نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن اعتزام
كازاخستان إنشاء مركز نقل متكامل في آسيا الوسطى ومنطقة
بحر قزوين في إطار مشاريع مشتركة مع دولة
الإمارات.
وقالت
الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن شركة "موانئ أبوظبي" ستتعاون مع شركة "كاز موناي غاز" من أجل إنشاء ناقلة وأسطول تجاري في بحر قزوين إلى جانب مساعدة أستانا على تنفيذ مشاريع ضخمة في قطاع النفط والغاز.
وذكرت الصحيفة أن شركة موانئ أبوظبي هي مطور رئيسي للموانئ في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تمتلك وتدير 11 ميناء في منطقة الخليج وغينيا. وعلى هامش زيارة رئيس كازاخستان إلى الإمارات، تطرق رئيس مجلس إدارة شركة "كاز موناي غاز"، ميرزاغالييف ماغزوم، مع الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي محمد جمعة الشامسي، إلى تفاصيل العمل وآفاق التعاون الثنائي في مجال نقل البضائع البحري والساحلي. كما درس الطرفان إمكانية التعاون بغاية تقديم الخدمات لمشاريع النفط والغاز البحرية الكبيرة داخل بحر قزوين.
حيال هذا الشأن، قال ماغزوم إن "توقيع
اتفاقية شراكة استراتيجية بين الشركتين عامل مهم لتعزيز التعاون المشترك"، مشيرا إلى تطلع بلاده للإستفادة من خبرة شركة موانئ أبوظبي في مشاريع تطوير النفط والغاز في المناطق البحرية ومشاريع النقل والخدمات اللوجستية في كازاخستان.
وأكدت الصحيفة أن توكاييف رحّب بخطط موانئ أبوظبي لتطوير البنية التحتية البحرية والموانئ في بحر قزوين وتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة كاز موناي غاز. وقد وقّع الطرفان اتفاقًا بشأن مشروع مشترك آخر يتمثل في إنشاء هيئة مركز أستانا المالي الدولي لتقديم الخدمات البحرية لمشاريع النفط والغاز في بحر قزوين.
ويعتزم الطرفان المشاركة في المشروع من خلال شركات متخصصة في هذا المجال. بموجب الاتفاقية، يعمل الطرفان على إنشاء أسطول يضم سفنًا صغيرة مختلفة الأنواع بغاية دعم المشاريع البحرية في بحر قزوين، وكذلك أسطول ناقلات مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تطوير طرق بديلة لتصدير النفط الكازاخستاني، بما في ذلك عبر ميناء أكتاو في اتجاه أذربيجان.
إلى جانب ذلك، سينظر المشاركون في المشروع في فرص إنشاء أسطول تجاري عن طريق بناء وشراء ناقلات حاويات تنطلق من الصين إلى أوروبا عبر ممر القزوين، وناقلات البضائع الصب الجافة للمشاركة في نقل البضائع العامة على طول ممر شمال ـ جنوب الدولي.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في شؤون آسيا الوسطى ألكسندر كنيازيف أنه "تم إبرام اتفاقيات مماثلة بين كازاخستان والإمارات منذ عدة سنوات تتعلق على وجه التحديد بالخدمات اللوجستية للنقل في بحر قزوين، غير أنها ظلت حبرًا على ورق لمدة أربع أو خمس سنوات. وسعي كازاخستان إلى تنشيط ممر النقل مفهوم غير أن نجاحها في ذلك أمر مستبعد حتى لو أنفقت الإمارات مبالغ طائلة في سبيل هذا المشروع، وذلك بسبب الوضع السيء للبنية التحتية للموانئ في أذربيجان".
ويقر كنيازيف بوجود مشاكل على مستوى حركة القطارات على خط سكة الحديد الذي يربط بين باكو وتبليسي وقارص. ونظرا للمصير المجهول لممر زانجيزور، يعتقد كنيازيف أن استثمار مليارات الدولارات في البنية التحتية لن يضمن وجود بديل لعبور ناقلات الطاقة أو تدفقات السلع عبر روسيا.
وحسب مدير البرامج الدولية في معهد الإستراتيجية الوطنية في روسيا، يوري سولوزوبوف، فإن لدى موسكو استراتيجية لتطوير ممر شمال جنوب الدولي في بحر قزوين بعد تطبيقها مفهوم احتكار القلة للنقل عن طريق ربط ثلاثة طرق مختلفة، مشيرًا إلى أنه من بين جميع دول بحر قزوين، نجحت فقط أذربيجان وتركمانستان في إصلاح الموانئ، بينما فشلت كازاخستان. وحركة الناقلات الحالية في موانئ كازاخستان تؤمّنها ناقلات قديمة صغيرة السعة تعمل طوال الوقت مما يهدد بوقوع حادث نفطي في بحر قزوين قد يخلف خسائر بمليارات الدولارات.