لا زالت عملية بيت حنينا في
القدس
المحتلة تثير المزيد من مخاوف
الاحتلال من إمكانية تكرار عمليات مشابهة من قبل
الشبان
الفلسطينيين، وسط مزاعم مسؤول كبير في شرطة الاحتلال أنه تم إحباط 29
هجوما، ولا تزال هناك تحذيرات من هجمات فردية بالأسلحة، فيما حذر الرئيس السابق
لجهاز الاستخبارات العسكرية أننا أمام بداية لانتفاضة ثالثة.
مائير ترجمان مراسل صحيفة
يديعوت
أحرونوت، نقل عن أوساط أمنية، أن "32 هجوما فلسطينيا وقع منذ بداية العام
الجاري، أسفر عن مقتل سبعة مستوطنين، وإصابة ثلاثة بجروح خطيرة، وآخرين بجروح
متوسطة، مع إعلان الشرطة عن توفر 41 إنذارا بهجمات قد تحدث في أي لحظة، مع مخاوف
من اندلاع التصعيد؛ لأن العديد من الهجمات تنطوي على استخدام السلاح، سواء عمليات
منظمة أو فردية".
وأضاف في تقرير ترجمته
"عربي21"، أن "العمليات التي وقعت في الأسابيع الأخيرة تراوحت بين
عمليات طعن والمتفجرات والدهس، وهذه مؤشرات على مستوى توتر أمني مشابه لما حدث قبل
حرب غزة في أيار/مايو 2021، وهناك خوف أن ما يحدث الآن في القدس والضفة الغربية
سيتصاعد، وقد ينتقل للمدن المختلطة في الداخل المحتل؛ لأن فلسطينيي48 اليوم لديهم
أسلحة أكثر من الجيش الإسرائيلي بأكمله، وهو على علم بهذه الأسلحة منذ سنوات، وهي
تتدفق إلى غزة أو الضفة. نحن لم نعد نتعامل مع انتفاضة حجارة وزجاجات حارقة، بل
أسلحة نارية، ويمكن لأي شخص الحصول عليها".
الجنرال تامير هايمان الرئيس السابق
لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، أكد أننا "وصلنا لبداية انتفاضة ثالثة،
صحيح أن التنظيمات القائمة مثل حماس والجهاد الإسلامي ليستا في المقدمة، لكننا نرى
الأخطار القادمة الآن من الجيل نفسه الذي خاب أمله من التنظيمات القديمة، وهذه
مشكلة استخباراتية خطيرة للغاية، نراها فقط في بدايتها، وستتصاعد بعد انهيار
السلطة الفلسطينية، ولذلك يجب ألا نسرع عملية التصعيد هذه من خلال إضعاف السلطة التي
تعاني بالفعل من أزمة قيادية خطيرة، مع العلم أن قرارات الحكومة
"تكتيكية"، لكنها لا تحل المشكلة الاستراتيجية مع الفلسطينيين".
أليشع بن كيمون المراسل العسكري لصحيفة
يديعوت أحرونوت، أكد أن "الخوف الإسرائيلي الآن يتركز من مقلّدي منفذي
العمليات الفلسطينية، والهدف هو منع التصعيد قبل حلول شهر رمضان، ومن ثم فإن
الاحتلال يستعد لفترة من التوتر الأمني؛ لأننا أمام هجمات مسلحة قد تكون الأكثر
دموية منذ 2011، ويمكن التأكيد على وجه اليقين أن الإسرائيليين والفلسطينيين شرعا
مرة أخرى في مسار خطير، حيث يتم تشديد اليقظة في عدة قطاعات أمنية".
وأضاف في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "الجيش قرر تعزيز قواته بثلاث كتائب في الضفة الغربية،
وفي الوقت الحالي يتركز الجهد الرئيسي على حماية المحاور والمستوطنات؛ خوفا من
هجمات فلسطينية مقلدة، وتم شحذ الإجراءات بهدف إنهاء الأحداث في أسرع وقت ممكن،
ودون وقوع إصابات، وفي الوقت نفسه، تستعد فرقة الضفة الغربية لمرحلة التوتر في شهر
رمضان بعد شهر ونصف، ويقوم الجيش باعتقالات وقائية ضد النشطاء، وتشير التقديرات أن
عمليات الاعتقال ستستمر بشكل أكبر".
لم يعد سرا أن عملية القدس تسببت بذعر
ساد الإسرائيليين؛ لأنها وقعت في ذروة استنفار أمني، وصدور تحذيرات إسرائيلية من
تصعيد الفلسطينيين هجماتهم، وانتقالهم من عمليات الطعن والدهس الفردية لهجمات
منظمة وأشد تأثيرا، في ضوء ردود الفعل الفلسطينية المتوقعة ردّا على الحكومة
الفاشية في تل أبيب، التي تتوعدهم وتنشر التهديدات ضدهم.
مع العلم أن العملية ضد المستوطنين جاءت
بعد أقل من يوم واحد على تنفيذ الاحتلال لمجزرته الدموية ضد مخيم جنين، مما جعل
منها تطورا طبيعيّا للرد على جرائم الاحتلال المتصاعدة، بحيث دفعت الشبان
الفلسطينيين للتحرك الفوري، اعتمادا على السياسة العامة القائمة على مقاومة
الاحتلال بكل السبل، دون انتظار أخذ إذن أو قرار من أحد.