في الوقت الذي تواصل فيه قوات
الاحتلال توجيه ضرباتها نحو الأهداف
الإيرانية في عمق أراضيها والدول المجاورة، فقد سلطت في الآونة الأخيرة الضوء على ما تسميه "أسطول الظل" الإيراني، المكون من السفن الحربية الضخمة وغير المأهولة، مما يجعل من العمل في الساحة البحرية ضد إيران يزداد صعوبة كل يوم.
وبدأت طهران تعزيزا بحريًا، وتقوم ببناء نظام كشف بحري في
لبنان، وهو ما تراقبه دولة الاحتلال عن كثب، وتزيد استعداداتها لمواجهته.
نير دفوري المراسل العسكري لـ"
القناة 12"، نقل عن "ضباط كبار في سلاح البحرية الإسرائيلية أنه ينشط في السنوات الأخيرة لمواجهة عمليات التهريب الإيرانية عبر المنافذ البحرية في المنطقة من خلال زوارق الصيد التي تحاول الإفلات من رادار وأنظمة المراقبة الإسرائيلية، لا سيما خلال ليالي الشتاء هذه، حيث يتمكن الصيادون من الهبوط مع قواربهم على السواحل المجاورة، وعندما تقترب منهم قوات الكوماندوز، يحاولون إلقاء عبوات الأسلحة في المياه".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "العديد من هذه الطرود البحرية تحتوي على صواريخ كورنيت المضادة للدبابات تستخدمها
حماس، التي تواصل تطوير وتحسين قدراتها البحرية، بدءًا من الكوماندوز البحري، كما ونوعا، مرورا بتهديد منصات الحفر الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للطائرات، وصولا للسفن غير المأهولة والقوارب السريعة والصواريخ والغواصات".
وزعم التقرير أن حماس حاولت في الآونة الأخيرة زيادة محاولات التهريب لقطاع غزة، رغم أنها تواجه صعوبة كبيرة بسبب الجهود المصرية والإسرائيلية المتزايدة.
وأشار إلى أن "سلاح البحرية الإسرائيلية يخوض معركة ضد المحور البحري المضاد لكبح المحاولات المعادية المتجددة، حتى أصبحت إيران في الآونة الأخيرة تشكل تهديدا على إسرائيل، وباتت تعرف الآن بـ"العدو البحري"، إضافة للقتال في القطاعات الأخرى، لكن الساحة البحرية الإسرائيلية ضد إيران مستمرة، وبالتالي قامت بسلسلة من التغييرات والاستعدادات في البحرين المتوسط والأحمر، وأجرت مؤخرًا تدريبات في الخليج العربي للرد على التهديد الجديد، كما يزيد الجيش الإسرائيلي من أنشطته هذه الأيام في وجه تعزيز البحرية الإيرانية في منطقتنا".
وأوضح أن "المعلومات الإسرائيلية تتحدث أن الإيرانيين يزيدون أسطولهم البحري، بعد أن وضعوا في الخدمة سفنًا حربية ومدمرات كبيرة قادرة على وضع الكثير من الأسلحة عليها من صواريخ كروز وبحر- بحر وطائرات بدون طيار، وفي ذات الوقت يحاولون تطوير قدراتهم تحت الماء بتغيير استراتيجيتهم في البحر، وهي طريقتهم الجديدة لتصدير الأسلحة والوقود، وتهديد السفن الحربية وإطلاق طائرات بدون طيار على طرق التجارة الدولية في الخليج العربي والبحر الأحمر عبر قناة السويس، لأن هذه السفن الكبيرة للبحرية الإيرانية تسمح بالبقاء في البحر لفترة طويلة، والوصول لمسافة بعيدة".
ولفت إلى أن "السفن الإيرانية باتت تصل لشواطئ أمريكا الجنوبية حيث فنزويلا والبرازيل، مما حدا بإسرائيل لإنشاء ائتلافات مع عدد من الدول لجعل نشاطات إيران البحرية غير شرعية، رغم أن معادلة إيران الجديدة تحاول من خلالها تجاوز العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها، وتصدير الأسلحة والذخائر والوقود عن طريق البحر، من خلال أكثر من مئة سفينة تجارية تعمل تحت أعلام دول مختلفة، ويحاول حرسها الثوري باستمرار تهريب أسلحة لحلفائه، خاصة سوريا".
وأكد أن "إيران تحاول خلق معادلة في البحر مفادها أنه إذا هاجمت إسرائيل سفنها التي تحمل شحنات الأسلحة، وتعمل في مضيق باب المندب، وهو ممر رئيسي من آسيا والخليج إلى البحر المتوسط وأوروبا، ستحاول تهديد طرق التجارة الدولية، وحتى لا تشعر بالراحة، فقد قامت البحرية الإسرائيلية ببناء سلة من الأدوات للتعامل مع هذا التهديد في جنوب البحر الأحمر، وزادت بشكل كبير من وجود سفن الصواريخ والغواصات في المنطقة".
وأضاف أن "الإيرانيين يواصلون تطوير صواريخ بحرية، وطائرات بدون طيار انتحارية، وفي الشمال يساعدون حزب الله ببناء نظام كشف بحري على طول الساحل اللبناني، ووضع الحزب رادارات وقاذفات صواريخ ساحلية لمنع التفوق البحري لإسرائيل في المياه اللبنانية، وأنشأ قوة كوماندوز بحرية بقدرات غطس وسفن تحت الماء لتهديد منصات الحفر الإسرائيلية، وعندما تدخل تركيا في المعادلة المعقدة في شرق البحر المتوسط، فقد يصبح ساحة ذات أهمية كبيرة لعدد من بلدان المنطقة، وتعمل هنا العديد من الأساطيل البحرية: الناتو وتركيا وروسيا والولايات المتحدة وإيران".
الخلاصة الإسرائيلية من تطوراتها البحرية أن تركيا تظهر اهتمامًا كبيرًا بالمنطقة كجزء من استراتيجيتها ضد قبرص واليونان، بالاحتكاك مع القوات البحرية الأجنبية، خاصة في القتال من أجل السيطرة على مياههما الاقتصادية، ومع أن هناك دفئا في العلاقات التركية مع تل أبيب، لكن لا يوجد حتى الآن تعاون بحري بينهما، فيما الروس موجودون في ميناء طرطوس في قاعدة بحرية ينشطون منها في البحر المتوسط، ولم يخففوا من قوتهم البحرية في المنطقة رغم حرب أوكرانيا.
يضاف لذلك كله أن الدروس الإسرائيلية المستفادة من إخفاقات البحرية الروسية، تمثلت بتشكيل فرقة عسكرية أنشأها الجيش لدراسة دروس الحرب في أوكرانيا، خاصة الجوانب البحرية، لأن 99 بالمئة من اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي ووارداتها وصادراتها تمر عبر البحر، وهناك مشكلة أخرى تتمثل بضعف الموانئ المعرضة لهجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار والضربات البحرية، بجانب تطوير التعاون البحري العالمي مع الأسطول السادس الأمريكي في البحر المتوسط.