نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، تقريرا أشارت فيه إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعتمد على "
دبلوماسية الطائرات المسيرة" لتوسيع نفوذ
تركيا في القارة الأفريقية.
وأوضحت المجلة في
تقريرها أنه في غضون سنوات قليلة، أصبحت أفريقيا مختبرا لهذه الطائرات بدون طيار المخصصة للمراقبة والاستطلاع والهجمات. سواء كانت تنفذ مهام لجيش نظامي أو منظمة غير حكومية أو حتى جماعة مسلحة مثل بوكو حرام.
وتابعت: "وهو انتشار يثير تساؤلات جدية، أولا لأن الطيار يقود الضربات بواسطة شاشة متداخلة، وثانيا لأن معايير تحديد الهدف – نوع الملابس والقياسات ولون البشرة – تترك هوامش كبيرة للخطأ وتسبب العديد من ”الضحايا الجانبيين"”.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة هي التي جعلت من الطائرات المسيرة جزءا رئيسيًا من حربها العالمية على الإرهاب في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
ومنذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت دول القارة الأفريقية في تجهيز نفسها بطائرات استطلاع بدون طيار، معظمها إسرائيلية، على الرغم من أن بعض الدول، مثل المغرب، بدأت في الاستثمار في بناء أجهزتها الخاصة.
ونوهت المجلة إلى أن الغربيين أرادوا الاحتفاظ بالسيطرة الحصرية على الطائرات المسيرة المسلحة، وتقول باريس وواشنطن إنهما تريدان تجنب الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان. وهي حجة تعتبرها العديد من الدول الأفريقية متعالية وأبوية وحتى استعمارية جديدة.
وأضافت أن ذلك لا يتناسب مع الشركات المصنعة التركية والصينية والإماراتية والإيرانية، التي لديها حصة متزايدة في سوق الطائرات المسيرة المسلحة في أفريقيا من خلال تقديم معدات أقل تكلفة.
ولفتت إلى أن أنقرة فازت بالعديد من الصفقات في القارة بشأن طائرات "بيرقدار تي بي2" التي صممتها شركة “بيكار”، والتي يعد صهر الرئيس التركي أحد مؤسسيها.
وقالت إنه في نهاية كانون الأول/ ديسمبر قام وزير الدفاع المالي ساديو كامارا بزيارة قاعدة موبتي الجوية وتفقد الطائرات العسكرية التركية بدون طيار “بيرقدار TB-2”، التي تم الحصول عليها كجزء من شراكة بين باماكو وأنقرة.
وبعد النيجر وتوغو وبوركينا فاسو، أصبحت مالي، رابع دولة في غرب أفريقيا، تزود نفسها بالسلاح القاتل "بيرقدار تي بي2"، في أقل من عام.