تتواصل
التحذيرات الصادرة من واشنطن وتل أبيب عن تراجع علاقاتهما، حتى وصلت إلى عقد مؤتمر
خصيصاً لتناول الاتجاهات في علاقاتهما، وخرج بتوصيات من أهمها أن على دولة
الاحتلال إعداد إستراتيجية لوضع تكون فيه بمفردها، بمشاركة نخبة من الخبراء في
الجانبين، الذين وصلوا إلى قناعة مفادها أنه "إذا لم تكن هناك تغييرات في
الاتجاهات، فإن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ستكون في خطر على أجيال
الأبناء والأحفاد".
إيريز
ليفين مراسل صحيفة إسرائيل اليوم، قال إن المتحدثين في المؤتمر الذي عقد مؤخرا في
تل أبيب بعنوان "اتجاهات العلاقات الإسرائيلية الأمريكية"، بإشراف معهد
دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، والمعهد الإسرائيلي للتخطيط الاقتصادي،
ومجموعة رئوت، طالبوا بالتركيز على جيل الشباب في الولايات المتحدة، ممن باتوا
يرون إسرائيل "سيئة".
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21": "رغم أن العلاقات بين الدولتين متينة
حاليا، لكن التقييم للمستقبل متشائم، مما يستدعي من دولة الاحتلال أن تعد إستراتيجيتها لـ"يوم القيامة"، وهو الوضع الذي ستكون فيه بمفردها، في
ضوء وجود مجموعات عنيفة في اليمين الأمريكي، الذين قد يشكلون خطراً على إسرائيل،
مما يتطلب من إسرائيل تركيزها على استهداف اليسار الأمريكي، مع وجود مجموعة كبيرة
في الوسط الأمريكي غير مهتمة بإسرائيل إطلاقا".
هرتسوغ
لم يتردد في انتقاد الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان صاحب مقال "إسرائيل
التي عرفناها اختفت"، زاعما أن "مثل هذه المقالات تكمن في سوء فهم
إسرائيل ومجتمعها بسبب اختلاف الروايات في وسائل الإعلام، ورغم استقرار الوضع
اليوم، فليس سراً أن مستقبل العلاقات بين الدولتين يعتمد أكثر فأكثر على الأجيال
القادمة، ولا شك أن لدينا تحديًا كبيرًا".
هايمان
حذر من أن "إسرائيل يجب أن تستعد لسيناريو لا يكون فيه هناك دعم أمريكي لها في
المحافل الدولية حول العالم، حتى لو استمر الدعم العسكري، وفي غضون 5-10 سنوات،
سيكون الدعم القوي في خطر، وبدون تغيير في الإستراتيجية الإسرائيلية، فسيكون من
الصعب التعامل مع مثل هذا السيناريو".
اقرأ أيضا: عائلة أبو عاقلة تعتبر تحقيق أمريكا في اغتيالها "خطوة مهمة"
سيغال
شاتا المدعية العامة في ولاية نيفادا الأمريكية كشفت أن "معظم اليهود في
الولايات المتحدة ديمقراطيون، لأن وجود إسرائيل لا يهمهم، وينظر اليهود الأمريكيون
إلى الإسرائيليين من زاوية متعالية للغاية، عندما أقف أمام مجموعة، ويقدمونني
كيهودية، أصحح نفسي وأقول إنني أمريكية إسرائيلية، وهذا مثير للاشمئزاز، بسبب هذه
الغطرسة".
وأضافت
في لقاء مع صحيفة مكور ريشون، وترجمتها "عربي21" أن "اليهود
الأمريكيين بالعموم يصوتون للديمقراطيين، الذين يؤيدون الاتفاق النووي مع إيران،
السيئ للغاية لإسرائيل، اليهود هنا يهتمون بأنفسهم فقط، كان الأمر دائمًا على هذا
النحو، وسيظل كذلك دائمًا، لا أفهم كيف يصوتون بهذه النسب العالية لأشخاص مستعدين
صباح الغد لإيذاء إسرائيل، هذا هو واقع الديمقراطيين اليهود، حتى أنهم يطلقون
مفردات "الضفة الغربية" و"الأراضي المحتلة"، بدل "يهودا
والسامرة".
تكشف
هذه المعطيات عن توافق بين الآراء الإسرائيلية بأن "الموضة" الجديدة
للشباب اليهود الأمريكيين تتمثل بالانضمام للحركات التي تنكر وجود دولة الاحتلال،
ما يعني أننا أمام شرخ دراماتيكي سيغير وجه أكبر جالية يهودية في العالم، لأننا
نشهد انعطافا مقلقاً لحكام تل أبيب، ولا يبدو أنه يمكن قلب العجلة إلى الوراء،
بدليل أن الآونة الأخيرة باتت تشهد ارتفاعا في عدد الحوادث المعادية لإسرائيل في
الولايات المتحدة، وتصاعدا في التيار اليهودي التقدمي المعروف بمواقفه السلبية
تجاهها، وما يشكله من انزعاج حقيقي لصناع القرار لدى الاحتلال.
بل
إن نسبة متزايدة من اليهود الأمريكيين لا يؤمنون بدولة يهودية وشرعيتها، ويمعنون
بمقاطعتها، ويعتبرون أن تعريف إسرائيل كدولة فصل عنصري ليس معاداة للسامية، ويرون
أن اعتبار إنكار الحق في الوجود لدولة يهودية معاد للسامية تعريف سخيف، وأظهر آخر
استطلاع أن 22٪ منهم يعتقدون أن إسرائيل منخرطة في تطهير عرقي للفلسطينيين، و25٪
يؤيدون تعريفها بأنها "دولة فصل عنصري"، و60% منهم منفصلون عن الحياة
اليهودية المؤسسية، وعدد المشاركين في الصلاة في كنس الإصلاحيين والمحافظين آخذ
بالانخفاض بشكل كبير، وكذلك المشاركة في أنشطة مركز الجالية اليهودية.
تحذير إسرائيلي من "خطر" نتنياهو على اتفاقيات التطبيع
أكاديمي لنتنياهو: وصلنا للحافة وعليك إنقاذ "إسرائيل" من الخراب
تقدير إسرائيلي: "الكابوس" الأردني يتحقق وقلق في عمّان