كشفت شهادات لنشطاء
ومسلحين في درعا، عن تفاصيل مقتل زعيم
تنظيم الدولة الهاشمي القرشي في درعا منتصف
الشهر الماضي، في عملية قالت القوات الأمريكية، إن عناصر من الجيش السوري الحر،
نفذتها في جنوب
سوريا.
واستعرضت وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف
ب" شهادات لعدد من النشطاء والمسلحين في درعا، وكشفوا أن العملية وقعت في
مدينة جاسم جنوب درعا، وقتل فيها القرشي مع عدد من عناصر تنظيمه.
الناشط المعارض عمر الحريري، قال إن قوات
النظام أبلغت وجهاء مدينة جاسم بوجود عناصر متوارين من التنظيم في مدينتهم، وطلبت
منهم إعداد مقاتلين محليين ومعارضين سابقين للمشاركة في عملية عسكرية.
وتسيطر قوات النظام منذ 2018 على محافظة درعا،
حيث يتواجد مقاتلون معارضون أجروا اتفاقات تسوية مع دمشق واحتفظوا بأسلحتهم.
ويروي مقاتل قال إنه شارك في العملية الأمنية:
"بعد تبادل المعلومات مع النظام، حدّدنا المنازل" التي يتوارى فيها
عناصر التنظيم في جاسم وقرية محاذية.
ويتابع: "المعلومات المتاحة حينها كانت
حول وجود خلايا أمنية للدواعش، ومركز لعملياتهم في جنوب سوريا، وأميرهم المسؤول عن
درعا"، مضيفاً: "لم يبلّغنا أحد أن زعيم داعش كان هناك".
وشارك في العملية، التي استمرت خمسة أيام،
بدءاً من 14 تشرين الأول/ أكتوبر، مقاتلون محليون من المدينة، بمساندة ميدانية من
عناصر الفيلق الخامس، وهو فصيل أسسه الروس من مقاتلين معارضين سابقين ليقاتل إلى
جانب قوات النظام، ودعم مِدفعي من قوات النظام التي طوّقت المدينة.
ويقول المقاتل: "اعتقدنا بداية أن العملية
ستنتهي في اليوم ذاته، لكن عددهم قارب المئة، وقد فجّرَ اثنان منهم نفسيهما"
مع بدء العملية.
وتركزت المعارك على خمسة منازل، قبل أن تشمل 20
منزلاً. وانتهت بمقتل عناصر من التنظيم، بينهم عراقي ملقّب بأبي عبد الرحمن
العراقي.
ووفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، فجّر
العراقي نفسه في منزل كان يتحصّن فيه بعدما أخرج عائلته منه.
وليس مؤكداً ما إذا كان أبو عبد الرحمن العراقي
هو نفسه الهاشمي القرشي، أو أحد القتلى الذين بقيت هوياتهم مجهولة.
ويقول المقاتل: "أتى مسؤولون من النظام
للتعرّف على الجثث، وعرّفوا عن العراقي بأنه أمير التنظيم في درعا، ومسؤول عن
عمليات اغتيال وخطف، لكنهم لم يقولوا إنه أمير داعش الرئيسي".
ويشير إلى أن "جثث القتلى التي تمّ التعرف
عليها دفنت في جاسم، فيما أخذ الأمن الجنائي السوري الجثث المجهولة الهوية للتعرّف
عليها".
وكان النظام السوري، أعلن في 14 تشرين الأول/أكتوبر، بخبر عبر وكالة
أنبائه الرسمية "سانا"، أن "مجموعات أهلية وبمساندة الجيش، بدأت
عملية ضد تنظيم الدولة في جاسم".
وفي اليوم التالي، قال مصدر أمني لـ"سانا"
إن المواجهات دارت في الحي الشمالي، مشيراً إلى وجود "أمراء" من التنظيم
أحدهم عراقي.
وفي 17 من الشهر ذاته، أعلن المصدر الأمني "القضاء
على كامل أفراد المجموعة الإرهابية"، مشيراً إلى أن وحدات الجيش "تفرض
طوقاً نارياً حول المدينة، وتنفذ استهدافات مركزة بالوسائط النارية المناسبة
لمواقع وتحركات إرهابيي داعش" على حد قوله.