دخلت معظم دول نصف الكرة الأرضية الشرقي
العام الجديد 2023 باحتفالات باهرة عمت المدن الرئيسية، وسيطرت عليها أجواء من البهجة والفرح، خصوصا بعد أن تخلت العديد من الدول عن القيود التي كانت قد اتخذتها للحد من انتشار فيروس كورونا، على رأسها منع التجمعات.
واحتفلت أستراليا بالعام الجديد دون قيود، لأول مرة منذ عامين، بعد الاضطرابات التي أحدثها كوفيد، وبدأ
العالم في وداع عام شهد نشوب الحرب في أوكرانيا وضغوطا اقتصادية.
وخرجت
احتفالات في جميع أنحاء آسيا من الصين إلى الفلبين وتايلاند.
وأقامت
سيدني، وهي واحدة من أولى المدن الكبرى في العالم التي تستقبل العام الجديد، عرضا مبهرا للألعاب النارية، ظهر خلاله لأول مرة شلال بألوان قوس قزح قبالة جسر هاربر الشهير.
وقال كلوفر مور رئيس بلدية سيدني: "نقول في عشية رأس السنة الجديدة إن سيدني عادت بينما نطلق إشارة بدء الاحتفالات في أنحاء العالم، ونستقبل العام الجديد بضجة كبيرة".
وأدت عمليات الإغلاق في نهاية عام 2020 والارتفاع الكبير في حالات الإصابة نتيجة انتشار المتحور أوميكرون في نهاية عام 2021 إلى فرض قيود على التجمعات، وتقليص الاحتفالات في أستراليا. لكن القيود على الاحتفالات رُفعت هذا العام بعد أن أعادت أستراليا، كغيرها من البلدان حول العالم، فتح حدودها وألغت قيود التباعد الاجتماعي.
وشهدت الاحتفالات في سيدني إطلاق آلاف الألعاب النارية من الأشرعة الأربعة لدار أوبرا سيدني ومن جسر هاربر.
وفي الصين، عبر البعض عن خيبة أملهم، بعد أن تسببت موجة من الإصابات بكوفيد في تعكير الأجواء الاحتفالية، وذلك مع تحول البلاد للتعايش مع الفيروس.
لكن آخرين عبروا عن أملهم في أن تعود الصين في العام الجديد إلى حياة ما قبل الجائحة.
وتجمع الآلاف في وسط مدينة ووهان لحضور العد التنازلي لبداية ما يأمل الكثيرون أن يكون عاما أفضل بكثير من عام 2022 "الصعب" المليء بعمليات الإغلاق.
وعندما دقت الساعة معلنة منتصف الليل، أطلق الكثيرون بالونات في السماء، وفقا للتقاليد في المدينة الواقعة بوسط الصين، وهي المدينة التي شهدت بدء الوباء قبل ثلاث سنوات. ووضع جميع الحاضرين تقريبا كمامات.
وفي شنغهاي، التي شهدت إغلاقا لفترات طويلة مثل العديد من المدن الصينية في 2022، احتشد الكثيرون في ممشى البوند التاريخي المطل على النهر.
وفي هونج كونج، وبعد أيام من رفع القيود المفروضة على التجمعات، تجمع عشرات الألوف من الناس بالقرب من ميناء فيكتوريا للعد التنازلي لبدء الاحتفالات، حيث انبعثت الأضواء من بعض من أكبر المباني المواجهة للميناء.
وألغت الحكومة الماليزية العد التنازلي وإطلاق الألعاب النارية في ميدان الاستقلال بكوالالمبور، بعد أن أدت الفيضانات في البلاد إلى نزوح عشرات الآلاف وتسبب انهيار أرضي في مقتل 31 هذا الشهر.
وأعلن برجا بتروناس الشهيران أنهما سيقلصان الاحتفال، مع إلغاء العروض الفنية والألعاب النارية.
حرب أوكرانيا
تودع أوروبا عاما شهد اندلاع حرب كبرى بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط. ولا تلوح في الأفق نهاية لهذا الصراع.
واستمر فرض حظر التجول من السابعة مساء حتى منتصف الليل في أنحاء أوكرانيا، ما يجعل الاحتفالات ببدء العام الجديد مستحيلة في الأماكن العامة.
ونشر عدد من حكام المناطق رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحذر السكان من كسر القيود في ليلة رأس السنة الجديدة.
وتوقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الانتصار على روسيا في الحرب العام المقبل، قائلا في رسالة مكتوبة بمناسبة العام الجديد إن ذلك سيتحقق من خلال العمل الجاد وليس المعجزات، فضلا عن مساعدات الشركاء الأجانب.
وفي روسيا، كرس الرئيس فلاديمير بوتين رسالة بالفيديو بمناسبة العام الجديد لحشد دعم الشعب لقواته التي تحارب في أوكرانيا.
وقال إن روسيا تقاتل هناك لحماية "وطننا الأم والحق والعدالة... حتى يتسنى ضمان أمن روسيا".
وفي موسكو، استعد السكان في وقت متأخر من مساء اليوم السبت للاحتفال بليلة رأس السنة دون الألعاب النارية والاحتفالات المعتادة في الساحة الحمراء، وعبر الكثيرون عن رغبتهم في أن يحل السلام في عام 2023.
وأغلقت السلطات الساحة الشهيرة الواقعة في قلب موسكو، وعزت ذلك إلى القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا.
وبعد حرمانهم من التجمع هناك، سار الناس في الشوارع المبللة، وتأملوا أسواق عيد الميلاد وواجهات المتاجر المضاءة بأنوار ساطعة والأشجار المزينة.
وتنظم باريس أول عرض للألعاب النارية احتفالا بالسنة الجديدة منذ عام 2019، بعد أن ألغت العروض في عامي 2020 و2021 بسبب كوفيد. وينطلق العرض ومدته عشر دقائق في منتصف الليل، ومن المتوقع أن يجذب حوالي نصف مليون في شارع الشانزليزيه الشهير.
وشأنها شأن العديد من المدن الأخرى، لم تكن الأجواء احتفالية في العاصمة التشيكية براج بسبب الظروف الاقتصادية، وبالتالي لم تنظم عرضا للألعاب النارية.
وفي هولندا، تسبب المطر الغزير والرياح القوية في إلغاء عروض الألعاب النارية في مدن رئيسية مثل أمستردام ولاهاي.
وفي كرواتيا، ألغت عشرات المدن، بما في ذلك العاصمة زغرب، عروض الألعاب النارية بعد أن حذر عشاق الحيوانات الأليفة من الآثار الضارة للضوضاء والغازات على الحيوانات والبشر، ودعوا إلى إقامة المزيد من الاحتفالات المراعية للبيئة.
واستجابة لذلك، ستقيم مدينة روفيني عروضا بالليزر بدلا من الألعاب النارية، وستستخدم زغرب القصاصات الملونة والمؤثرات البصرية والموسيقى. وأعلنت السلطات في مدينة رييكا الساحلية توجيه الأموال المخصصة للألعاب النارية إلى جمعيات الرفق بالحيوان.