خيبة أمل واسعة تسود بلدية "تل أبيب" عقب قرار بلدية
برشلونة الإسبانية بالتصويت في الشهر المقبل على إلغاء توأمتها معها احتجاجًا على "الفصل العنصري الإسرائيلي".
ومما زاد من هذا الإحباط أن البلدية في نفس الوقت ستواصل الحفاظ على توأمة مماثلة مع مدينة غزة، وقد جاءت هذه الخطوة التي استفزت دولة الاحتلال، ويدعمها رئيس البلدية، بعد مبادرة أحزاب اليسار ونشطاء حركة مقاطعة الاحتلال "بي دي أس"، فيما تعمل الجالية اليهودية في إسبانيا على إحباط الخطة لأنها قلقة من جهود حملة المقاطعة.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، كشف أن "رئيس بلدية مدينة برشلونة آدا كولاو أكد أن هذه الخطوة تأتي احتجاجا على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، مع العلم أن هناك اتفاقيتان تاريخيتان للتوأمة بين تل أبيب وبرشلونة الأولى وقعت عامي 1998 والثانية في 2013، وهناك تعاون بينهما في مجالات الاقتصاد والسياحة، فيما تشكل المدينة مقصدا سياحيا شهيرا بين الإسرائيليين، كما تستضيف برشلونة مؤتمر المدن الذكية كل عام، وتقيم تل أبيب جناحًا فيها باستضافة العديد من الشركات الإسرائيلية في المؤتمر الكبير للهواتف المحمولة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المبادرين بالاقتراح أحزاب يسارية ونشطاء من حركة المقاطعة، وقد وقع خمسة آلاف شخص على عريضة تطالب بقطع العلاقات مع بلدية تل أبيب، والاستمرار مع بلدية غزة، وجاء فيها أن إسرائيل ترتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني، وتقتل آلاف الفلسطينيين، بمن فيهم مئات الأطفال، وتعزز مشروع التطهير العرقي الإسرائيلي، ونظام الفصل العنصري، وعلى المجتمع الدولي أن يجبرها على دفع الثمن، ويعزلها كما فعل مع جنوب أفريقيا".
وأوضح أن "العريضة أكدت أن مقاطعة بلدية تل أبيب تعتبر مطلبا للشعب الفلسطيني، وقد كانت الفكرة الأصلية أن يتم التصويت على المقاطعة يوم 27 كانون الثاني/ يناير، لكن عمدتها قرر تأجيل الموعد بعد انتقادات كونه يتصادف كونه يوم المحرقة العالمي، ولذلك سيجري التصويت الشهر المقبل، فيما وافق برلمان كاتالونيا في 2022 على اقتراح يعرّف إسرائيل كدولة فصل عنصري، و تسود إسرائيل حالة من القلق من هذه الخطوة، وتخشى أن يفوز الاقتراح بالأغلبية".
وكشف آيخنر أن "السفارة الإسرائيلية في إسبانيا تعمل على إحباط الاقتراح، بجانب عناصر المجتمع المدني اليهودي في برشلونة، وبمساعدة الجالية اليهودية، وقالت السفيرة روديكا راديان غوردون أن السنوات الأخيرة شهدت العديد من التعاون الإسرائيلي مع برشلونة وإسبانيا في مجالات الابتكار والتعليم والصحة والعلوم والتكنولوجيا، وقد فوجئنا بالمبادرة المعادية التي جاءت من دوائر سياسية متطرفة".
بالعودة سنوات للوراء في 2014، اتهم رئيس بلدية برشلونة دولة الاحتلال بقتل الأبرياء في غزة خلال حرب الجرف الصامد، وطالب برشلونة وكاتالونيا بقطع العلاقات معها، وفي 2018 دعا رئيس وزراء إسبانيا لوقف مبيعات الأسلحة للاحتلال، وبعد ثلاث سنوات، وصف هجماته في غزة بـ"البربرية واللاإنسانية"، فيما أرسلت الجالية اليهودية في إسبانيا رسالة لرئيس بلدية برشلونة جاء فيها أنها قلقة من حملة المقاطعة صاحبة شعار"برشلونة تقول لا للفصل العنصري".