نشرت صحيفة "
وول ستريت
جورنال" تقريرا أعده جاريد ماسلين قال فيه؛ إن
الولايات المتحدة باتت تضغط على
تركيا من أجل منع الطيران الروسي الذي يستخدم الطائرات الأمريكية الصنع في التحليق
من وإلى البلد.
ويأتي الضغط من أجل امتحان إمكانية
تنفيذ العقوبات، وذلك حسب مسؤولين على معرفة بالمحادثات، مما يعني دفعة جديدة من
واشنطن لإقناع الدول كي تنفذ العقوبات على موسكو.
وتقول الصحيفة؛ إن المسؤولين الأمريكيين
البارزين حذروا الشهر الماضي تركيا من إمكانية تعرض أفراد للسجن أو الغرامات أو
حرمانهم من مميزات التصدير وإجراءات أخرى، لو قدموا خدمات مثل الوقود أو قطع الغيار
للطائرات التي تحلق من وإلى
روسيا وبيلاروسيا.
ورأت الصحيفة أن التحذير لتركيا هو
المفتاح لقدرة أمريكا وحلفائها على عزل روسيا على المدى البعيد، وإن كانت روسيا ستعثر
على طرق لمواصلة نشاطاتها الاقتصادية بدعم دولة أخرى، تعتبر مركزية لنشاطات الكرملين
الاستراتيجية بالعثور على شركاء خارج الغرب.
ولم ترد وزارة الخارجية التركية على طلب
للتعليق، بينما قالت إيميلي كيلكريز، المساعدة السابقة للممثل التجاري والزميلة
حاليا في المركز للأمن الأمريكي الجديد: "في نقطة ما، كان عليهم اتخاذ تحرك
لفرض العقوبات"، و"إلا لتداعت كل الأمور لو تبين أن لديهم معرفة ولم
يكونوا قادرين على معالجتها".
وقالت وزارة التجارة الأمريكية؛ إنها لا
تستطيع التعليق على أمور محددة. وأفاد المتحدث باسهما بأن مكتب فرض الصادرات حذر
في الفترة الماضية شركات الملاحة الجوية في الخارج؛ وضرورة الالتزام بقوانين التحكم
الأمريكية بالصادرات، التي تقتضي خدمات للطائرات الروسية والبيلاروسية والإيرانية.
وقال المتحدث؛ إن "التحرك والتواصل
المستمر مثل زيارة مساعدة الوزير، كيندلر، مفيدة للجهود الأمريكية والتأكد من فهم
قواعد التحكم، وتشجيع الشركاء والالتزام والتشارك في المعلومات".
وفي شباط/فبراير الماضي، فرضت إدارة
بايدن عقوبات تقضي بمنع روسيا استخدام الطائرات الأمريكية الصنع. وبحسب العقوبات، فإن أي طائرة منشأها أمريكا أو تحتوي على أكثر من نسبة 25% من قطعها، ممنوعة من
السفر إلى روسيا وبيلاروسيا إلا في حالة حصولها على تصريح من مكتب دائرة التجارة
والصناعة والأمن.
وظلت الطائرات الروسية من نوع بوينغ كو
مشغلة في تحد لجهود الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمنعها من دخول الأجواء
الغربية، بما في ذلك العقوبات والقيود على الطائرات المشغلة في روسيا، وكذا حظر
تزويدها بقطع الغيار وإلغاء عقود استئجار الطائرات.
وتقول الصحيفة؛ إن الأساطيل الجوية
التابعة لروسيا وبيلاروسيا بما فيها طائرات إيروفلوت، قامت منذ الأول من تشرين
الأول/أكتوبر بـ 2.100 رحلة جوية إلى تركيا، مستخدمة قطع غيار أمريكية، منها قطع
غيار بوينغ 777 و737 وذلك حسب شركة تحليل الملاحة الجوية سيريوم.
ويأتي التحرك بعد عام تقريبا على بداية
الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث تحضر واشنطن حزمة جديدة من العقوبات، بما فيها دفع دول
على علاقات تجارية قوية مع روسيا، مثل تركيا والإمارات؛ لعمل المزيد والتقيد
بالعقوبات التي تهدف لحرمان الحكومة الروسية من الأموال والتكنولوجيا الضرورية لشن
حرب.
وتقول الصحيفة إن استمرار الطيران
الروسي، أثار قلقا حول معايير السلامة، لأن واشنطن تمنع تصدير قطع الغيار الضرورية
لإصلاح الطائرات المدنية الروسية.
وتستخدم روسيا طائرات مدنية مصنعة من
شركة بوينغ وإيرباص أس إسي، واستأجرت معظمها من أيرلندا وبيرمودا. وفي آذار/مارس
العام الماضي وقع الرئيس فلاديمير
بوتين قانونا جديدا سمح بإعادة تسجيل الطائرات
في روسيا، مما جعل من استرجاعها صعبا.
ويقول رئيس بوسفورس أوبزيرفر، يوروك
إشيك: "هذه الطائرات مسروقة من الناحية الفنية". وتشير السجلات إلى أن الطائرات نفسها التي تطير إلى تركيا، قامت برحلات إلى تايلاند والهند ودول أخرى. إلا
أن الرحلات إلى تركيا ستكون محل رقابة ؛نظرا لعضويتها في حلف شمال الأطلسي، ناتو، ولأنها مركز سياحة مهم.
ويعتبر مطار إسطنبول من أكثر المطارات
حركة في أوروبا ومعبرا مهما للروس، الذين لا يستطيعون السفر مباشرة إلى دول القارة
أو أي مكان آخر في العالم.
وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
تعميق العلاقات الاقتصادية مع روسيا لمساعدة اقتصاد البلد المترنح. ومن جهة أخرى
حاول أداء دور الوسيط بين روسيا والغرب وأوكرانيا.