شهد العام 2022 مقتل قيادات جهادية بارزة، بينهم اثنان من زعماء
تنظيم الدولة، إضافة إلى زعيم تنظيم
القاعدة، أيمن
الظواهري.
ورصدت "عربي21" تراجعا لزخم عمليات تنظيم الدولة في العام 2022، مقارنة بالعام الماضي، لا سيما في أفريقيا وأفغانستان.
وخسر التنظيم اثنين من زعمائه الذين جاؤوا خلفا لأبي بكر البغدادي، الذي اغتيل بغارة أمريكية شمالي سوريا عام 2019.
القاعدة.. نهاية حقبة الظواهري
أعلنت الولايات المتحدة، نهاية تموز/ يوليو الماضي، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة جوية بطائرة دون طيار بحي شيربور في العاصمة الأفغانية كابول.
وبحسب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فإن المنزل الذي اغتيل فيه الظواهري بحي شيربور الراقي، مملوك للقيادي في حركة "طالبان" سراج الدين حقاني.
اللافت أنه رغم مرور نحو نصف عام على إعلان اغتيال الظواهري، إلا أن تنظيم "القاعدة" لم يعلق على الإعلان، ولم يسمّ جهاديا آخرا زعيما جديدا للتنظيم.
ورجحت تقديرات أمريكية أن يتولى المصري محمد صلاح الدين زيدان، الملقب بـ"سيف العدل"، قيادة التنظيم.
ميدانيا، لم يقم تنظيم القاعدة بعمليات لافتة في العام 2022، وواصلت مجموعات موالية له فكريا عملياتها ضد القوات الحكومية في
الصومال ومالي، ودول أفريقية أخرى.
تنظيم الدولة.. خسارة قرشيين
خسر تنظيم الدولة اثنين من زعمائه خلال العام 2022، ففي شباط/ فبراير 2022، قتل "أبو إبراهيم القرشي"، بعد تنفيذ الولايات المتحدة غارة جوية على منزل كان يسكنه في بلدة أطمة شمالي إدلب السورية.
ونعى التنظيم حينها "أبو إبراهيم القرشي"، الذي قاد التنظيم بعد "أبو بكر البغدادي" لنحو عامين ونصف، وسمّى "أبو الحسن الهاشمي القرشي" زعيما جديدا للتنظيم خلفا له.
ولم تدم فترة زعامة "أبو الحسن القرشي" طويلا، إذ أعلن عن مقتله في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، بمعارك مع فصائل معارضة للنظام في منطقة درعا جنوبي سوريا.
كما فقد التنظيم في العام 2022 المتحدث الرسمي باسمه "أبو حمزة القرشي"، الذي قتل إلى جانب "أبو إبراهيم القرشي" في إدلب.
وبرغم ذلك، واصل التنظيم عملياته في دول مختلفة، وشن هجمات دموية، على غرار مرقد شيراز الشيعي بإيران، والتفجير الانتحاري بمسجد شيعي في بيشاور بباكستان، في هجمات خلفت عشرات القتلى والجرحى.
كما واصل التنظيم في العام 2022 نشاطاته في وسط وغرب أفريقيا، وفي صحراء سيناء، وفي البادية وسط سوريا، وفي مناطق أخرى شرق البلاد.
وفي العراق، لم تتوقف العمليات اليومية لتنظيم الدولة في محافظات مختلفة، مستهدفة قوات الأمن والشرطة الاتحادية.
إلا أن التنظيم تراجع في أفغانستان التي تحكمها "طالبان"، ولم يعد ينفذ هجمات شبه يومية، بخلاف الفترة الأولى من حكم "طالبان" في النصف الثاني من العام 2021.
"الشباب" و"نصرة الإسلام"
بعيدا عن تنظيم الدولة، وقريبا من "القاعدة"، تبرز عدة جماعات جهادية مسلحة في أفريقيا، تحديدا، أهمها حركة "الشباب المجاهدين" في الصومال، وجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، التي كانت قد بايعت الظواهري قبل مقتله.
وتنشط الجماعة المتكونة من تحالف أربع جماعات رئيسية في دول مالي، والنيجر، وصحراء ليبيا، وجزء واسع من عملياتها يتم ضد تنظيم "الدولة".
وبحسب خبير الجماعات الجهادية حسن أبو هنية، فإنه "إذا كان تنظيم القاعدة قد تراجع في مركزه في أفغانستان، وبعض فروعه في الخليج العربي، وجنوب شرق آسيا، فقد شهدت فروع أخرى في أفريقيا انتعاشاً كبيراً".
ولفت أبو هنية في
مقال سابق بـ"عربي21" إلى تنوع مكونات "نصرة الإسلام والمسلمين"، التي ضمت إلى جوار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كلاً من جبهة تحرير ماسينا التي تمثل عرقية الفولاني، وجماعة أنصار الدين التي تعبر عن الطوارق في مالي، إضافة إلى تنظيم "المرابطون" الذي يمثل العرقية العربية.
وأوضح أنه عقب انسحاب فرنسا من مالي، انتعشت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المبايعة للقاعدة.
وبالنسبة للصومال، قال أبو هنية إن حركة الشباب المجاهدين شكلت حالة استثنائية في ازدهار القاعدة، فهي تشهد صعوداً وتوسعاً، وبعد سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الجنود الأمريكان من المنطقة وهم نحو 700 جندي، أعاد خلفه جو بايدن الجنود.