أكد المشاركون في
اللقاء الوطني التشاوري الليبي على أهمية الحوار
الوطني بين مختلف الأطياف السياسية الليبية، كسبيل للخروج من حالة الأزمة التي
تعانيها
ليبيا، وأن تكون المشاركة متساوية لكافة الأطراف السياسية والمكونات
الاجتماعية في الحوار الوطني الجامع.
وشدد المشاركون في اللقاء الوطني التشاوري، الذي أنهى أشغاله مساء أمس
الخميس في مدينة إسطنبول التركية وشارك فيه نحو 80 فردا من الشخصيات الليبية
الفاعلة، على التمسك بالثوابت الوطنية، واحترام وحدة وسيادة ليبيا، واعتبارها الإطار
الجامع للانطلاق نحو العمل الوطني المشترك.
واتفق المشاركون في اللقاء على عقد لقاء وطني في إحدى المدن الليبية؛ لمناقشة الحلول السياسية للأزمة الليبية، وعرض المقترحات العملية لإنجاز رؤية موحدة
تجسد المشروع الوطني الجامع.
وحثّ اللقاء في بيان ختامي وصلت "عربي21" نسخة منه،
المبعوث الأممي للأمين العام للأمم المتحدة على السعي قدما في تنفيذ الاتفاق
السياسي الليبي وخارطة الطريق للمرحلة التمهيدية، كحل شامل، بمشاركة جميع الأطراف
السياسية دون إقصاء..
وأعلن اللقاء عن تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد للملتقى الوطني الجامع داخل
ليبيا، اختار لها بالإجماع الدكتور محمد منتصر رئيسا، وهو من عائلة سياسية ليبية عريقة،
حيث كان أحد أجداده أول رئيس وزراء في المملكة الليبية..
وكلف لجنة التواصل مع الأطراف الداخلية والخارجية والبعثة الأممية
للدعم في ليبيا، وذلك لعرض المقترحات والتوصيات الصادرة عن الملتقى الجامع..
كما حث المشاركون في الملتقى مجلس النواب الليبي ومجلس الدولة على
الإسراع بإنجاز متطلبات الاستحقاقات السياسية، كالقاعدة الدستورية، وإيجاد سلطة
تنفيذية موحدة تقوم بتهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية
في أسرع وقت ممكن..
ومن الأسماء المشاركة في الملتقى عبد الله عثمان، وهو من النظام
السابق ومن أنصار القذافي، أحمد معيتيق، والنائب السراج وعماد البناني رئيس العدالة
والبناء، وإدريس عبد عابد السنوسي، الدكتور أحمد الزوي من المجلس الوطني الانتقالي
وعبد الحكيم بلحاج، والدكتور الشيخ علي قدور من أعيان سوق الجمعة، والدكتور عقيل
حسين عقيل، وعبد المجيد سيف النصر السفير السابق لليبيا في المغرب، وفتح الله
السعيدي عضو في البرلمان من المنطقة الشرقية، وخالد السكران من جماعة الكرامة..
وغيرهم من الشخصيات العامة من القوى الاجتماعية والسياسية..
وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، عبد اللهِ
باتيلي، قد دعا الشهر الماضي كافة الليبيين من مختلف التوجهات لكي يجعلوا من العام
2023 بداية عهد جديد للبلاد، بما في ذلك من خلال إجراء انتخاباتٍ حرة ونزيهة.
جاء ذلك في بيان صحافي بمناسبة الذكرى الحاديةِ والسبعين لاستقلال
ليبيا، الذي يوافق 24 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام.
وحث باتيلي جميع القادة السياسيين في ليبيا على أن يكونوا قوة دافعة
لحل الأزمة الليبية التي طال أمدُها، وذلك من خلال التوافق على حل مبني على توافق
وطني، وتجنب أي أعمالٍ تصعيدية من شأنها تهديدُ وحدة واستقرار ليبيا الهشَّـيْن
أصلاً.
وقال: "على القادة الليبيين وضع نهايةٍ للمراحل الانتقالية،
وتحضير البلاد لإجراء الانتخابات، واحترامِ حق الليبيين في السعي نحو مستقبل أفضل"،
وفق البيان.
وتعيش ليبيا صراعا بين حكومة عينها مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا
وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض التسليم إلا لحكومة
تأتي عبر برلمان جديد منتخب.
اقرأ أيضا: الصلابي يدعو إلى اجتماع تشاوري حول ليبيا.. هذه أهدافه