تسود
ليبيا حالة من التوتر والترقب، بعد أنباء عن ترتيبات تجريها الحكومة الليبية لتسليم رئيس المخابرات في عهد القذافي،
عبد الله السنوسي، على غرار ما جرى قبل أيام مع المتهم بتفجير لوكربي أبو عجيلة مسعود المريمي.
ونقلت صحيفة "
الغارديان" البريطانية عن مسؤولين ليبيين قولهم؛ إن الحكومة الليبية في طرابلس أوقفت هذا الأسبوع "فجأة" تسليم عبد الله السنوسي أكثر مساعدي معمر القذافي "ثقة" للولايات المتحدة، خوفا من الغضب الشعبي.
وأثار تسليم "بوعجيلة المريمي" غضبا في ليبيا، ووضع حكومة رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة تحت ضغط شديد، وأدى إلى تعليق خطط نقل السنوسي إلى الولايات المتحدة.
ووفقا لتقرير للصحيفة ترجمته "عربي21"، فإن الخطة كانت بإرسال المريمي إلى الولايات المتحدة أولا ثم السنوسي، وكانت هناك مناقشات لأشهر حول هذا، لكن مصدرا ليبيا مسؤولا على علم بالقضية قال؛ إن المسؤولين الليبيين شعروا بالقلق، وقال آخر؛ إنه كان من المقرر تسليم السنوسي نهاية الأسبوع.
وطلبت "عربي21" من المتحدث باسم الحكومة الليبية في طرابلس تعليقا على ما أوردته "الغارديان" حول تسليم السنوسي، إلا أنها لم تتلق أي رد حتى الآن.
وتتهم
واشنطن السنوسي، رئيس المخابرات السابق، بسلسلة من التفجيرات المميتة التي استهدفت طائرات غربية وأهدافا أخرى، وتريد من الرجل البالغ من العمر 72 عاما، المحتجز حاليّا في سجن طرابلس، أن يجيب على الأسئلة المتعلقة بالهجوم الذي أسقط طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة فوق لوكربي في إسكتلندا في عام 1988، حيث تشتبه واشنطن أن السنوسي هو العقل المدبر للعملية التي راح ضحيتها 270 شخصا.
والسنوسي، الذي كان آنذاك رئيس منظمة الأمن الخارجي الليبية، وهو متهم منذ فترة طويلة بتجنيد وإدارة عبد الباسط المقرحي، الرجل المدان في تفجير لوكربي.
وقالت المصادر للصحيفة ذاتها؛ إن الجهود لتأمين نقل مسعود والسنوسي بدأت في ظل إدارة دونالد ترامب، لكن أعيد إحياؤها خلال الأشهر التسعة الماضية، من خلال مناقشات بين مسؤولين أمريكيين والحكومة الليبية.
وفي آب/ أغسطس، تم التوصل إلى اتفاق بشأن نقل السنوسي والمريمي، ويقول محللون؛ إن تفويض
الدبيبة انتهى في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ولديه حافز واضح لكسب تأييد الولايات المتحدة.
بدوره، قال عضو المجلس الأعلى للدولة، أبو القاسم قزيط؛ إن تسليم عبدالله السنوسي لواشنطن "لو حصل"، ستكون له ارتدادات كبيرة، فالسنوسي من الناحية القبلية ينتمي إلى قبيلة مدعومة، وهو فيها يعدّ رمزا كبيرا.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21"، أن عبدالله السنوسي كان تقريبا في فترة ما، الرجل الثاني في ليبيا، ومن ثم هناك تداعيات كبيرة لتسليم شخصية كبيرة بهذا الحجم، خاصة إذا تمت بنفس طريقة تسليم بوعجيلة المريمي، التي رأى فيها قزيط محاولة لتوقع ردود الأفعال على تسليم السنوسي.
وكانت مظاهرات واحتجاجات خلال الأيام الماضية طالبت بالإفراج عن السنوسي، وحذرت من خطط تسليمه إلى الولايات المتحدة.
وطالبت قبائل في فزان (جنوب) بالإفراج عن السنوسي، وتوعد باتخاذ إجراءات لتحريرهم في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
وكان رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، اعترف أخيرا بمسؤوليته عن تسليم المواطن الليبي المتهم بتفجير حادثة لوكربي، أبو عجيلة مسعود المريمي إلى الولايات المتحدة، تحت ذريعة "تخليص ليبيا من وسم الإرهاب"، وذلك عقب هجوم شنه نشطاء وسياسيون على حكومته، اتهموه وحكومته بالتورط في القضية والتسبب بفتح ملف أغلق سابقا.