أعلن مسؤول أوكراني عن عدد قتلى القوات المسلحة لبلاده منذ بداية الحرب مع
روسيا، وذلك في أول تقييم لعدد القتلى منذ نهاية آب/ أغسطس.
وكشف المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولاك لشبكة تلفزيونية أوكرانية، الخميس، أن القوات المسلحة لبلاده فقدت ما بين عشرة آلاف و13 ألف جندي حتى الآن.
وقال بودولاك للقناة 24: "لدينا أرقام رسمية من هيئة الأركان العامة وأرقام رسمية من القيادة العليا، ووفقا لتقديراتهم قُتل (بين) 10 آلاف و12500".
وأضاف: "نحن صريحون في الحديث عن عدد القتلى"، مشيرا إلى أن عدد الجنود المصابين أكبر من القتلى.
وقال أوليكسي أرستوفيتش مستشار زيلينسكي، في مقابلة عبر دائرة تلفزيونية، الأربعاء، إن حصيلة القتلى الروس نحو سبعة أضعاف مثلها من الأوكرانيين.
وفي السياق، جدد الرئيس الأمريكي جو
بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون، الخميس، التزامهما بالتصدي للغزو الروسي لأوكرانيا في اجتماع بالبيت الأبيض، أقر فيه الحليفان أيضا بوجود حالة من التوتر فيما يتعلق بالتعامل مع الضغوط الاقتصادية للحرب، وفقا لرويترز.
يستضيف بايدن ماكرون في أول زيارة رسمية منذ تولي الرئيس الأمريكي منصبه في أوائل عام 2021. واستقبل بايدن وزوجته جيل، ماكرون وزوجته بريجيت، بالعناق والقبلات والابتسامات العريضة، محتفلين بأكثر من 200 عام من العلاقات الأمريكية الفرنسية.
وفي بيان مشترك صدر بعد محادثات في المكتب البيضاوي، قال الزعيمان إنهما ملتزمان بمحاسبة روسيا "على الفظائع وجرائم الحرب الموثقة على نطاق واسع التي ارتكبتها كل من القوات المسلحة النظامية ووكلائها" في أوكرانيا.
وتعهد الزعيمان بالتنسيق بشأن مخاوفهما المتمثلة في "تحدي الصين للنظام العالمي القائم على القواعد، بما في ذلك احترام حقوق الإنسان، والعمل مع الصين بشأن القضايا العالمية المهمة مثل تغير المناخ".
وفي مراسم استقبال بالحديقة الجنوبية، أشاد بايدن بفرنسا، باعتبارها "أقدم حليف لنا وشريكنا الذي لا يتزعزع في قضية الحرية". واحتفل الزعيمان بتحالف بلديهما ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكمدافعين عن الديمقراطية.
وقال بايدن: "فرنسا والولايات المتحدة تواجهان الطموح الجشع لفلاديمير بوتين في الغزو... (و) تدافعان عن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان العالمية، التي تأتي في صميم اهتمام بلدينا".
ومضى بايدن يقول: "هذا لا يعني أننا نتفق على كل شيء منفرد. لكن هذا يعني أننا نتفق على كل شيء تقريبا".
وقال ماكرون إن الدولتين تتحملان مسؤولية مشتركة لحماية الديمقراطيات على جانبي المحيط، ومواجهة العواقب المباشرة وغير المباشرة للحرب في أوكرانيا معا.
ووصل ماكرون وزوجته إلى واشنطن يوم الثلاثاء، في ثاني زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الفرنسي للولايات المتحدة منذ توليه المنصب في 2017.
واجتمع بايدن (80 عاما) وماكرون (44 عاما) كثيرا في محافل دولية، لكن هذه المرة سيقضيان أكبر قدر من الوقت معا. تم الإعداد لعشاء رسمي فاخر، تم من أجله استقدام 200 من قشريات جراد البحر (اللوبستر) من ولاية مين.
وابتسم الرجلان، وبدا عليهما الارتياح المتبادل قبل حديثهما.
قانون أمريكي "صارم للغاية"
ومن المتوقع أن يناقش ماكرون مع بايدن المخاوف الفرنسية والأوروبية إزاء الإعانات المقدمة بموجب القانون الأمريكي لخفض التضخم، الذي يقدم دعما كبيرا بقيمة 430 مليار دولار للمنتجات أمريكية الصنع، ويستهدف التصدي لأزمة المناخ.
ويقول القادة الأوروبيون إن القانون الذي وقعه بايدن، في أغسطس/ آب، غير عادل للشركات غير الأمريكية، وسوف يمثل ضربة قاصمة للاقتصادات الأوروبية، في الوقت الذي تحاول فيه أوروبا السيطرة على تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في فبراير/ شباط.
وفي حديث له مع رويترز شريطة عدم ذكر اسمه، قال أحد المشاركين في الاجتماع، الذي عقد أمس مع مشرعين أمريكيين بمكتبة الكونجرس، إن ماكرون وصف قانون خفض التضخم بأنه "عدواني للغاية" تجاه الشركات الأوروبية.
وأخبر ماكرون الجالية الفرنسية في واشنطن أن تكلفة الحرب في أوكرانيا أعلى بكثير في أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة، وأن أوروبا تواجه خطر التخلف عن الركب إذا نجحت الإعانات المقدمة بموجب القانون الأمريكي في جذب استثمارات جديدة. وحذر ماكرون من أن هذا يمكن أن "يفتت الغرب".
ولم يكن هناك ما يشير إلى أن بايدن مستعد لتقديم تنازلات.
وعند سؤالها عن المخاوف الأوروبية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير إن القانون "يقدم فرصا مهمة للشركات الأوروبية، بالإضافة إلى فوائد لأمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي".
خلافات حلف شمال الأطلسي
وسعى الزعيمان إلى تعزيز الدعم للجيش الأوكراني.
واجتمع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بوخارست، وتعهدوا بتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا؛ للمساعدة في مواجهة الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة مع اقتراب فصل الشتاء.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن حلف شمال الأطلسي، الذي تعد الولايات المتحدة وفرنسا من أعضائه المؤسسين، ناقش أيضا كيفية مواجهة التحديات الناجمة عن تصاعد القوة العسكرية للصين وتعاونها مع روسيا. وقال ماكرون في وقت سابق إن الصين يجب ألا تكون محور تركيز حلف شمال الأطلسي.