نشر
"معهد واشنطن للدراسات" تقريراً للمحلل المتخصص في الشؤون الأمنية
والدفاعية الإيرانية والخليج العربي، فرزين نديمي، قال فيه إن إيران وفنزويلا
وروسيا تدير جسراً جوياً سرياً، في الوقت الذي يبدو فيه أن طهران تكثف نقل
طائراتها الهجومية المسيرة إلى موسكو، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه
الأنشطة مرتبطة ببعضها البعض.
ورأى
أنه يجب على المسؤولين الأمريكيين التفكير ملياً بالأحداث ذات الصلة المحتملة التي
تجري عبر المحيط الأطلسي في أوكرانيا، حيث تحوم الطائرات المسيرة الانتحارية إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" بانتظام فوق مدنها، وتفجّر حمولاتها
شديدة الانفجار على البنية التحتية المدنية.
وأشار
إلى أن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، ترأس وفداً رفيع المستوى إلى طهران خلال
الصيف الماضي، في زيارة أثمرت عن اتفاق تعاون طويل الأمد تضمن استئناف الرحلات
الجوية الأسبوعية بين طهران وكاركاس، مؤكدا أن هناك أدلة مهمة تشير إلى إمكانية استخدام
الرحلات الجوية لنقل عتاد الطائرات المسيرة وغيرها من المعدات العسكرية.
وأوصى
التقرير بأن تطلب الولايات المتحدة من الحكومات الأوروبية فرض عقوبات على شركات "ماهان
إير" و"بويا إير" و"قشم فارس" للطيران، وشركة
"إيران للشحن الجوي"، وعلى شركة "كونفياسا" الفنزويلية إذا
ثبت تورطها في نقل طائرات مسيرة وأسلحة أخرى إلى روسيا، في محاولة للحد من انتشار
الأسلحة الإيرانية ووصولها إلى ساحات المعركة والمدن الأوكرانية.
اقرأ أيضا: صفقة سرية لتصنيع المسيّرات الإيرانية بروسيا.. ما المقابل؟
ولفت
إلى أن واشنطن حذرت من أن الأطراف التي تقوم بتزويد قطع غيار وتقديم خدمات التزود
بالوقود والصيانة والتصليح لهذه الكيانات، من شأنها أن تنتهك ضوابط التصدير
الأمريكية، وتُخضع الأطراف لتدابير مرتبطة بتطبيق العقوبات.
وأكد
أن القيود الأمريكية لا تثني طهران، لذلك قد تكون هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات أكثر
صرامة لمراقبة وتقليص الشبكات الإيرانية التي تُمكّن من انتشار الأسلحة إلى روسيا، لا سيما بالنظر إلى احتمال مشاركة جهات خارجية مثل فنزويلا.
واعتبر
أنه يجب على المسؤولين إقناع أذربيجان وتركمانستان بإغلاق مجالهما الجوي أمام
الرحلات الجوية من طهران إلى موسكو عبر بحر قزوين، وبالتالي تعطيل هذا الامتداد
للجسر الجوي بين فنزويلا وإيران وروسيا.
وأضاف:
"قد تجد الأطراف ذات العلاقة طرقاً بحرية وبرية بديلة لا يمكن إغلاقها
بسهولة. ومع ذلك، يمكن مراقبة مثل هذه الطرق بسهولة أكبر، كما أن استخدامها سيكبد
الدول المعنية المزيد من التكاليف".
وقال
التقرير إن شركة "ماهان" ساعدت شركة "كونفياسا" على إنشاء
شركة تابعة للشحن حملت اسم "إمتراسور"، والتي بدأت عملها مطلع 2022، بواسطة
طائرة واحدة استأجرتها من "ماهان إير"، انطلاقاً من قاعدة "إل
ليبرتادور" الجوية.
وعملت
الشركة كذراع جوي استراتيجي لسلاح الجو الفنزويلي، مع قيامها برحلات منتظمة إلى
طهران وموسكو وبلغراد.
وتضم
قاعدة "إل ليبرتادور" مصنعاً لخدمات الطيران تابعاً لـ"إيانسا"، وهي شركة مشتركة بين "كونفياسا" و"الشركة
الفنزويلية للصناعات العسكرية" ("كافيم").
وتقوم
"إيانسا" بصيانة طائرات مسيرة تعود للقوات المسلحة الفنزويلية، بما فيها
الطائرة الإيرانية "مهاجر-2"، وتصميم الجناح الطائر "ANSU-200" الذي تم كشف
النقاب عنه مؤخراً، والذي يشبه إلى حد بعيد طراز "شاهد-171" التابع لـ"الحرس
الثوري" الإيراني.
وبالقرب
من القاعدة الجوية "إل ليبرتادور"، يقع مصنع أسلحة مملوك لـ"كافيم" يشرف على برنامج البلاد للطائرات دون طيار.
احتجاجات بذكرى "تظاهرات 2019".. وهجوم مسلح بخوزستان
بايدن وأردوغان يستبعدان مسؤولية روسيا عن تفجير بولندا
تفاصيل مباحثات أمريكية روسية بأنقرة.. لماذا سقطت أوكرانيا؟