أفرجت السلطات
الإيرانية عن
ممثلة بارزة، بكفالة بعد أسابيع من احتجازها بسبب انتقادها قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تعيش على وقعها البلاد لمدة أشهر.
وقد ظهرت الممثلة ترانه عليدوستي، في صور، وهي تتلقى التهاني من أصدقائها، مكشوفة الشعر خارج
سجن إيفين، في طهران.
واستفادت الممثلة، البالغة من العمر 38 عاما، من الإفراج بكفالة، بعد اتهامها بنشر "محتوى تحريضي"، بعد أن نشرت صورتها، على مواقع التواصل الاجتماعي، دون غطاء رأس، ونددت بإعدام أول متظاهر.
وعبر الكثير من الممثلين والموسيقيين والمشاهير الإيرانيين عن مساندتهم للاحتجاجات التي اندلعت منذ أربعة أشهر تقريبا، عقب وفاة مهسا أميني، أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها بسبب عدم ارتدائها الحجاب "بطريقة صحيحة".
ووصفت السلطات الاحتجاجات بأنها "أعمال شغب" تدعمها قوى أجنبية، وتصدت لها بعنف، فيما قالت وكالة أنباء حقوق الإنسان "هرانا" إن 516 شخصا بينهم 70 طفلا، قُتلوا خلال المظاهرات واعتقلت الأجهزة الأمنية 19,250 شخصا آخرين. و أحصت الوكالة أيضا مقتل 68 من أجهزة الأمن.
وحضت ترانه عليدوستي، قبل اعتقالها، الناس على إسماع أصواتهم ضد إعدام المتظاهر الأول، محسن شكاري. وكتبت في حسابها على موقع إنستغرام: "كل منظمة دولية تشاهد إراقة الدماء ولا تفعل شيئا، إنما وجودها عار على الإنسانية". وقد تعطل حسابها الذي يتابعه الملايين لاحقا.
وظهرت لها صورة في تشرين الأول/ نوفمبر الماضي وهي مكشوفة الشعر وتحمل لافتة كتب عليها "النساء، الحياة، الحرية"، وهو الشعار الرئيسي في حركة الاحتجاج.
وتعد ترانه عليدوستي من أبرز الممثلين الإيرانيين، حيث وأدت دور البطلة في فيلم "البائع"، الذي حصل على جائزة أوسكار لأحسن فيلم أجنبي.
وتوقفت عن العمل من أجل مساعدة عائلات المتظاهرين الذي قتلوا على يد الأجهزة الأمنية، وتعهدت من قبل بأن تبقى في إيران مهما كلف الأمر.
وأفرجت السلطات بكفالة أيضا عن ممثلتين أخريين - هنغامه قاضياني وكتايون رياحي - اعتقلتا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي لمساندتهما الاحتجاجات.
إضراب بالسجون
وفي سياق آخر، استمرت 15 سجينة سياسية إيرانية في إضرابهن عن الطعام لليوم الثالث على التوالي، فيما أعلن محمد مهدي كرمي، المتظاهر الإيراني المحكوم عليه بالإعدام، عن دخوله في إضراب عن الطعام احتجاجا على تأييد حكم إعدامه.
ومع زيادة الضغوط على المحتجين السجناء في إيران، فقد بدأت موجة إضرابات عن الطعام واسعة في السجون، ووردت تقارير تفيد بتعرض صحة السجناء للخطر.
وأعلنت 14 سجينة في سجن "كجوئي" إضرابهن عن الطعام دعما لأرميتا عباسي، ولأسباب منها: أوضاع السجن، وطول فترة الحبس، وعدم قبول محام، وعدم تحديد كفالة.
وإضافة إلى النساء السجينات، فقد أعلن محمد حسين آقاسي، محامي المتظاهر المحكوم عليه بالإعدام محمد مهدي كرمي، أن موكله أضرب عن الطعام احتجاجا على تأييد حكم إعدامه.
واعتقل محمد مهدي كرمي لمشاركته في الاحتجاجات التي اندلعت عقب مراسيم أربعينية للشابة حديث نجفي في كرج، وحكم عليه بالإعدام بتهمة الحرابة، وأيدت المحكمة العليا الإيرانية هذا الحكم.
صحيفة فرنسية
وفي تطور منفصل، تعهدت الحكومة الإيرانية الأربعاء "برد حاسم"، بعدما نشرت صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة رسوما كاريكاتورية تتهكم فيها على المرشد الأعلى علي خامنئي.
وقالت المجلة إنها تلقت أكثر من 300 رسم كاريكاتوري و"آلاف التهديدات"، بعدما أطلقت الشهر الماضي مسابقة من أجل "دعم نضال الإيرانيين في سبيل الحرية".
وكتب وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، على "تويتر": "الإهانة التي صدرت عن الصحيفة الفرنسية بنشرها رسومات كاريكاتورية للسلطات الدينية والسياسية لن تمر دون رد فاعل وحاسم".
وأيدت المحكمة العليا في إيران الحكم بإعدام رجلين أدينا "بالفساد في الأرض"، في قضية قتل عنصر في جماعة شبه عسكرية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ورفضت المحكمة الطعن الذي تقدم به محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني، اللذان زعما أنهما أجبرا على الاعتراف تحت التعذيب. وصدر أمر بإعادة محاكمة ثلاثة من المتهمين معهما، حكم عليهم بالإعدام.