يواصل المستوطنون اليهود اقتحاماتهم للمسجد
الأقصى على مدار الساعة، في استفزاز سافر لمشاعر
الفلسطينيين والمسلمين حول العالم، وسط توقعات بأن تزداد هذه
الاقتحامات مع تشكيل الحكومة اليمينية الجديدة، رغم ما يشكله ذلك من تصعيد للصراع، مما حدا بظهور أصوات إسرائيلية تدعو لعدم تمكين هؤلاء
المستوطنين من اقتحام الأقصى، وأداء طقوسهم التلمودية فيه.
وعلى إثر هذه الاقتحامات طالب البروفيسور يتسحاق رايتر رئيس الجمعية الإسرائيلية للشرق الأوسط والدراسات الإسلامية بجامعة رايخمان، بمنع المتطرفين اليهود من هذه الممارسات الاستفزازية للعديد من الأسباب، التي نشرها في مقاله بصحيفة
يديعوت أحرونوت، وترجمتها "عربي21".
ويقول رايتر، إن السبب الأول أنه "لا يمكن فصل المسجد الأقصى عن السياق الأوسع للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يتعرض الفلسطينيون للتمييز في جميع المجالات، وبالنسبة لهم فإن المسجد الأقصى هو آخر معاقلهم، وهم قلقون أن يُسحب منهم ثالث أقدس مكان في الإسلام"، أما ثاني هذه الأسباب فهو "أن مبادئ القانون الدولي والأمم المتحدة واتفاقيات جنيف لا تجيز للدولة التي احتلت منطقة من الأرض أن تلحق الأذى بالأماكن المقدسة للمحتل".
وأضاف أن السبب الثالث "يكمن في ادعاء الأقدمية، بزعم أن اليهود يدعون أننا (كنا هنا أولاً)، وهذا غير صحيح فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، فحقيقة أن المكان ضمّ معبدًا يهوديًا منذ 800 عام، وحتى ما يقرب من 2000 عام، لا يفوق حقيقة وجود مسجد إسلامي منذ 1400 عاما، وإذا قبلنا مبدأ أن لكل أمة الحق في العودة، وإقامة العبادة في مكان كان مقدسًا لها منذ مئات السنين، رغم تغير أصحابه، فسيؤدي ذلك إلى فتح بوابة لن تغلق، وبعد ذلك من سيحمي اليهود من الادعاءات المسيحية التي احتل اليهود أماكنهم في فترات تاريخية قديمة".
وأشار إلى أن "السبب الرابع يكمن في الادعاء باستعادة العبادة اليهودية في مكان مقدس قديم، وأصبح منذ سنوات عديدة مكان العبادة الحصري للمسلمين، وهو ادعاء يستند لقواعد قديمة، ويعني تطبيق قوانين التوراة في العالم المعاصر، وهذا أمر سخيف بالنسبة لمعظم العالم اليهودي اليوم، أما السبب الخامس فمن يرغبون بالصلاة في المسجد الأقصى أقلية بين اليهود المتدينين في إسرائيل والعالم، حيث تعارض الحاخامية الكبرى اقتحامه، بمن فيهم حاخامات مهمون في الصهيونية الدينية".
وأكد أن السبب السادس يتمثل في "أن الطقوس التلمودية لا تعلو على الاعتبارات الأمنية والسياسية، والتغيير في الوضع الراهن للأقصى يهدد المصالح السياسية والأمنية لإسرائيل بعدة طرق، أهمها خطر اندلاع حرب دينية، وانتفاضة بين الفلسطينيين في الضفة والقطاع، وأشقائهم فلسطينيي48، مما سيلحق أضرارا بالدولة، واتفاقيات التطبيع، وعلاقاتها الخارجية، وتزايد المقاومة، واتساع كراهية اليهود في العالم".
وختم بالقول إن "السبب السابع يتعلق بأنه طالما استمر النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، فلا يمكن للمسلمين استيعاب صلاة اليهود في المسجد الأقصى، أما بعد انتهاء النزاع، وحلّه، فسيكون من الممكن إجراء حوار بين المسلمين واليهود حول هذا الموضوع، وربما التوصل إلى اتفاق حول ذلك، بشروط يتم تحديدها بين الطرفين".