تسعى
الولايات المتحدة وروسيا، لمنع
عملية برية تركية في الشمال السوري، وتضغطان على
حزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني بالانسحاب إلى عمق 30 كيلومترا.
وتجري القوات التركية استعداداتها لشن عملية برية في الشمال السوري لاستكمال "الحزام الأمني" على طول حدودها الجنوبية، ومن المتوقع أن تكون "عين العرب" و"تل رفعت" و"منبج" وجهة العملية العسكرية المرتقبة.
وذكرت صحيفة "
ملييت" التركية، أن الولايات المتحدة وروسيا تمارسان الضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب الكردية، للانسحاب حتى عمق 30 كيلومترا من خط الحدود من أجل إقناع
تركيا بعدم القيام بالعملية البرية.
وبينما تنتشر عمليات القوات التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية بالمناطق السورية، فإنها تحدث التأثير الأكبر في عين العرب ومحيطها بشكل خاص.
ويكبد "الجيش الوطني السوري" المعارض، المنظمة خسائر كبيرة من خلال أعمال التسلل إلى منطقة تل رفعت.
وتواصل القوات التركية إرسال تعزيزات واستعدادات لشن عملية برية في الشمال السوري، ومن المتوقع أن تكون "عين العرب" التي تقع قرب الحدود، ومنبج وتل رفعت غربي الفرات مناطق العمليات المحتملة.
وتعد "تل رفعت" ذات أولوية بالنسبة للقوات التركية، من أجل وضع حد لهجمات الوحدات الكردية المسلحة على أعزاز وعفرين ومحيطها، وفي هذا السياق كشفت الصحيفة عن مباحثات من الخبراء العسكريين الروس في تلك المنطقة.
عروض روسية وأمريكية للمنظمة
وبينما تستمر الاستعدادات التركية، فإن الخبراء السياسيين والعسكريين لروسيا والولايات المتحدة في
سوريا يحاولون منع العملية المحتملة.
وفي اجتماع عقد في قامشلي، طلب الروس من المنظمة الكردية، الانسحاب إلى عمق 30 كيلومترا، من أجل منع العملية، حيث تطالب تركيا بـ"حزام أمني" حتى ذلك العمق.
وطلبت
روسيا من حزب الاتحاد الديمقراطي الانسحاب من خط الحدود مع تركيا، إلى حدود الطريق السريع "أم4"، بموجب اتفاق سابق بين أنقرة وموسكو وواشنطن، وترك المنطقة للنظام السوري.
وإذا قبلت المنظمة الكردية العرض الروسي، فسيتم نشر قوات النظام السوري، وكذلك الجنود الروس في المنطقة.
وفي الوقت الذي تواصل فيه روسيا ضغطها، فقد قدمت الولايات المتحدة عرضا مماثلا لوحدات حماية الشعب الكردية، وطالبتها بالانسحاب إلى عمق 30 كيلومترا، مع نشر قوات أمريكية في المنطقة.
وكشفت الصحيفة التركية، أن أنقرة لا تنظر بإيجابية إلى العروض الروسية والأمريكية.
وأرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية في ريف الحسكة، ووصلت 100 شحنة محملة بالأسلحة والعربات المدرعة إلى القواعد الأمريكية في "تل بدر" قادمة من معبر الوليد بين العراق وسوريا.
والأحد، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده لها "حق التصرف" في المناطق التي حددتها خارج حدودها من أجل حماية أمنها، وأنه "لا يمكن لأحد أن يمنعها من استخدام هذا الحق".
وأجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، برفقة قادة الجيش، الأحد، جولة على الحدود العراقية، بعد اجتماع له مع قادة الجيش في مركز قيادة العمليات البرية التابع لقيادة القوات البرية في العاصمة أنقرة، السبت.