أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ، عن قلقه من أن القتال في أوكرانيا قد يخرج عن نطاق السيطرة ويصبح حربا شاملة كبرى بين
روسيا والحلف، فيما حذرت الولايات المتحدة من تشكل
شراكة دفاعية كاملة بين موسكو وطهران.
حرب شاملة
وقال الأمين العام للناتو، في مقابلة مع محطة الإذاعة النرويجية "NRK": "إذا ساءت الأمور فإنها يمكن أن تتطور بشكل كبير، إلا أننا نعمل كل يوم على تجنب ذلك".
وقال إنه "لا شك في أن تحول الصراع في أوكرانيا إلى حرب شاملة أمر محتمل".
ولفت ستولتنبرغ إلى أنه "كان من المهم تجنب صراع يشمل المزيد من الدول في أوروبا".
وتتهم روسيا حلفاء
الناتو بأنهم أصبحوا طرفا فعليا في الصراع من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وتزويد الاستخبارات العسكرية بمهاجمة القوات الروسية.
أمريكا تحذر من شراكة دفاعية بين روسيا وإيران
وأعربت الولايات المتحدة، عن قلقها من تشكّل "شراكة دفاعيّة كاملة" بين موسكو وطهران وصفتها بأنّها تلحق "ضررا" بأوكرانيا وجيران إيران والعالم، فيما نفت روسيا حاجتها إلى دعم عسكري.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين إن "روسيا تسعى للتعاون مع إيران في مجالات مثل تطوير الأسلحة والتدريب".
وأضاف أن موسكو "تقدم لإيران مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والتقني" الأمر الذي "يحوّل علاقتهما إلى شراكة دفاعية كاملة".
وتابع: "اطلعنا أيضًا على تقارير تفيد بأن موسكو وطهران تدرسان إنشاء خط إنتاج مشترك للطائرات المسيّرة القاتلة في روسيا. نحضّ إيران على عكس المسار وعدم اتخاذ هذه الخطوات".
وأوضح كيربي أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على "ثلاثة كيانات مركزها روسيا" تنشط خصوصا في "حيازة الطائرات المسيّرة الإيرانية واستخدامها".
وتدرس الولايات المتحدة "إجراءات أخرى للرقابة على الصادرات" يُفترض أن "تُقيّد وصول إيران إلى تقنيات حساسة"، وفق المسؤول.
وقال المتحدث إن الولايات المتحدة قلقة من أن روسيا "تعتزم تزويد
إيران بمعدات عسكرية متطورة" بينها مروحيات وأنظمة دفاع جوي.
صواريخ باليستية إيرانية لروسيا
وأشار كيربي إلى تقارير عن تدريب طيارين إيرانيين على قيادة مقاتلات متطورة من طراز "سوخوي سو-35" في روسيا، وقد تحصل طهران على هذا الطراز من الطائرات في غضون العام المقبل، وهو ما "سيعزز بشكل كبير القوات الجوية الإيرانية مقارنة بجيرانها".
وقال إن الولايات المتحدة تعتقد أيضا أن إيران تدرس بيع "مئات الصواريخ البالستية" لروسيا.
بدوره، انتقد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الجمعة "الصفقات القذرة" بين موسكو وطهران، قائلا في بيان إن إيران أرسلت طائرات مسيّرة إلى روسيا مقابل "دعم عسكري وتقني" من موسكو.
وأصدرت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا ودوارد بيانا، قالت فيه إن "روسيا تنفي (وجود) هذه الخطط. لكنها أنكرت أيضا أنها ستغزو أوكرانيا، لذلك فنحن لا نصدقها".
وقالت ودوارد للصحفيين: "تحاول روسيا الآن الحصول على مزيد من الأسلحة بما في ذلك مئات الصواريخ الباليستية".
وأضافت: "في المقابل، تعرض روسيا على إيران مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والفني. نحن قلقون من أن تكون روسيا تعتزم تزويد (طهران) بمكونات عسكرية أكثر تقدما، بما يسمح لإيران بتعزيز قدرات أسلحتها".
وأشارت إلى أن بريطانيا "شبه متأكدة من أن روسيا تسعى للحصول على أسلحة من كوريا الشمالية ودول أخرى تخضع لعقوبات شديدة بسبب تراجع مخزوناتها بشكل ملموس".
روسيا تنفي تلقي أسلحة من طهران
وفي اجتماع لمجلس الأمن الدولي بعد ظهر الجمعة حول مسألة توريد الأسلحة لطرفَي الحرب في أوكرانيا، نفت روسيا مرة أخرى تلقي أسلحة من طهران، دون الإشارة إلى الاتهامات الأمريكية بدعمها لإيران.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن "المجمع الصناعي العسكري الروسي يعمل بشكل جيد للغاية ولا يحتاج إلى دعم من أحد"، مشيرًا إلى أنه "دحض في عدة مناسبات" هذه الاتهامات.
واعتبر أن "الصناعة العسكرية الأوكرانية غير موجودة"، مستنكرًا "الحرب بالوكالة" التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها بتسليم الأسلحة إلى كييف مخاطرةً بأن ينتهي الأمر بتلك المعدات في أيدي "إرهابيين".
وأضاف السفير الذي دعا إلى الاجتماع لبحث هذه النقطة، أن "الوضع يخرج عن نطاق السيطرة لدرجة أن الأسلحة الموجهة إلى كييف تظهر الآن في السوق السوداء ليس فقط في أوروبا ولكن أيضا في الشرق الأوسط وأفريقيا".