حذر خبير
إسرائيلي، من
تداعيات الأزمات والهزات المختلفة التي تضرب
الاحتلال الإسرائيلي بلا توقف في
العقد الأخير، والتي تعمق شرخ المجتمع الإسرائيلي وتدخله من معركة لأخرى، بما ينذر
بنهاية "إسرائيل".
وأكد الخبير في الشؤون
الأمنية والعسكرية في مقاله بصحيفة "
معاريف" أفرايم غانور، أن
"العقد الأخير يعد كإحدى الفترات الأكثر ظلامية والأصعب في سجل التاريخ
السياسي والاجتماعي لإسرائيل، والذي برزت فيه أزمة الزعامة".
وذكر أن زعيم حزب
"الليكود" المكلف بتشكيل الحكومة، بنيامين
نتنياهو، "تولى على نحو
متواصل على مدى هذا العقد منصب رئيس الوزراء من 2009 وحتى حزيران/يونيو 2021،
وأزمة الزعامة، التي كانت من مميزات هذا العقد، نبعت ليس فقط من سبع حملات
انتخابية للكنيست جرت في هذا العقد، بل لأول مرة منذ قيام إسرائيل أدين رئيس الوزراء، يهود أولمرت بتلقي الرشوة في ظروف خطيرة، الغش وخيانة الأمانة، وكل ذلك بعد
أن أدين الرئيس الثامن لإسرائيل، موشيه كتساف بجرائم الاغتصاب، وأفعال شائنة وتحرش
جنسي".
ونوه الخبير، إلى أنه
"مما زاد هذه الظلمة؛ الجرائم الثلاث في لائحة الاتهام ضد رئيس الوزراء
نتنياهو، بينما هو الآن يتولى منصبه، وكانت بمثابة الزيت الذي رش على شعلة
الكراهية التي نشبت بين المعسكرين".
وأوضح أن "هزات
الانتخابات التي لا تتوقف في نهاية العقد، ساهمت جدا في الشرخ الاجتماعي الذي تعمق
من حملة انتخابية إلى أخرى، وهذا الشرخ شق الجمهور، دهور الكنيست نحو درك أسفل لم
يشهد له مثيل، وخلق أجواء عشية حرب أهلية، وأجواء دولة تعد نهايتها تنازليا".
ولفت غانور، إلى أن
الأجواء التي خلقتها أزمة كورونا عام 2020، بأنها ستوحد الجمهور، حينما انضم بيني
غانتس وحزب العمل إلى الطوارئ لنتنياهو، "لم تصمد طويلا، فقد أدت حملة
الانتخابات في الكنيست الـ 24 إلى إنهاء الولاية الطويلة لنتنياهو في أعقاب انضمام
حزب "يمينا" برئاسة نفتالي بينيت إلى كتلة التغيير، وخلق ارتباط بينيت
مع يائير لابيد وغانتس و"العمل" و"ميرتس"، وحزب "القائمة
العربية الموحدة"؛ وهو ما عد بعدا آخر ومختلفا في السياسة الإسرائيلية".
وأكد أن العدوان
الإسرائيلي على غزة عام 2021 والذي استمر 11 يوما، والذي أطلق عليه إسرائيليا
"حملة حارس الأسوار"، "جعل منظومة العلاقات مع العرب داخل إسرائيل أكثر
تفجرا والحكومة الجديدة التي قامت هنا بمساعدة "الموحدة"، أثارت
الخواطر".
وفي خلفية كل هذا،
تجري محاكمة نتنياهو على تهم الفساد المنسوبة إليه، "ورغم كل هذا انتخب مرة
أخرى في انتخابات الكنيست الـ 25 لرئاسة الوزراء، وفي هذه الساعات يعمل بكل القوة
لإقامة حكومة يمينية صرفة، كفيلة بأن يتولى فيها آريه درعي منصب وزير المالية،
بتسلئيل سموتريتش منصب وزير الحرب، وإيتمار بن غفير منصب وزير الأمن
الداخلي".
ورأى الخبير
الإسرائيلي، أن المعطيات سابقة الذكر، تؤكد أن "صورة هذا العقد باتت تسود
أكثر وتثير القلق"، مضيفا: "كثيرون جدا ممن شاركوا في حروب إسرائيل
وقدموا الخدمة العسكرية الكاملة بنية أن يكونوا مخلصين لدولة اليهود التي يتحمل
فيها الجميع العبء بشكل متساوٍ، سيفهمون لماذا هذا العقد هو الأكثر ظلمة".