اعتذر رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الإثنين في خطاب في لاهاي باسم الحكومة عن دور الدولة الهولندية في
العبودية، معتبرا أنها جريمة ضد الإنسانية، في الوقت الذي تعرف فيه البلاد انقساما بشأن الاعتذار.
وقال روته في خطاب عن العبودية: "اليوم، أقدم اعتذارات باسم الحكومة الهولندية عما قامت به الدولة الهولندية في الماضي: لجميع العبيد في جميع أنحاء العالم الذين عانوا من هذا النشاط. لبناتهم وأبنائهم ولكل أحفادهم".
وجاء الخطاب بشأن ضلوع
هولندا في 250 عامًا من الاتجار بالبشر في المستعمرات السابقة في الوقت الذي يؤدي فيه عدة وزراء هولنديين زيارات إلى سبع مستعمرات سابقة "لمناقشة" القضية مع مواطنيها.
أثارت رغبة الحكومة في الاعتذار والذي تسرب خبره إلى الصحافة الهولندية في تشرين الثاني/نوفمبر، جدلًا حادًا في هولندا وخارجها لأسابيع، حيث أظهر استطلاع حديث أن 38 بالمئة فقط من السكان البالغين في هولندا يفضلون إصدار الدولة اعتذارا رسميا عن العبودية.
وأرادت المنظمات المختصة في بحث تاريخ العبودية وإرثها أن يتم تقديم الاعتذار في الأول من تموز/يوليو، وهو التاريخ الذي يوافق 150 عامًا على انتهاء العبودية في احتفال سنوي يسمى "كيتي كوتي" (كسر القيود) في سورينام.
كما قالت رئيسة وزراء جزيرة سانت مارتن في الكاريبي سيلفيريا جاكوبس لوسائل إعلام هولندية السبت إنها لن تقبل اعتذار هولندا إذا قدمته الاثنين.
وساهمت العبودية في تمويل "القرن الذهبي" الهولندي، وهي فترة ازدهار من خلال التجارة البحرية في القرنين السادس عشر والسابع عشر. وقامت البلاد بالاتجار بنحو 600 ألف أفريقي خصوصا نحو أمريكا الجنوبية والكاريبي.
في أوج إمبراطوريتها
الاستعمارية، كانت للمقاطعات المتحدة المعروفة حاليا باسم هولندا، مستعمرات مثل سورينام وجزيرة كوراساو الكاريبية وجنوب أفريقيا وإندونيسيا حيث كان مقر شركة الهند الشرقية الهولندية في القرن السابع عشر.
وفي السنوات الأخيرة، بدأت هولندا النظر في إرث دورها في العبودية وتاريخها الاستعماري والتي بدونه لم تكن المدن الهولندية ومتاحفها الشهيرة لتصبح ما هي عليه اليوم.
مع نشوء حركة "حياة السود مهمّة" في الولايات المتحدة، تجدد النقاش في هولندا حيث لا تزال العنصرية تطبع حياة مواطني المستعمرات السابقة.