تتهم إدارات السجون الامريكية بممارسة العنف والاعتداء على السجناء, وبالأخص بحق المراهقين والقاصرين داخلها.. فماذا تعرف عن معاناة القاصرين داخل سجون الولايات المتحدة ؟
(أنشودة
الجلاد) و(في بطن الوحش) كتابان ذائعا الصيت الأول كتبه (نورمان ميلر) نشر عام
1980 وحصل على جائزة بوليتزر، والثاني للسجين الأمريكي (جاك هنري أبوت) صدر عام 1981
وحقق أعلى نسبة مبيعات. الكتابان يلخصان ما يصفانه بـ بشاعة
السجون
الامريكية وتحيز القضاء. ميلر سجل في كتابه
أن الإصلاحيات التي يقضي فيها الفتيان واليافعون عقوبات لإدانتهم
بجرائم صغيرة يخرجون منها أشد إجراما، وهذا ما حدث له حين ارتكب بعد الإفراج عنه
جريمة مزدوجة أوصلته إلى الإعدام. أما (آبوت) فوصف السجون الأمريكية بأنها (نظام
وحشي وغير عادل) وأنهى حياته انتحارا داخل زنزانته عام 2002.
سجون تغص بالقاصرين
يبلغ عدد
الأطفال الموقوفين سنويا في أمريكا قرابة الـ107 ألف حالة وفق تقرير "الأطفال
في سجون البالغين" لعام 2020. وكثير
من القصر في الولايات المتحدة يحاكمون وفق ما يعرف بـ(المخالفات القانونية التي يعاقب عليها القُصَّر) وبعض الولايات
الامريكية مثل نيويورك ونورث كارولينا
وفيرمونت تتعامل مع اليافعين بين 16و17
عاما على أنهم من البالغين.
وتبلغ أعداد السجناء
دون الثامنة عشرة 49 ألف سجين حتى آذار 2022، بينهم 1400
قاصر سجنوا بأفعال يجرمها القانون
الأمريكي فيما لا تعد جرائم وفقا لقوانين أخرى من العالم. بينما يقبع 1 من بين كل 14 قاصرا في سجون البالغين بعد إدانتهم بجرائم
جنائية، ويودع الآخرون داخل مؤسسات للأحداث تشبه المعتقلات بحسب (مبادرة
سياسة السجون).
ولخصت القاصر
الأمريكية من أصل أفريقي (تيارا ويليامز) معاناة
المراهقين من أصول أفريقية مع المحاكم وداخل السجون الأمريكية في كتابها (مراهق
يخرج على القانون) الصادر عام 2021، حيث يحتجز ويسجن عشرات الأطفال من أصول أفريقية بشكل أكبر ويعاملون
معاملة البالغين أمام المحاكم المختصة. والأدهى أن أكثر من 8600 شخص حكموا بالسجن
مدى الحياة لإدانتهم بجرائم كانوا قد ارتكبوها عندما كانوا قصّرا، وهناك 16
ولاية أمريكية تطبق عقوبة الحبس مدى الحياة بحق القصّر الذين ينهي
العشرات منهم حياته داخل السجون.