انتقد نشطاء مؤيدون روس للحرب أداء الجيش الورسي في أوكرانيا، بعد "الانسحاب المهين" للقوات من مدينة خيرسون الأوكرانية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن ألكسندر دوغين، المنظِّر اليميني البارز لاستراتيجية التوسع الروسية، كتب في منشور على الموقع الإلكتروني لشبكة Tsargrad TV التلفزيونية، أن المهمة الرئيسية للزعيم السلطوي هي حماية الناس والأراضي الواقعة تحت سيطرته، و"لا يجوز للسلطات في روسيا أن تسمح بالتنازل عن أي موضع آخر، فقد تجاوز الأمر حدّه".
وشككت منشورات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي في صحة استفتاء أيلول/ سبتمبر في خيرسون، عندما قالت روسيا إن السكان صوتوا بأغلبية ساحقة ليصبحوا جزءا من ذلك البلد. وظهرت نتائج الاستفتاء في تناقض حاد مع الحشود المبتهجة التي شوهدت ترحب بالجنود الأوكرانيين كمحررين يوم الجمعة.
وصدرت بعض الانتقادات عن أحزاب سياسية نادرا ما تتحدى الكرملين، مثل الحزب الشيوعي الذي تقدَّم نوابه في الدوما (البرلمان الروسي) بطلب استجواب لوزارة الدفاع بشأن أوامر الانسحاب من خيرسون، إلا أن نواب حزب "روسيا الموحدة" الحاكم تمكنوا من إحباط الطلب البرلماني قبل إقراره.
وأشار بعض المحللين إلى أن تدفق الانتقادات يشير إلى أن بوتين قد فشل في إبعاد نفسه عن الانتكاسات المتكررة في الحرب، لكن الحجم لم يشكل بعد عبئا حقيقيا.
وقال مكسيم ترودوليوبوف، المحلل السياسي ومحرر صحيفة سابق يعيش الآن في المنفى: "من المؤكد أن الأمور تزداد سوءا بالنسبة لبوتين، ولكن من الصعب معرفة المدى؛ لأنه تجاوز العديد من الخطوط، ولا يزال قادرا على التحكم في دائرته الداخلية وأولئك الذين يهمهم الأمر. لقد نجحوا حتى الآن في السيطرة على الضرر".
اقرأ أيضا: صندي تايمز: الانسحاب من خيرسون نقطة تحوّل في الحرب.. ولكن
اتخذ كبار المسؤولين الروس ووسائل الإعلام الحكومية الخط القائل بأن الانسحاب من خيرسون كان تدبيرا تكتيكيا مؤقتا، وأن ضم روسيا للمنطقة -وهي خطوة أدانتها أوكرانيا والغرب باعتبارها غير قانونية- لا يزال قائما.
تأتي بعض أشد الانتقادات الموجهة للجيش حدة من حسابات تواصل اجتماعي مرتبطة بمنتمين إلى مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر"، وتحث المجموعة عموماً على انتهاج المزيد من العنف في أوكرانيا للرد على أي انتكاسات للقوات الروسية.
من الواضح أن فقدان السيطرة على خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها القوات الروسية منذ الغزو في شباط/ فبراير، كان مزعجا.
أرجع دوغين فشل الكرملين في بلوغ أهدافه إلى كونه يعتمد على أسلوب العلاقات العامة في إدارة الأمور، ولا يلتزم التزاما حقيقيا بـ"الفكرة الروسية الكبرى".
لم يذكر المنشور بوتين بشكل مباشر، لكنه تطرق إلى حكاية أفريقية قديمة عن "ملوك المطر"، الذي عجزوا عن استسقائه على أقوامهم وسط الجفاف.
كتب دوغين في وقت لاحق على صفحته على فكونتاكتي، أن المحللين الغربيين صوروه زورا على أنه انقلب على بوتين.
ابنة دوغين داريا، القومية المتطرفة التي رددت أفكاره، قُتلت في انفجار سيارة مفخخة في إحدى ضواحي موسكو الراقية في آب/ أغسطس.
استدعى المتشككون فيما أطلق عليه الكرملين "مناورة خيرسون" كلا من التاريخ والاستراتيجية في انتقادها.
اقرأ أيضا: واشنطن: "نصر استثنائي" في خيرسون.. وباريس ترحب بـ"عودتها"
يحاول الكرملين رسم أوجه تشابه تاريخية لا نهاية لها بين الحرب في أوكرانيا والدور الرئيسي الذي لعبه الاتحاد السوفيتي في هزيمة ألمانيا النازية، لكن أحد المنشورات أشار إلى أن استسلام خيرسون فشل في الوفاء لهذا الإرث.
أشار أوليغ باكولكوف، رئيس تحرير Bloknot، وهو منفذ إخباري إقليمي جنوبي، إلى أن المدافعين في ستالينغراد كان لديهم خيار التراجع عبر نهر الفولغا، لكنهم لم يفعلوا ذلك حتى يتمكنوا من "تحطيم العدو وطحنه، والإثبات للعالم بأننا قادرون على ذلك".
وكتب: "استسلام خيرسون يقول عكس ذلك. وسرعان ما سيأتي أولئك الذين استولوا على خيرسون إلى أماكن أخرى. يبدو أنه ليس لدينا ما نوقفهم به".
تساءل بعض المعلقين عن السبب في امتناع روسيا عن استخدام ترسانتها النووية، ولماذا لم يقصف الجيش الروسي طرق الإمداد التي تحصل منها أوكرانيا على الأسلحة والمعدات من الولايات المتحدة وأوروبا.
وعلى الرغم من أن التشكيك في الحرب أو الجيش بشكل مباشر يعدّ جريمة، إلا أن بوتين كان حتى الآن متسامحا مع المتعصبين من اليمين الذين انتقدوا روسيا باعتبارها لا تقاتل بقوة كافية.
ومع ذلك، حتى أولئك المتهمين بترويج الخط الرسمي -أن الانسحاب كان مجرد مناورة وأن روسيا ستعود- واجهوا صعوبة في شرح خيرسون.
تأرجح فلاديمير سولوفيوف، أحد مشجعي الكرملين الرئيسيين في التلفزيون الحكومي، بين الغضب والإحباط في العديد من برامجه الحوارية. في دقيقة واحدة كان يلوم الغرب على تسليح أوكرانيا، وفي أخرى يلوم بعض الروس الذين رفضوا القتال، متهما إياهم بعدم الكفاءة وبالجبن.
وذكرت قناة Rybar الشهيرة على Telegram أن التليفزيون الذي تديره الدولة سيحاول "التخفيف من حدة الدواء المر"، بالقول إن التاريخ سوف يصحح الموقف في النهاية لصالح روسيا. وكتبت: "هذه هزيمة في نظر السكان. إنها خسارة الأراضي التي اعترف الاتحاد الروسي بأنها أراضيه".
انتهز بعض النقاد الفرصة لطرح أسئلة حول نظام منح الكثير من السلطة لرجل واحد. وقالت افتتاحية في صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا المستقلة عن بوتين: "قراراته ليست للمناقشة".
WP: هؤلاء هم الخاسرون من الخارج بالانتخابات النصفية الأمريكية
باحث أمريكي: هكذا ساهمت حرب أوكرانيا في تعزيز طموحات أردوغان
ديلي ميل: بوتين مصاب بالسرطان والشلل الرعاش (شاهد)