صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: نتنياهو قد يخالف نهج أسلافه تجاه روسيا

راكوف: نتنياهو يعرف كيفية التعامل مع بوتين أفضل ممن سبقوه- جيتي
في ضوء العلاقة الشخصية الوثيقة التي تربط رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن المحافل الدبلوماسية في تل أبيب تتوقع أن يؤدي التنصيب المتوقع للحكومة الجديدة إلى توقعات روسية بتحسن العلاقات معها مقارنة بأيام حكومتي نفتالي بينيت ويائير لابيد.. لأن المكالمة الهاتفية بين نتنياهو وبوتين -ولعل إجراءها بحد ذاته أهم من محتواها وقرار المحكمة الروسية بإرجاء الحكم في إغلاق مقر الوكالة اليهودية- يشيران إلى ذلك.

مثل هذا الاتصال الهاتفي لا يتم بشكل عفوي، بل إنهما يتفقان مقدمًا على إجرائه قبل أيام قليلة، ولعل تأخيره سبعة أسابيع ليس مصادفة، لأن بوتين لم يرغب في إجرائه بعد غريمه جو بايدن على الفور، مع العلم أنه في الأشهر العشرة الماضية لم يشعر الغرب عموما بفائدة وجود قناة حوار روسية إسرائيلية، مع أنه لم يعارض قيامها، لكنهم في الوقت ذاته يخشون أن يلعب نتنياهو دور "المسيح المخلص" لبوتين، وإضفاء الشرعية عليه، والترويج لضغط روسي على كييف.

الجنرال دانيال راكوف الذي عمل عشرين عاما في جهاز الاستخبارات، والمتخصص في الشؤون الروسية، زعم أن "نتنياهو يعرف كيفية التعامل مع بوتين أفضل ممن سبقوه، رغم أن الحديث إليه قد يعتبر عبئًا سياسيًا، وقد تكون جهود الوساطة غير مفيدة، لكنها قد تكون أفضل قياسا بالقطيعة التي سادت بين تل أبيب وموسكو خلال حكومة لابيد، ولعل الروس يتوقعون أن تقوم إسرائيل بإجراءات لتجنب تدهور العلاقات معهم، على غرار الدول الغربية الأخرى".

وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "العلاقات الإسرائيلية الروسية أكثر حساسية من أي وقت مضى في الثلاثين سنة الماضية، ومن المرجح ألا يندفع نتنياهو للقاء بوتين وعناقه أمام الكاميرات، لأن التكلفة السياسية لمثل هذه الصورة في نظر الغرب واضحة بالنسبة له، لكنه في الوقت ذاته لا يوجد سبب لعدم إجراء محادثة هاتفية في الوقت المناسب، خاصة أن الزعيمين الفرنسي إيمانويل ماكرون، والألماني جورج شولتز، يقومان بذلك، فلماذا يحظر على نتنياهو؟".

وأشار إلى أن "الحوار المباشر بين نتنياهو وبوتين يمكن أن يساعد دولة الاحتلال على حل المشاكل بشكل أكثر فاعلية معه، رغم أنه في الوقت ذاته قد يكون بمثابة تجاوز للمؤسسة المهنية الإسرائيلية، كما أنهم في موسكو وكييف وعواصم الغرب يتوقون لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل في ظل حكم نتنياهو ستحدث تغييرًا كبيرًا في مواجهة روسيا، أم إنها من المرجح أن تتمسك بالسياسة الحالية، التي انتهجها بينيت ولابيد خلال العام الأول من حرب أوكرانيا".

تعكس أحداث الأيام الأخيرة أن كلا الجانبين، نتنياهو وبوتين، سيواصلان الحفاظ على التوازن الدقيق بين الجزرة المتمثلة بالمحادثات، والعصا المتمثلة بالإجراءات القانونية، دون تحقيق اختراق جدي في العلاقات، إلا إذا تعرضت مصالح الاحتلال للخطر في سوريا، تحديدا بشأن استمرار الهجمات العدوانية فيها لمواجهة التمركز العسكري الإيراني.. وفي هذه الحالة قد نشهد تغيرا ملموسا في علاقاتها بموسكو، التي قد تجري تغييرا على نهجها "المحايد" في دمشق في ضوء تحالفها المتزايد مع طهران.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع