقاء فيها هو خيار مشروع، وهو بالطبع شخصي، وأنا سأبقى هنا".
تحذير إسرائيلي من "خطر" نتنياهو على اتفاقيات التطبيع
الاحتلال قلق من إنجاز قد يحققه الفلسطينيون بالأمم المتحدة
أمريكا تحذر من تعيين متطرف ديني وزيرا للحرب لدى الاحتلال