نشرت
صحيفة "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها مقالا للكاتب سمدار بيري، حمل عنوان "يصنعان
السلام بوساطة
الإمارات"، تحدث فيه عن دور الإمارات في التهدئة بين الأردن
وحكومة
الاحتلال المتطرفة بزعامة بنيامين
نتنياهو.
وأشارت
الصحيفة إلى أن الملك عبدالله الثاني كان أول زعيم عربي يهنئ نتنياهو بفوزه في
الانتخابات، بينما أجرى الأخير أول زيارة خارجية له بعد توليه الحكومة إلى الأردن،
رغم أنه كان يتحضر لزيارة الإمارات، وفق ما أعلن.
ورأت
الصحيفة أن الإمارات كانت تقف خلف زيارة نتنياهو، التي جاءت بعد حادثة اقتحام
اليميني المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، ومنع السفير الأردني من الدخول إلى
المسجد.
ولفتت
الصحيفة إلى أن الملك عبدالله خرج قبل أيام بمقابلة صحفية مع "سي إن
إن"، حذر خلالها نتنياهو من أن يمس بالخطوط الحمراء في
القدس، مؤكدة أن
العلاقات بين الأردن والاحتلال ليست في ذروتها حاليا.
ورأت
أن عقد اللقاء كان له سببان رئيسيان: الأول يتمثل باستعداد أبو ظبي لإنتاج اتفاقات
اقتصادية ثلاثية مع الاحتلال ومع دول رائدة في الشرق الأوسط من بينها مصر والأردن.
ونبهت
إلى أن العلاقات ليست هامة للإمارات استراتيجيا في منطقة يهدد فيها الكبار
"افتراس" الصغار، وبالتالي فإنه يسعدها أن تموضع نفسها كمن تصنع
"السلام" بين نتنياهو وعبدالله.
وتساءلت
الصحيفة عن سب استجابة الأردنيين، معتبرة أن ذلك عنصر خفي آخر لمنظومة
العلاقات بين الأطراف.
وقالت
إن المحيط القريب للملك عبدالله يشتبه بنتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان
بأنهما يحيكان صفقة: نتنياهو يعطي للسعودية "حق وصول موسع" إلى الأماكن
الإسلامية المقدسة في القدس على حساب الأردن، بينما السعوديون يتخذون خطوة علنية أخرى
تثبت تسخين العلاقات مع الاحتلال.
ورأت
أن الملك عبدالله لديه شريك جديد في الخليج يتلقى منه مساعدات مالية سخية، مؤكدة
أن ابن زايد سيتعاون مع الأردن ضد "المؤامرات"، إذا كانت توجد كهذه، من
نتنياهو وابن سلمان.
ولفتت
إلى أن الأردنيين يخافون من حصول مثل هذا الاتفاق، مشيرة إلى أن جميع وسائل
الإعلام الأردنية بثت خطابا موحدا يفيد بأن الملك عبد الله طالب نتنياهو بالحفاظ على
الوضع التاريخي والقانوني للأماكن الإسلامية المقدسة في القدس".