سلطت صحيفة إسرائيلية، الضوء على الأزمة الاقتصادية المحتدمة التي دخلت فيها
مصر في زمن رئيس النظام المصري عبد الفتاح
السيسي، حتى وصلت الأمور بحسب شهادات مواطنين مصريين إلى وجود رغبة شعبية للخلاص من السيسي.
ونقلت صحيفة
"إسرائيل اليوم" في تقرير لها أعدته الكاتبة الإسرائيلية دانا بن شمعون، العديد من شهادات المواطنين المصريين التي تعكس سوء الأوضاع الاقتصادية هناك، وذكرت أن المواطن المصري "محمد"، كان حتى قبل بضع سنوات طالبا في القاهرة وخطط للحصول على درجة الدكتوراه، "لكن الحياة في مصر لم تبش له وجهها فقرر المغادرة لدولة عربية أخرى".
وذكر "محمد" للصحيفة العبرية، أنه "مستمر في التواصل مع أصدقاء مقربين منه في مصر، وهم يائسون من الوضع الاقتصادي المتدهور في الدولة".
كما نبه مواطن مصري يعمل في بيع الهواتف النقالة ويحصل شهريا على نحو 2500 جنيه مصري ما يعادل نحو 80 دولارا، أن "العالم الخارجي ليس واعيا لما يحصل عندنا، وكم هي صعبة الحياة هنا".
ونوهت "إسرائيل اليوم"، أن المواطن المصري المذكور، "كان يفترض به أن يتزوج في الصيف القادم، لكن خططه تغيرت بسبب مبادرة حكومية لفرض رسوم على كل متزوج جديد".
وقال: "اضطررت لأن أبكر الزواج وتزوجت قبل شهر كي أمتنع عن دفع الرسوم. من الصعب جدا الإيفاء بنفقات المعيشة، لا يمكنني أن أسمح لنفسي بشراء سيارة، ومثل الكثير من الناس أعتمد على المواصلات العامة، لكن حتى هذا يكلف كثيرا، وصلت لوضع فكرت فيه كيف يمكنني أن أوفر نفقات الباصات وبدأت أجمع المال لأشتري دراجة كي أصل بها إلى العمل".
الجنيه يهبط
وأضاف المواطن: "لكن في هذه الأثناء ارتفعت أسعار كل شيء وكل ما وفرته ليس كافيا، الأسعار ارتفعت ضعفين وثلاثة أضعاف، وهكذا وجدنا أنفسنا نأخذ قروضا وكل مرة ندفع قليلا كي نشتري شيئا للبيت".
وذكرت الصحيفة أن "التضخم المالي الحاد والانخفاض في قيمة العملة المصرية، يجعلان حياة السكان في حرب بقاء يومية، حيث دخلت مصر في أزمة اقتصادية أخذت في الاحتدام في عهد السيسي".
وأوضح "محمد" أن "السيسي يحاول أن يبث للشعب المصري بأن هذه مشكلة عالمية، وليس للحكومة دور في الكارثة التي تعيشها مصر، لكن هذا ليس صحيحا، هو لا يفهم في الاقتصاد والأزمات تتفاقم فقط، حتى الناس الذين أيدوه في البداية يشتمونه اليوم ويريدون أن يتخلصوا منه ومن المؤسسة العسكرية المنقطعة عن الشعب، ومع ذلك، الناس لن يخرجوا الآن إلى الشوارع والظروف ليست ملائمة للاحتجاج".
وروى أنه "يوجد في القاهرة قسمان: مدينة البرجوازيين؛ الأغنياء ورجال الأعمال، وهي الطبقة التي تؤيد السيسي، وإلى جانبها توجد القاهرة الأخرى الفقيرة"، لافتا إلى وجود صديق له صحفي "انهار اقتصاديا وبصعوبة ينجح اليوم في إعالة عائلته".
وتابع: "إنسان عمل في وسيلة إعلام مصرية بتمويل أجنبي وكسب 2000 دولار في الشهر، عندما صعد السيسي إلى الحكم بدأوا يفرضون قيودا على مشاريع ووسائل الإعلام الخاصة، ودمج مثل غيره في وسائل إعلام حكومية، وهكذا وجد نفسه في سن 42 مع راتب زهيد، وهو اليوم لا يمكنه أن يشتري الطعام لأولاده".